search

10‏/01‏/2013

الكلام عن الصدق والكذب

الكلام عن الصدق والكذب

في دائرة الفكر الأعمّ والأشمل، الكلام عن الصدق والكذب في داره له بعد آخر، بالنسبة لأهلها امتحان الصدق يأتي ويتمثّل في مدى القدرة على الاعتراف بما يدور في دواخلهم بأقل قدر ممكن من الكذب؛ مع مرور الوقت يقل عدد من يمكن الاستماع اليهم من دون كشف فاضح كذبهم، والوقت هنا ليس بالساعات أو الأيام. في قساوة صدق هؤلاء على أنفسهم أولًا وأهل محيطهم تكمن خطورة خفي موجهم. حيث أنهم يكتبون كحالة فهم ينمو، يتغير، ويتشكل وبالتالي يقبل التناقض وعدم التناسق بين مراحل النمو المختلفة كطبيعة تتشكل ألوانها. من لديه عقل مفكر بالفطرة سيجد صعوبة بالغة في تناسي من يكذب عليه متعمدًا أو بسبب عدم فهم عميق في دار القلب الذي يقف في مواجهته. مثلا: كنت أود الاستمرار في قراءة كتب الغزالي بنفس الشغف الأول، أحب أن اقرأ للغزالي لا زلت، وأحاول إيجاد بعض الوقت لقراءة كتبه، ولكنه يقول أن هناك ما لا يمكن قوله للعامة في الكتب. هذا القول يجعل من محاولة تقبّل ما يكتبه أكثر صعوبة ليس من حيث وجوب التبيّن من صحة قول بيانه، ولكن من حيث انه يقول أن عميق الفهم يتوجّب البحث في جوانب تفسيره كمسؤولية شخصية ثقيلة تقع على عاتق كل مرحلة زمنية قادمة. هناك اليوم من لم يضع هذه الحدود لنفسه وبالتالي، يصبح ما يكتبه أكثر مصداقية ممن يرى أن ما يكتبه هو في الأساس للعامة وهنا أقصد بالعامة جمهور الدارسين والمثقفين! المسألة لم تعد اليوم مسألة شعور خاص وتجربة ذاتية تحتمل الصمت والإخفاء. الكلام خرج إلى العلن، وفي محاولة إخفائه عبر تجاهل أمره، لا يعني ذاك الذي نطق رسمه من شيئ.. الوقت كفيل ببعث الروح فيه ولو بعد حين.. وهذا ما يحدث اليوم في الدوائر الفكرية الأصغر. هناك من يكتب بأسلوب الرواية أو الحديث على طرف شخص آخر، وقد يكون أكثر صدقا من الأول، ولكنه لا يتكلم بلسانه هو: لا يجرؤ على فعل ذلك. الصدق هنا تصبح خطورته أكثر من الكذب في هذه الدائرة من الفكر. ماذا لو قرأت رواية عن الحب مثلا والشعور به وبعد المرور بتجربة شعورية فعلية اكتشفت زيف أكثر ما قالته تلك المؤلفة أو الكاتب مثلًا؟!

***

النسبيّة في الصدق لا مفر منها، ولكن هناك من سيكتشف أدق تفاصيل الكذب الخفية مع مرور الوقت. الصدق هنا ونسبته ستعمد على تأخير هذا الكشف، وبالتالي من يصدق أكثر قد يستمر في الكذب لمدة أطول!

***

لا استطيع أن أقرأ لمن لا يفهم عما يكتب.. وهنا أقصد أنه لا يفهم الأسس التي تقف عليها أعمدة فرضياته. عندما يتحدث أحدهم مثلا عن الإنسانية أو الحب، ولا يجرؤ على تعريف ما يتكلم عنه بصدق، أو أنه يجهل تماما جزء رئيسي عن ما يتكلم عنه، يصبح الاستمرار في الاستماع عملية تعذيب لا داعي لها! لا أتصور ولا أتمني أن يكون الكل في هذا سواء، ولهذا هناك دوائر فكر، كمسارات الفلك، من يرتفع إلى فلك أعلى يصبح من الصعب عليه العودة والرجوع. الصدق على قساوته، مفتاح للخروج إلى فلك أبعد، وقطع الصلة مع عدد أكبر من العقول (الكاذبة). السؤال من يجرؤ على النطق بالصدق على لسانه أكثر من غيره وتحمل عقبات فعله! 

