في الفكر الروحاني
الثقة كدلالة على قوة سمية.
قوة سمية؟
نعم هناك قوة دنية.
مثلا؟
عبد سمي وسيد دني.
وماذا تفهم في الثنائية؟
ضرورة.
ضرورة؟
هي كذلك. هي نسبية.
*
في الشيء ستجد نقطة هي الثقب الأسود هي الانفجار الكبير
ما جذر لسان العرب؟
أقول لك عزيزي ليس لك أن تقترب من ذلك الباب إلا بعلم.
في الحب من أول نظرة السهم يحلق بأمره.
عندما تكتب القطة بخيوط دموعها هي هنا تنسج شبكها.
الفأر لحمها.
*
التقدم التقني لا يرتبط بالتقدم العقلي بالضرورة.
*
خيط
التذوق تجربة مباشرة.. إدراك مباشر؛ فهم من دون توصيف ظاهر من حجاب اسمه
"الكلام"؛ التماس بين الحس والعقل بقدر سعة الآخر على العقل مع الأول.
الشعور تماس حس بعقل؛ تشيؤ هو. شيء يتشيأ.
الحاسوب يتحسس ولكنه الشعور لنفسه لا يعقل؛ هو لا عقل له لنفسه.
العقل يعقل ما لا عقل له لنفسه؟
إن كان العقل في طبيعته يعقل ما لا عقل له لنفسه
فهل له أن يتشيأ الشعور؟ أن يجعل منه شيئا يحس؟
هل العقل هو الحس الذي شعر بعقله لنفسه؟
ولكن هل للعقل أن يعقل العقل؟
*
في حوار الغزالي وابن رشد، جدال يتحرك من كلي في طبيعته يشرح النسبي، وآخر
في الكلي يتقيد بالنسبي؛ حوار يختلف في "غايته" ووسيلته تستوعبه الدار.
*
زمانك في المكان نسبي في بدايته وقصة آخره ليس لك بالحق فرضه على غيرك قسرا وظلما وتدميرا.
الفشل خطوة تعليمية وليس بالضرورة انتحارية.
والنجاح جناح.
*
في الغَيرة ارتفاع بقول سقف أمر لونها.
صعد بالحب أنبل!
في اللسان نار وفيه ضياء وفيه...
اللسان وليس اللغة عزيزي.
اللِّسَانُ "من ذكره قال ثلاثة ألْسِنة... ومن أَنث قال ثلاث أَلْسُن"
- من القاموس
وكأن اللغة طبقة في اللسان لا أكثر..
ومن هنا لنا أن نفهم أن في الترجمة مسافة.. فيها مرآة.. فيها جهل.
والخنزير الأصفر يريد أن يفهم!
في الرواية شجاعة جميلة.. ولكن القلم يقف خلف أمه.
بين العرب نرى ونسمع من هم في الأمر أشجع.
*
حكمةٌ وإن الذهب لبست، إن كان الترويع والتخويف في دار عقل اليوم سبيلها، أمرها إلى الهاوية في داره وإن بعد حين.
*
من الواضح أن أهل بعض الدين.. لم يسمعوا في قول العجوز الحكيم.
من الواضح أن أهل بعض الدين.. لم يفهموا في عمق هذا البحر اللعين.
في الفكر اليوم سهم وحريق.. ليس للسيد على يدهم أن يقف أمام عبده مهين.
في الفكر اليوم سهم وحريق.. لن يصمد أمام ناره أهل بعض الدين.
*
سؤال لأهلها لهم في سرهم.. هل حقا أنتم تؤمنون بشيء اسمه الديمقراطية الحرة؟
الديمقراطية الحرة.. أين طريقها من فضلك؟
ربما تقصدون هنا السوق الحرة وشهيدها.
الديمقراطية الحرة
لن يتقدم هنا من يدافع عنها - وهو يسمع ويرى - ولكنه ليله ونهاره يبشر بها!
*
أي مسخرة أن تموت في قضية أمرها انتهى.
السقف من دون أعمدته مهلك لأمله.
في البناء وأهله.
صعد بالحب نحو أجنحته.
مسكين هذا الرجل الذي لم يرى ويسمع فيما حربه.
*
الفكرة كوعي وحجاب. الكلمة كستار ومسار.
