نحن وكورونا
وفيروس كورونا يقول لنا بصمت .. عالمكم "الكبير" في داري جسد واحد "صغير".
9 فبراير 2020
***
أبطال ذه الحرب ضد هذا الفيروس هم الكوادر الطبية وعلماء الطب، وستجدهم بصمت وشجاعة يقاتلون؛ تجربة الصين يتعين فهمها بعيدا عن تفاهة تجاذبات سطح السياسة اليومية وبسيط الحزبية والقبلية.
وأن تكون تكلفة الفحص الطبي الشخصي من كورونا من دون شركات التأمين في أمريكا فوق ال ١٢٠٠ دينار. معقولة هذا عالم عاقل؟
بخصوص الحرية والليبرالية والثورية؛ الأمراض المعدية والقاتلة ليست حرية! وفي البشر نزعة انتحارية في جسد عقل مريض منهم؛ البعض منهم يريد الانتحار على الطريقة الكورونية وببهرجة بهلوانية؛ هل تفهم؟!
الأكيد أن الصين حاربت كورونا باسم البشر دفاعا عن صحة البشر في دارهم وبالتالي حاربت فطريا عن البشر في جوانب الأرض الأربع؛ هذا شرف علم يحسب لهم. وفي المقابل تجد من هو في حرب ويطلب من الجندي المقاتل في الجبهة أن يدفع ثمن الرصاصة!
الصين - بلد كان في تخلف وبعد حين استلمت مصيرها قيادات من بني جنسها حكيمة وذكية. انتقلت بها من دولة متخلفة وجاهلة تخدم مصالح عدوها إلى أن تكون ومثل ما نشهد اليوم بالعين والحقيقة دولة تقود العالم ضد شر كورونا وأكثر. هو تخطيط حكيم وذكي معا يمتد لأكثر من ١٠٠ سنة. اطلبوا العلم ولو بالصين.
وكورونا تقول أن الحل (العلاج) اصعب من التشخيص (تحديد المشكلة) بدرجات.
من حقي كمواطن في البحرين وحق أهلي أن تحمي الدولة المواطن من شر أهل الجهل ومن شر كورونا؛ ومهزومة ان شاء الله في دارنا البحرين يا كورونا.
هل ترى معي لون المسخرة؟ كورونا صارت لعبة سياسة في ملعب الساسة والديمقراطية؛
ونحن كبشر نحتاج لقانون دولي لمنع انتشار الأمراض الفاتكة بالبشر.
وإيران وكورونا، فشل ذريع في تحمل مسؤولية قيادة البشرية. والديمقراطية الغربية و كورونا، فشل ذريع في تحمل مسؤولية قيادة البشرية. ومع قوة أدوات أهل الحاسوب الكاشفة (يتعين فهمهم بالمناسبة!)، نرى أن كورونا أصبحت لعنة في دار رخيص الساسة ورخيص أهل الدين في هذا المكان والزمان.
كورونا سريعة الاشتعال.
ونجد أن مرض كورونا أصبح مسألة أمن قومي استراتيجي بالنسبة للسعودية، وبالتالي القرارات في دول المنطقة المحيطة والتي يمكن ان تتسبب في انتشار المرض بصورة مباشرة او غير مباشرة أصبحت مصدر تهديد لأمن السعودية وبالتالي فقدت صفة القرارات السيادية البحتة من منظور متخذ القرار السعودي.
"دائماً في أمل رغم الألم"
نحن وكورونا، حربنا معها في شفافية وسرعة وصدق الإعلام، وهي حرب شرسة معها وقاتلة. كورونا تنتشر بالجهل وتتلاشى بنشر العلم؛ كورونا تنتشر بالجهل، والجهل في عرف العلم القديم هو الشر.