***

  سؤالي لماذا تريد المرأة دخول هذه الدائرة، ولذلك قلت مرة لا يمكن أخذ فكرها بجدية! وكنت اقصد دائرة من الفكر الأكثر صدقًا. لا مكان للصدق التام، إنما أقول الاقتراب منه إلى أقصى حد ممكن. يمكن للمرأة مجاراة الرجل في ذلك بعد تقدمه خطوة إلى الأمام. المرأة اليوم تعرف الكثير، ولكنها تأخذه من الرجل الذي تقدمت خطواته أولًا وبالتالي بنى النظام الفكري الحاكم في جدران وعي اليوم.

زكي مبارك


الموج القادم

الموج القادم

عندما نربط الشعور المحبّب مثل الشعور بالحب بالخير، ونربط الشعور المنفّر مثل الشعور بالألم بالشر، فإننا نستعمل الشعور/اللغة للتفريق بين شيئين ظاهرين بالنسبة لنا. هذا التفريق لا يدل على اختلاف جوهري في جوهر الشيء الذي نقسمه إلى شيئين متصارعين ومتضادين. اللغة تستخدم لوصف الحالة لتقسيم التفسير ولكن هذا لا يثبت وجود هذين القسمين. الشيء نفسه يمكن أن يقال بالنسبة للحقيقة العلمية، فوصف الظواهر عبر استخدام اللغة مثل الجاذبية والنور والظلام لا يثبت وجودهم في جوهرهم كما تراه حواسنا المتعددة والمختلفة في درجات نفاذ بصيرتها. ربطنا النهار بالخير والظلام بالشر ولكن هذا مجرد "حقيقة" لغوية وشعورية لا وجود لها في جوهر الشيء المقصود. كل التوصيفات العلمية والرياضيات مجرد لغة ونظام وصف لا أكثر، حالة تصويرية متخيّلة لما نعتقد بوجوده والذي لا ندرك وجوده على ماهيته الفعلية، وإن كان هذا القول لا يدل على عدم فائدة هذه الأنظمة في تسيير أمور تقدمنا واستمرار حياتنا بل هي من ضرورات الحياة في جوانب عديدة منها. لو نظرنا إلى الأمر من خلال هذه الرؤية فيمكننا القول أن كل الشعور والقوة والتفاسير يمكن ردها إلى شيئ جوهري أساسي واحد أو كلي نحن من نفرقه ونقسمه ونطلق عليه الأسماء وننعته بالمحبّب والمنفّر، بالخير والشر، وهلم جرى. اللاوعي واحد والوعي ألوان مختلفة لهذا اللاوعي الواحد.

***

لا يمكن لوم الإنسان على حلمه.. أو على شعوره مثل حبه وبغضه، فالكل سواء من حيث الأساس! يمكن تعميم هذا الأمر ليشمل كل التصنيفات اللغوية المرتبطة بالشعور والأفكار.. مثل الخير والشر كشعور يصف حالة شعور وكذلك قول التكفير السياسي والفكري؛ (الغزالي يكفّر ابن سينا) في لغة سياسية موجهة للعامة وليس كلغة خاصة بينه وبين من يكفّره؛ وكذلك بالنسبة للأديان والأفكار الكبيرة التي اكتملت دائرة نضجها، في حقيقتها واحدة ولكن التفاسير المحكومة بدائرة الفهم أو عدم الفهم (السياسة – رسم وعي العامة) يحتّم الاختلاف والتنافر والتعارك حول هذه الألفاظ السياسية والدينية، حيث أن وعي العامة لا يستطيع الاستمرار في العيش في عالم مجرد من الأفكار البسيطة المرتبطة بمفهوم الألوان، أبيض أو أسود وما بينهم من درجات التي يشاهدها العقل المثقف. المفكّر الأعم الأشمل قد لا يرى أي لون! وبالتالي تصبح السياسة كنظام تفسير وتحريك نتيجة لهذا القصور العقلي الحاكم وليست سببًا – نستخدمها كأداة تواصل كلغة ترسم الطبقات لا أكثر.
الرمز الأعلى يستخدم كرابط جوهري لكل التفاسير اللغوية (الشعور، العلم، التفكير، الإرادات،الخ) في دار العقل البشري هذا الرمز لا يمكن إدراكه على حقيقته.

