قلب سادتهم يصرخ
إن لم يكن هدفك الأكبر في دائرة إجتماع هذه الديار هو سيادة عالمها فلن تقف على قمتها، التناقض في جوهر سعيك يزجر أمله. ليس صدفة وجود الصليب "المُحرّف" في قلب عاصمة الروم في يومهم الممتد ليله لابسًا أقنعته. أعيدوا مجد روما! قلب سادتهم يصرخ ألمًا في وجه قادم أجيالهم. دم قلبهم يتجه لرؤية الحياة كما ترى نفسها - استنطاق منظومة تقييمها لذاتها، وليس نسف دار أملها كما قد يخيّل للعين المتسرّعة في عجلتها، فيه شفرات وصفة لمقدمة ضرورية لا غنى عنها لمسعى اعادة حكم دمهم لدمه من خلال التنقيب عن "أسمى" معايير القياس عند الرومان القدماء لحكم الدولة السيدة على ذاتها، وأعمق نتاج ثقافة اليونان كعقل للحضارة المتصلة بجذر الحياة، ومكتشفات العلم الحديث كمحطات مراجعة وتصويب حاسمة، وروح قلب المسيح الحقيقي، لا ذاك المحرّف سعيه، كقلب ينبض صدق شوقه. مهمتهم اليوم تمهيد الأرض، التمهيد للمهمة المستقبلية التي لاغنى عنها على يد العقل النافذ والقلب الكبير الذي ينتظره أملهم في دارهم. كل شيء مجاز اليوم في سماء فكرهم في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود - تحرير قلب روما الإمبراطورية! مهمة خاصة جدا للخاصة منهم. الحرب العالمية الثانية في جوهرها كانت حرب أطر رؤية العالم؛ روما ضد اليهودية - تم تفسير الشفرة بخطأ جسيم تعامى عنه عمدًا، هتلر المدفوع بالعجلة السياسية؛ صليبه المعقوف لا يمت للمسيحية المُحرّفة بصلة. عوضًا عن السعي لهزيمة العقل اليهودي (فعل لا يقدر عليه صبر قلبه وعقله)، ركّز ضرباته في الجسد! سماء الشفرة الأصل تتعلق بأفق تفسير وجود وجودهم، وليس التوق لخلق دار دولة جديدة فقط من دون روح تسري في أروقة دروبها، لم يكن الهدف خلق جسدًا جديدًا خاويًا فقط!.
زكي مبارك
زكي مبارك