ماذا يقول لنا
ماذا يقول لنا العلم "الحديث"؟ أن مفهوم
"اليقين" أضحى وجودًا احتماليًا.. معادلة إحصائية في أفضل الأحوال.
العلم "الحديث" يقول لنا أنه يدور حول
"شيء" لا يمكن الولوج إلى عميق داره.. وأن الهدف اليوم هو الغايات
"العملية" وليس الفهم!
العلم "الحديث" يقول لنا أنه لا يفهم
شيئًا عن ذات الشيء الذي يدرسه!
العلم "الحديث" يقول لنا أن مجاله اليوم
هو تلبية متطلبات بشرية عملية تتعلق بحاجة العقل للمنطق..
العلم "الحديث" يقول لنا أنه أضحى تعبيرًا
عن نزوة للتسلّط دافعها الرغبة في الهيمنة. ماذا؟!
العلم "الحديث" يقول لنا أن المنهج العلمي
الحديث أضحى يتحرك في دائرة البرغماتية! حالة إقصائية حسب هوى منطق المنطق "العقلاني".
العلم "الحديث" يقول لنا أنه مستعد لبيع
كل أقواله ونظرياته وفرضياته حال توافر فرصة أفضل للسيطرة والهيمنة على الواقع. ماذا؟!
العلم "الحديث" يقول لنا كل هذا وأكثر
من هذا وهو نفسه يقف معلقًا في الهواء!
احذف لعبة "الرياضيات" من يده وستجده
يقف كالأبله أمام أبسط الأسئلة.
ولكن هذا العلم "الحديث" يريد أن يتكلم
في دارنا عن الثابت الكوني.. عن ثبات سرعة الضوء في "الفراغ" مثلا!
العلم "الحديث" (بما فيه ذاك الكوانتمي)
يتكلم بنفس لغة المسيحية المُحرَّفة.
الهدف العملي والبراغماتي في جانب من داره هو السيطرة
على القوى الذرية وإخضاعها والتحكم بها.
أما بخصوص التفاسير العلمية المصاحبة لهذا الهدف
البراغماتي فهي استخلاص رياضي لا وجود لها في "الواقع" إلا في عالم الظاهر
البسيط
بالبسيط.. العلم "الحديث" يأكل نفسه..
يسحب البساط من تحت منطقه.. يقفز إلى المجهول من دون جسده.. يستغنى عن نفسه.. يدمّر
فهمه.
زكي مبارك