***

هذا الكلام والأهم منه تداعياته لم يعد سرًا بين الخاصة وسوف تصل أمواجه ساحل دارنا في المستقبل القريب.. السؤال ليس في أن كان يجب أخفاؤه أو تجاهله.. ولكن عندما يأتي لدارنا فما هو جوابنا.. هذا إن كان وعي شبابنا يهمنا أن يظل يستقي ألوانه من جذورنا!

***

هذا طيف خافت من رؤية جديدة للعالم أو هي تعيد بعث نفسها، حالها من حال أول عمر الرؤية العلمية للعالم التي تكتسح الوعي العالمي اليوم ونحن من مستقبليها ومن يعيد بث موجاتها ببراءة وسذاجة..الأولون كانوا يعرفون الكثير ولكنهم أيضا كان عندهم خيار الصمت. اليوم هذا الطريق لم يعد خيارا متاحًا لمدة طويلة قادمة..

***

هناك  من يرى أنه لا يستطيع التعامل مع التفسير المبسّط للعالم بعد اليوم، وبالتالي اتخذ قرارًا بعدم الانغماس  في تفاصيل التفاسير الواهية المتصارعة في عالمنا. هناك ما يستحق طاقة التفكير الأكبر والأهم من هذه القشور الذاهبة.

***

العلاقة مع المرأة بمثابة الحبل الذي يربطني بالسطح أعود له لأتنفس الحياة والهواء!

***

الغرب الفكري قد يبدو أنه يتقدم علينا في الرؤية التفسيرية لعالم الشّهادة، ولكننا ما زلنا متقدمون في الرؤية الأعم الأشمل.. عمقنا أوسع وأخصب وأهم - عين سادتهم اليوم على هذا الأمر وقلبهم، صمتهم شبه المطبق يكشف مخفي سعيهم! 

***
يبدو لي أن سادة الفكر الغربي الحديث درسوا أسرار لغة الفكر في دارنا ودلالات ألفاظه، أو أن هناك علاقة بين جذور معارف اليونان القديمة (ما قبل عالم سقراط وأهله) شبه المندثرة اليوم في عالم الغرب ومن دار في فلكه، وتعاليم الشرق ودارنا.
  
***

جلّ الفكر البشري المحلّق محاولة لعلاج الذات لذاتها  -  جانب من خطورة أمره خفي موجه!

زكي مبارك


إِيماءات ونبرات

إِيماءات ونبرات

لا أعرف.. يعني.. سأستمر في التساؤل - أكثر جرأة!

***

الثقافة الأفريقية... كنز مغبون. الثقافة..؟ رسم الحياة! دمع وابتسامة.

***

كيف لك أن تختبئ عن ذاك المحلّق.. لك أن تحلّق فوق سمائه!

***

وللصمت إِيماءاته ونبراته.

***

الموسيقى.. لغة لم تجد نفسها.. لم تجد طريقها.

***

حياة الرجال أوسطها.. وانتصارها أو عارها في خاتمتها.. ولبعضهم خاتمة ممتدة!  

***

هناك من يقول أن الوقت يمكن تحويله إلى معادلة حرارية... الموضوع غير مهم عمومًا في دار العموم! كل الألوان الزائفة ستستنزف ألوانها مع الوقت.. وللوقت درجات حرارته.

***

تعلّم أن تكتب لنفسك وقلبك!

***

في الوطن العربي جلّ الجهود تتجه إلى محاولات الإصلاح والترميم وإعادة البناء بعد كل موجة "تدمير"، أو التقليد - أفضل طريقة للإلهاء عن فعل الجديد.


زكي مبارك


07‏/01‏/2013

تداخل وتنافر

تداخل وتنافر

هناك خلط بين التقدم الفكري وذاك الحضاري؛ الثاني بحد ذاته ليس دلالة على تقدم الأول. الأمراض الفكرية أشد فتكًا وأوسع تدميرًا وأطول عمرًا؛ والأصعب ملاحظةً؛ والأصعب علاجًا؛ وللثقة أطوارها؛ وللصورة أنيابها؛ وللرجال رسمهم!.