كورونا والديكتاتورية - الصين تقول لنا هنا أن الديكتاتورية العالمة والفاهمة ساعة انتشار الجهل الفاتك بنا والقاتل لولدنا ستكون خيرا. وبعيد حين ندرك أن الجهل رأس يتجسد في دائرة يحكمها بشر. وما الذي نتعلمه من تجربة الصين؟ المعلم قائد في درجة عالية المقام في بلد الأحرار؛ والمعلم عالم بعلم. والعلم شرف وعلو يا كورونا؛ أول العلم جهل. وهذه قاعدة لمن يرى ويسمع. الكشف عن كورونا علم؛ ودفن الحقيقة هنا عين الجهل القاتل لنفسه.
بعض أهل السياسة وهم يلعبون كرة كورونا أمامنا يحتاجون جرعة قوية ومنشطة من كورونا؛ ويبدو أن كورونا تقف عند عتبات جهاز تنفس الاقتصاد الأمريكي (سوق المناخ الأمريكي) وبدأت أناملها تطرق أبوابه؛ ومن من باب الاحتياط يتعين على رجالات الدولة المهمين في الدولة في هذه الساعات الحرجة أخذ الحيطة وسبل الوقاية بكل السبل من طلقات ونار كورونا المنتشرة. وهذه مسألة أمن قومي عربي استراتيجي.
وبعد حين نرى الأيام تقول: فشل ذريع في النظام الأمني الاستراتيجي الغربي الديمقراطي أمام تقدم خطوات كورونا؛ فشل كبير في نظام الحماية والتوعية الغربي. القيادة في المعركة ضد كورونا ليست غربية وهذا أكيد. ويستمر تساقط النظام الغربي الديمقراطي كتساقط الذباب أمام تقدم جبهة كورونا.
ومن الذي وضع العصا في العجلة؟؟ كورونا! ولسان حال كورونا معنا يقول "حول العالم في ثمانين يومًا"
وكورونا تسقط بصمت الاتحاد الأوروبي، وتقول لأهل أوروبا الحرة، حريتكم الفردية المتطرفة ربما تكون سببا لهلاككم.
كورونا فيها شر؛ ولكن تحمل معها أيضا رسالة للبشر. والبشر اليوم لها يسمع!
الغرب احتقر الصين وضحك حين تواجهت الصين مع كورونا. واليوم كورونا في مواجهة مفتوحة وقاتلة مع الغرب الذي يحتقر الشرق عموما ومنهجا وهي لا تضحك.
كورونا نقطة تحاصر دائرة.. هل تفهم؟! وهي معنا اليوم في مزاد علني. هل نحن البشر أهل هذا العصر لها؟!
وقد أعلنت كورونا الحرب العالمية الثالثة على العالم والبشر
وكأن ٢٠٢٠ سنة مفقودة مع الشرسة كورونا
الرعاية الصحية حق من حقوق الإنسان؛ وفي وقتنا هذا وعصرنا هذا لا يمكن أن يكون هذا الحق في يد كيانات حقيرة تعبد رائحة المال في الليل وفي النهار؛ وكيف امتصت العسكرية السوفيتية الروسية أمواج الغضب الألمانية الهتلرية..؟ بامتصاص ضرباتها بهدف تعطيلها وسحب عجلتها صوب الشتاء السيبيري الشرس العنيد؛ الحرب كحقيقة في ذه الدنيا - وإن اتحد البشر سلاما.. ستأتيك مقاتلة من قبيلة كورونا معلنة على البشر الحرب وهم في غفلة بسيط سلامهم. في هذه الحرب مع كورونا هل تقبل أن يكون معالجك ترامب أو رئيس الصين أو امرأة ألمانيا القوية أو أنت من دون يدهم في هلاك؟! هل هذا شرف أمة عزيزة؟!
في البدء شعرت الصين بالعار والخجل والغضب والنار في جوانب روحها. بعدها أتى رجال الصين من رحم الأم التي في بحر دموعها غرقت. في يدهم وردة لها وسيف يقطع عرق من يمس شرف الأرض من جديد. وكان أمرهم.. هذا بعد الآن لن يكون ودمنا على هذه الأرض أحمر يسقي قلبها.