في الفكر الروحاني العربي الكثير من العلم والمنطق والبيان والحجة والعمق
وعلو الأفق؛ لكن في نصوصه الكثير من الحجب عن عيون أهل "اليوم" وآذانه.
في الفكر الروحاني العربي ما هو أبعد من الفكر الذي يتسمى بالفلسفة. ستجد
أهله يرفضون تسميتهم بالفلاسفة. الكلمة في أصلها أي الفلسفة تحمل نقصها.
في الفكر الروحاني العربي بحر وموج ساحله يقف بعيدا عن "اللغة" التي يفكر بها غالب شباب العرب اليوم.
في الفكر الروحاني العربي علم كبير.
في علم أهل بعض الدين عجز ونقص؛ لن يصمد أمام ضربات عقل اليوم القادم يومه
نحو هذه الدار. في هذا تتجدد في الفكر الروحاني العربي أهميته وضرورته.
الفكر الروحاني العربي تم طمس معالمه على يد أناس من هذه الدار تحقيقا
لرغبة "آنية" تدل على قصور في عقل من ركب موجتها وتدل على هلع سكن قلبهم.
الفكر الروحاني العربي له بناء داخلي يدل على أن جسده من هذه الدار وهذا يمكن إثباته. هو ليس في أصله من المستورد من الأجنبي الخارجي
كل على سعة وعيه سيرى وسيسمع في الفكر الروحاني العربي. التراتبية أساس في نظامه.
*
رؤية ميكانيكا الكم لازدواجية الموجة-الجسيم تقول إن"الرمز" فيها يتجلى
كموجة عند تقييده بالتجربة بوصفه موجة وله أن يتجلى أيضا كجسيم في حين آخر
"الرمز" هنا يحمل ازدواجية المعنى كحد أدنى، وله أن يحمل الكثير من المعاني
كنتيجة؛ ولكن ليس له أن ينقطع كلية في ظاهره عن باطنه الكامن خلف حجاب
بهذا المعنى يمكن القول أن الرمز يحمل رسالة صادقة في إشاراتها وإشاراته.
رؤية الكم لازدواجية الموجة-الجسيم لنا أن نعممها على قراءة وفهم النص.
أود أيضا أن أضيف أن رؤية ميكانيكا الكم لازدواجية الموجة-الجسيم، والتي
تشق طريقها في ميدان العلم الفيزيائي في يومنا، رؤية قديمة وليست حديثة.
رؤية ميكانيكا الكم لازدواجية الموجة-الجسيم تقول إن"الرمز" فيها له أن يتجلى بما عنه عيون اليوم هي في عمى.
*
اللسان العربي لا يرسم في البسيط فقط؛ والرمز فيه أساس.
والفكر الروحاني العربي بلسان عربي ينقش.
*
من لا يفهم في نظام الإنترنت يتصور أنه يتحرك في عشوائية سائبة أو يتصور
أنه في نظام محلي تحكمه قيود مكانه وزمانه. الفكر الروحاني أكبر من هذا.
من لا يفهم في نظام الإنترنت يتصور أن المفكر العالمي مثله مثل المفكر
المحلي؛ وهذا غير صحيح. الفكر الروحاني مجاله أكبر من مجال العالم المحلي.
الفكر الروحاني يفهم الفكر المحلي والعكس ليس بالضرورة صحيحا. هنا تراتبية. والفكر العالمي ليس بالضرورة الفكر الروحي.
*
الفكر السياسي بطبعه يستل خيطا من نسيج الفكر الروحي يقتات عليه وينزع إلى
تسويق بسيطه (تديمقراطيته) أي تسطيحه ليتناسب وعقل العوام (أهل السوق).
حرب الساسة من حولنا حطبها العوام فالحرب من منظور الفكر السياسي وسيلة
تسويق. الفكر السياسي يرى نجاحه في تدمقرطه (في نجاحه للتسويق لبسيط نفسه)
في مفهوم السوق، الفكرة والرمز أقدم وأوسع مما ينتشر اليوم بمعنى
الديمقراطية (الفكرة الغربية مثلا). الديمقراطية بمعنى السوق مفهوم ليس
بالجديد.