زكي مبارك

صفحات من دارها

صفحات من دارها

الخيال، صفحات متمردة من دار ذاكرتنا؛
له حكمه في دار البشر؛
وللحياة ألوان خيالاتها.. أحمر وردة تارة ونبض قلب تارة أخرى؛ 
وفي رقي اللغة.. خيال يحلّق؛
الخيال، تخاطب والمستقبل ورسم لألوانه؛
وله روح تبحث عن أرض ومخلب. 

زكي مبارك

05‏/01‏/2013

بشر

بشر

نحن بشر، وهناك من يريد إخفاء هذه الحقيقة عن نفسه! ولكن هل هناك من تعريف موحّد تحت الأفق لهذه الحقيقة! والبشر، كتعريف لا يزال في طور التغيّر! والجمود موت متحرك؛ وللحقيقة ألف رأس ورأس، من يرسم واسع رؤيتها القادمة؟! أن تقرأ هذه الرسالة وكأنني أخاطبك، هذه حقيقة! لدينا قدرة مذهلة للتأقلم وألوان الحقيقة! ولكل رأس ألف بوح وبوح، ولكل بوح ألف قراءة وقراءة؛ هناك من يريد أن يجعل من التفسير جواب ونهاية طريق! حياة فتك بها الوهن من الحياة قراءته! وللحياة ألوان أنوثتها!

زكي مبارك

03‏/01‏/2013

ذنوبات

ذنوبات

أن أحسّسك بالذنب، أن أسيطر عليك - دموع المرأة بعد الزواج مثلًا، أو ادعاء ذاك الرجل بالصدق؛ لن أصدّق حاكمًا ليس بأفقر مادة ممن يحكم - ولكنهم يفضّلون الصمت كثيرًا في دوائر أمور كثيرة أليس كذلك؟! أن تصدّق الحاكم وهو أغنى من رعيّته مادة - تلك رومانسية إنسانية تملّكها قيد الذنب. الرجل اليوم يتحرّك في دائرة كبيرة من الإحساس بالذنب تحيله إلى شيئ آخر. يتمكّن الذنب من الرجل مثلًا عندما يصبح مواطنًا صالحًا في حضرة الحاكم الغني، أو عالم يدور في فلك مُعلّمه وفاء، أو مثال الرجولة المطلوبة أمام المرأة التي تسكن داره! الشعور بالذنب دخول إلى القفص؛ وفي السياسة الشعور بالذنب يعني إعادة كل ما استحوذت عليه اليد بعد التمكّن في دارها - أحلام بنفسجية! ولطائفة من الرجال طريقة أخرى لتحسيسك بالذنب وهم يقفون خارج القفص! 

زكي مبارك

02‏/01‏/2013

لا شمال ولا شرق

لا شمال ولا شرق

وهناك من سيميل لسفك دماء "جيش" من الرجال بفكرةٍ لإثبات "صحة" فكرة!

***

وهناك من سيعطي "الأنثى" صك مفاتيح إن كان في ذلك شقا لسد منيع؛ والأنثى عن الحب الحقيقي قلبها يبحث وله يتوق.

***

وبعض التوصيات في الدار أوامر؛ التوصيات تأتي من خارج الدار، والتبريرات لها يتكفّل بها أهل الدار!

***

الميكافيلية قراءة لرسم التاريخ من جانب محدد.. من الصعب أن تجد حكمًا سياسيًا اليوم لا يسير في درب قولها. الأمر ليس بيد صاحب الشأن!

***

خلال الفترة الأخيرة من عمر البشرية.. بدأت المرأة بالحديث عن نفسها كتابة، أن تحلل نفسها علانية؛ جرأة جديدة تدخل دارها؛ هل تدرك طبيعة نهايتها؟!

***

في الإنترنت.. لا صباح ولا ليل.. لا شمال ولا شرق.. وعي جديد يتشكّل بنا أو من دوننا!



زكي مبارك 

لا يهم

لا يهم

كلها فترة من الزمن، تمتد في طولها أو تقصر لا يهم، وقد يبدأ سادة الفكر المطالبة بالمساواة والمرأة المحلّقة؛ وربعنا اليوم؟ لا يهم.! والمرأة المحلّقة ستحتاج لعشيقها المقاتل؛ ماذا أقصد؟.. لا يهم!!