وفعليا من متابعة دقيقة شخصية لها أسبابها الخاصة. دولنا العربية الخليجية في مقدمة الرعاية الصحية العالمية لشعوبها في ذه الحرب حاليا، والبحرين الغالية أبدا على القلب ستجدها إحصائيا في المقدمة. وهذا شرف وعز لبلدي الغالية البحرين ولأهل البحرين.
ما قبل الإنترنت وما بعد الانترنت كانت نقطة فارقة في مسار التطور الحاسوبي وتعامل البشر مع هذه التكنولوجيا؛ ويمكن الآن القول أن هناك مرحلة ما قبل كورونا ومرحلة ما بعد كورونا، من حيث شمولية وعمق التغيير القادم في أسلوب تعامل البشر مع التكنولوجيا والحاسوبية والاجتماع.
الإنسان كائن في وسطية؛ وكل تطرف يقتله ان آجلا أو عاجلا؛ وهناك الآن دولة عظمى حاليا يحكمها اسماعيل ياسين. هل عرفتها؟
أمام كورونا أصبحت أوروبا منطقة من مناطق العالم الثالث المتخلفة طبيا؛ وأمامها أصبحت الصين منطقة من مناطق العالم الأول المتقدمة طبيا؛ وأمام كورونا أين موقع خليجنا العربي من الإعراب طبيا؟ هل نحن من دول العالم الأول طبيا مثل الصين، أو نحن من مناطق العالم الثالث المتخلف طبيا مثل أوروبا؟ قرارات الساعات والأيام القادمة حاسمة.
نحن في حالة حرب شرسة مع كورونا (نقطة).
كورونا هو الطاعون العالمي بالمناسبة؛ وأن يصاب ولي عهد التاج البريطاني بمرض بيولوجي خطر وقاتل في حين أن الخبر الرسمي العالمي لهذا المرض عمره أكثر من شهرين، إنما يدل على قصور في جوانب أنظمة الحماية في جهاتها الأربع في منظومة الأمن البريطاني الاستراتيجي.
وهل الكمامات مفيدة مع كورونا؟ اسألوا أهل الشأن في الصين. الغرب لا يحتقر الشرق علما، هو ليس له هذا المقام؛ بل أنه يحتقر الشرق جهلا. ومصيبة الغرب وكورونا مثلا بالرغم من كل دروس الشرق المجانية لأكثر من شهرين حاسمين.
وأتت كورونا لتقول لنا بالبرهان: وعلمكم الحديث أيضا له قيمته في الحرب الأبدية ضد الجهل؛ والبشر في كل الأحوال أمره حديث. هذا أكيد.
وكان أن لبس الكمام في قصره - في مأساة الإنسان وكورونا؛ الصورة من المرآة زحمة المقلوب وعكسه وكورونا تضحك؛ ولأنه الديمقراطية يعبد ستجده أصبح وضعية.
وعندما تنزل في أرض المعركة، فالأرض عرضك والأرض شرفك والأرض جسدك! السيف والدم الرد كان وسيكون أبدا! نحن وكورونا وأهل الجهل في جوانب الأرض الأربع! حال الكرة الأرضية الآن: معكرونة بالكورونا
وكل ترليونات اسلحة الرصد والقتل التي بيد البشر وتحت أمرها تركع عاجزة أمام تحركات مخلوق دهني اسمه كورونا يتحرك في جوانب الأرض الأربع ويتمدد منذ شهور؛ عفية علينا نحن البشر والله! وكيف تتبخر الرأس مالية برأس كورونية.. الصين رفعت سلاح العلم على طغيان الجهل.. وكان لها ما كان في المكان والزمان.. ومع انتقال بعض الدول المتقدمة في المواجهة مع كورونا الى مصاف دول العالم الثالث؛ يمكن القول أن جل دول العالم الثالث كذلك انتقلت الى عالم آخر!
ووضع أهل السياسة المتطرفة في تويتر والإعلام: كورونا الصينية أخطر من كورونا الأمريكية
زكي مبارك