تَخَبُّط الخطوات
في بيتك "الكبير" ستجد السلطة والأمان من دون الحاجة للشهود. سيتكّلم أمامك من دون وسيط. لك أن تبحث عن الأول لنفسك.
*
من يطرق باب دارك بصدقٍ.. ليس لك أن ترده.
*
العلم أقدم من المعرفة.
*
التكثيف؟ استحضار المجموع في نقطة ناطقة جامعة.
كيف لك أن تنتقد نفسك من خارج نفسك!
فرويد.. مثلا (كلغة نفهم مدلولاتها الساعة).. هل
وضع كتابا "يحلِّل" نفسه فيه؟!
الحياة؟ عاشقة دموية.
تكثيف التكثيف.. نقطة النقطة.. في اللغة العربية
لها أسمها..
لماذا يخاف الغرب وسادته من أهل هذه الدار؟ الجذور
تمتد بعيدا لتصل إلى أبواب السماء.
*
البعض يريد من اللغة العربية أن تكون عبدة عنده
أنا كَيْت وكَيْت. نضع نقطة في نهاية السطر. ونصدِّق
قول أنفسنا!
أنا إنسان. تعال فجج الحين...
علم النفس؟ كلا! علم الإنسان أعَمّ وأشْمَل وأعمق.
"علم الإنسان أو الأنثروبولوجيا هو علم إنساني اجتماعي متكامل، يهتم بكل
أصناف وأعراق البشر في جميع الأوقات، وبكل الأبعاد الإنسانية...."
العمى الغربي يتكرر هنا أيضا.. ويسرق المفاهيم ويزيفها..
*
بين الليل ونهاره.. فارق التوقيت.
الجمال؟ قول عيونك.
اللغة.. تفهم في السياسة. لك أن تفهم.
الذَّكَرُ من الحديد : أيْبسه وأشدُّه وأَجودُه
. من القاموس!
ويقال : رجلٌ ذَكَرٌ : قويٌّ شجاعٌ أبيُّ . من القاموس!
من القاموس؟ من الجذور.
قَمَسَ الرّجُلُ وغيره في الماء قَمَسَ ِ قَمْسًا
، وقُموسًا : غاص ثم ظهر . من القاموس!
*
شكرًا.. تفعل فعل السحر.
الكلمة.. ما أصلها؟!
الروح هي والقلب ورسم الابتسامة.
والسيف.. والدم.. الشرف.
ومن أين يأتي الشرف؟!
العربية.. شمس في دارك.. لك أن تشعر بالسعير في
أجنحها.. والثمرة.. تلك الزهرة.
وذاك الذي يسكن دارك لك أن تسمع حقيقة صمته.
يتكلم ويتحرك.. ولكنك له لا تسمع ولا ترى!
هل نظرت في عينيه.. هل سمعت شوق القلب بين جناحيه..
هل قرأت الشفرة في خطه.. ذاك الذي ينتظر نهاية التيه والمسير!
*
لك أن ترتفع لترى الأمر كله.. أو جُله.. قبل أن
تتكلم في قيمة جوانبه.
أن ترى تَخَبُّط الخطوات المتناحرة في درب ذاك الذي
شَرَعَ الطريق في طويل من المسير. وأن تصمت إلى حين.. لترى أصل المعدن فيه.
أن تخاف الألم.. أن تخاف الفرح.
الكتابة ستدفعك للكتابة..
والحياة ستدفعك للحياة..
ولنا في تلك الطريق.. أصدقاء.
زكي مبارك