الربيع في دارنا
الديمقراطية تحتاج "ممثلين"، نوع من "النضج" السياسي، فهي لعبة في الأساس؛ هناك من يأخذها بجدّ في دارنا ليدفع الثمن دمًا وأرواحًا. من يحكم أمريكا ليس أوباما، هو مدير في أفضل الأحوال. من يحكم أمريكا لا تتصدر صوره أعمدة صحفها، وأفلامها، وكتبها.
"الشعب" مَن يحكم هكذا تقتضي اللعبة وهكذا يجب أن يقتنع؛ مشكلتنا أننا لدينا بروباجاندا "محلية" أقوى من تلك الخاصة باللعبة الديمقراطية! الديمقراطية تحتاج "ممثلين" بارعين ومحترفين. أفلام الأكشن في دارنا، تتحول إلى ساحات قتل وتصفية حقيقية، والكل يصرخ .. ديموقراطية.. ديموقراطية!! الربيع العربي "السياسي" تجربة انتقامية.. أنتقم منك لتنتقم مني.. حالة رد فعل. مَن ينتقم ممن؟ والشَّعْبُ شُعَبٌ.
تركيا العلمانية تمسّحت بكل ألوان الذل والمهانة وهي تتقرّب من الغرب حتى يُدخلها داره فما وجدت غير الصد والاحتقار منهم.. الغرب إلى جذورها ينظر؛ ونحن نقولها علانية نريدها إسلامية ثم نتباكى على برود الدم الغربي تجاه مصائبنا وقتلى أطفالنا ونسائنا!
بيننا وبين من يحكم الغرب عداء تاريخي.. متى سنفهم معنى هذا الكلام؟
اليوم نحن نتكلم لغتهم، ونفكر مثلهم، أي بمثل ما يريدون لنا أن نفكر، وأولادنا تتشكل طرق تفكيرهم بمثل ما يشتهون، ونحن نتكلم عن الحكم والخلافة. يجب أولًا أن نحرر عقولنا وقلوبنا من سحر عملهم، قبل أن نتكلم عن حكم أنفسنا، وحكم العالم.
زكي مبارك