في أمريكا مثلا ترتبط الديمقراطية بالمال والإعلام (الدعاية والشهرة) وهما
كذلك من أساسيات نجاح تجارة التاجر في سوق العوام المتقلب في مزاجه.
*
مزيج ناعم وناسف.. الشعور.
الإعلام التعبوي الموجه.. من أكبر ضحاياه العقل المثقف!
وفي فتنة الجمال.. الحياة تخط خيط حكمها.
عندما ترى أنك فهمتها.. قد تكون اقتربت كثيرا من شبكة صيدها، وكلما تعمقت في دارها، كلما تاهت ألوانك في عمق رؤيتها لسماء بحرها.
*
قصة:
عندما وقف المتنبي لشرف بيته لم يكن بشاعر.
*
نتكلم كثيرا في يومنا هذا عن الصفر؛ ولكن أين هو الصفر؟ هل ثبت "علميا" مثلا أن الصفر موجود؟ أم هو غير موجود؟
هل يستطيع أهل "علم" اليوم إثبات وجود الصفر؟
أليس من حقنا أن نشكك في رؤية كل ما يقوم ويبنى على مفهوم وجود الصفر، من فكر وعلم في يومنا، إلى أن يستطيع أهل "علم" اليوم إثبات وجود الصفر.
"وعاد صفر اليدين"
حقا؟! هذه رمزية تستند على وجود الصفر. وبالتالي هل يمكن لنا القول أن هذه رمزية باطلة إلى حين إثبات أن الصفر موجود؟
"عاد بخفي حنين"
هذه رمزية لا تستند على وجود الصفر أليس كذلك؟
*
لكل مرحلة ساعة صدقها.
ساعة البلوغ وكأنها لحظة وعي بالسقوط.
وبعدها مرحلة العودة إلى الأصول.
يتيه فيها الفرد قبل أول الوصول.
"وكلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة." - النفري
في الفكر الروحاني العربي اللسان العربي أساس.
ومن لا يفهم في اللسان العربي ليس له أن يقترب من عتبات ذلك الباب.
معها لا تسأل لماذا.
وأن تقترب منها أن ترتوي من السراب.
في النهار نحن قناع.
في فزعه أسدل ذاك على أمره الستار ونام.
معه أن تبلع المر خطوة أولى.
معه سترى في الأمر ما لم ترى.
الأصدقاء أنقياء. سمعته يقول.
وعندما نكتب نحن نقف بعيدا عن هنا ومعه.
الشعر من أجل الشعر لم يرى أرضه.
وهل سمعت بكتابة صاحبها بلعت؟!
وفي قولهم الكتابة حبور في لحم وعظم.
وأن تسرق من سارقك أنت في لعبة لست بسيدها.
في السرقة تعريف ملكية. لنا هنا أن نسمع ونرى. فيها قول الأولية.
في فيلم البؤساء وروايتها قصة جريمة تحمل رائحة رغيف ساخن في يوم بارد بجوعه وكلبها.
وفي فيلم الأبطال سنرى.
في لسان العرب حبل ومنى.
ليس للكافر أن يرى.
وأن تسمع أن ترى.
دعك من الحقيقة فيها الحجاب.
في كتابك أنت في امتحان ممتد.
بلغة سكنت الأرض بدم نحن هنا.
للكسر أن يجبر خاطره.
وللسيف من الحد الأربع.
ولنا في النصف طريق.
*
في الفكر الروحاني من الطبيعي أن لا يفهم فيه عقل اليوم.
تمتاز طريقة التفكير الغربية السائدة اليوم بالقدرة على التحليل (الربط
بالسببية). هذه الطريقة أنتجت مثلا الهندسة وعلومها والحاسوب وتطبيقاته.
نجد اليوم مثلا المرأة وبحكم هذا التأثير (عن طريق الدراسة العلمية مثلا)
تميل لأن تتصرف بطريقة تحكمها السببية المنطقية وإن من دون علمها.
هذه القدرة على التحليل تتزايد أهميتها بعد الخبرة وبعد التعرض لنوع من
المعرفة جامعة وجامحة بطبعها تتجاوز في مداها عن ما يتحرك فيه عقل اليوم.
يستطيع عقل اليوم مثلا قراءة عشرات الكتب في معارف متفرعة ولكنه يجد صعوبة
في جمع خبرته في صفحات معدودات تمتاز بالتركيز المتناسق في جسد متماسك.
وبالتالي يميل عقل اليوم وأهله إلى خلق مزيد من التفرع التشتيتي الذي يؤدي
به نتيجة إلى حالة من التعب والتيه والشك وعدم اليقين يمكن ملاحظتها.
*
في العلاقة بين المكان والزمان..
المكان يميل كغاية نحو الجذب إلى السكون، والزمان يميل نحو الجذب إلى التحرك. هناك تجاذب بين المكان والزمان.
وفي العلاقة بين المكان والزمان..
الظاهر مقلوب الباطن
ما يسمى اليوم بفكر ما بعد الحداثة الغربية وبعلم ما بعد الحداثة (نسبية
آينشتاين مثلا)، وبحياة ما بعد الحداثة وأهلهم سيتحركون في دوامة المقلوب
في دقات القلب ميل الى حركة وميل إلى سكون.
القلب يتقلب في حركة وسكون.
فيه سكون.
والسكين سمي لإزالته حركة المذبوح،
من القاموس
*
الحبر الذي أساله الحبر النيتشوي عمل على توثيق دفع العقل الغربي وأهله ومن
لف لفيفهم من أهل الديار نحو حياة ما بعد الحداثة. وكان يعي هدفه.
لسان حال بعض من يتسمون بالعلماء في هذه الدار يقول أنهم كمكتبة تحمل علمها
من وقفة زمان إلى وقفة زمان آخر وهم لا يفهمون بالضرورة ما يحملون.
وبين جَذْب سكون وجَذْب تحرك يحدث قَلْب.
بلغة اليوم.. دَوَران.
لا يمكن الاستهانة بسطوة الرمزية.. فهي ربما تلبسك في لباسك في هذه اللحظة.
في العالم رمزية تتكلم بلسان يرى.. أي بلاهة أن يأتي عقل "اليوم" في عشوائيته العمياء ليقول أنه في الأمر يفهم.
النفري في المواقف والمخاطبات يخط بعقل. بلغة اليوم هو يكتب بفكر وقف بعد طريق ليتكلم.
حقوق الطبع محفوظة
في دار الفكر الروحاني هذا من رسم الغباء.
حقوق الدخول محفوظة
في دار الفكر الروحاني هذا يمكن فهمه.
في دار اليوم ليس للكلب أن يحكمك وإن تطهر.
*
يقول: مستكشفو بسيط الطبيعة في كبيرها وصغيرها وبالرغم من جميل مقامراتهم
وتنويرها لطريقهم لن ينتهي مسارهم إلى نهاية طريق. لن تخضع "هي" لهم.
يقول: يبحث في الجماد بهدف معرفة الإنسان. مضيعة للوقت إن كان هذا هو الهدف.
يقول: أن ينتهي بك المطاف مع ما يسمى بالعلم إلى تحجرك وتحجر قلبك. هذا ليس بعلم ولكنه الجهل يلبس رداء المعرفة.
يقول: مزيج من الضَرُورَة والطَلاَقَة هذا العالم.
*
عند الحديث عن المكان فلا بد من حضور الزمان.
وأن تجمع المكان مع الزمان النتيجة ثابتة.
*
في الجيوبوليتيك قد تسكن أنت وحماماتك البيضاء في منطقة زلازل.
الجمال فتان. هناك من يريد دمه لهذا.
هذا العالم لأهل الهواء ريح أو رياح.
ليس لك أن تعتذر لحقك حقا.
كيف تخدع السراب؟
دعه بخفة يجري من أمامك.
في السياسة السجن هو القصر أو العكس أو مثل ما تحب.
لا أريد أن أعلم كل ما أريد أنه تم.
لسان حاله.
القمر في النهار لونه أبيض وأزرق. كالغيمة البعيدة في السماء.
*
في العلو شهرة
طائرات الاستعراض في سماء البحرين
تقول
وفي الشهرة ليس بالضرورة العلو يا هذا
في العلو الأجنحة أساس أو النار.
وكأن هذا القول يقول أن العلو له في الطريق أكثر من طريق
مسكين من لم يفهم الثمن في الطريق.
"السوق" سيشرح لك إلى حد ما. بعده ليس له الكلام.
الجواب السائل له منطقه.
زكي مبارك