زكي مبارك
 

مرآة الغير مرة أخرى

مرآة الغير مرة أخرى

في محاولة النظر إلى أنفسنا من خلال مرآة الغير رؤية تقبل المقارنة والغير، وضرورة بعد السبات؛ الحلول لمشاكل وأسئلة دارنا لن تأتي إلا من داخل دارنا، من داخل فكرنا - ضريبة أن تكون الأول في يوم مضى! ما كنت لأرفض شرب الدواء "الحديث" غرورًا، ولكنني وجدت في قلبه مرضًا كامنًا خفيًا، وباعتراف سادة الفكر الجدد في تلك الديار.

زكي مبارك

العلم والعلم

العلم والعلم

أصل فكرنا قريب من الأرض وقريب من السماء؛ نحن لا نفرّق بين المنهجية العلمية والعلم - نطلق على الإثنين مسمى "العلم". الثاني أعم، وأشمل، وأعمق؛ وللجسد حقه في دار فكرنا؛ المنهجية العلمية رؤية فكرية تحاول رسم العالم؛ والعالم داخل وخارج، نقطة وأفق؛ ماذا عن ما بعد خط الأفق؟!  العلم الغربي جانب من رؤية فكرية؛ جذور الرؤية الفكرية قد تتوارى خلف الستار كحماية لها؛ والجذور ليست معنية بالضرورة إن كان لون الوردة أحمرًا أو أبيضًا؛ والأسماء أقنعة جمالية؛ واللغة قناع.

زكي مبارك

غموضها

غموضها
 
في غموض الأنثى ألم يدفع الرجل للتحرك عاليًا؛ أن تتحرر المرأة من أنوثتها، أن تتحرر من ألوانها؛ ولكن إلى أين، أن تلبس رداء رجل، ولكن ما الهدف من ذلك! أن يفهمها الرجل؟! لماذا؟!

زكي مبارك


فشل

فشل

الرقي.. فشل، فتعلم، فنمو؛ أن تحب أحدهم دعه يتعلّم من فشله؛ لا تقطع عليه فرصة نموه؛ في دارنا من يحب قطع رأس الفشل! أول خطوات الرقي!! 
أن ترى الفشل أمرًا ضروريًا، تلك رؤية قريبة من مسعى الحياة للتقدم في دارها. 

زكي مبارك

خط

خط

الطرق المعبّدة من السهل سلكها، لكنها لا تحمل جديدًا لم ينطق؛ يمكن أن تذهب بك إلى حدود خط جديد؛ هنالك شعور يدفعنا للمشي إلى آخر الخط، وكأن الأمر لم ينتهي، ولن ينتهي حتى تقف على خط نهايته. ماذا بعد ذلك؟ أما العودة، أو رسم خط جديد..!
إن كنت محظوظًا بفرصة لقياك يومًا، فسيكون لقادم فقدان أثرك فراغًا مدويًا.

زكي مبارك
 

صيد البحر

صيد البحر

شيء ما يجذبني دومًا صوب نافذة البحر، أقف على خط ساحله، أحافظ على درجة من البعد عن عمقه؛ أنظر إلى بعيد سطحه؛ ولموج البحر قدرة على ردم قاسي الأرض، صابرة عجلته؛ وللطيور بحرها وسمائها؛ وللسعة أفقها وبهجتها؛ وللهدوء رسم بيانه؛ وفي الغرف المغلقة أفق نائمة؛ التنفس، الكتابة، خلف الأبواب المغلقة تستنزف هواء روحك؛ وفي الأفق المفتوحة ستفتح لك نوافذ بوحها؛ آثار خطواتهم ها هنا، وهنالك كانت حياة؛ والحياة في دار وعينا استثناء حاد؛ شعور جميل الجلوس بعد خطوة مسير، قبل استئناف المسير.

زكي مبارك

28‏/12‏/2012

طبقة ذكية

طبقة ذكية

في الديمقراطية.. ستتبلور طبقة ذكية تريد أن تُحكم! مفتوحًا لا يزال باب عضويتها.
 
***

نحن لسوط قواعد النحو في اللغة نخضع؛ في هذا تحديد لحدود دار الحركة والتحليق، وضع جوانب القفص وسقفه؛ التحرّك بحرية داخل قفصها كهدية تستحق الشكر عليها! وفي تمرّد البلاغة محاولة لمد النظر لما خلف دارها؟!


***

لنوع من الرجال لغة لا يسمع إشاراتها النوع الآخر من الرجال!


زكي مبارك

لون منه

لون منه

اليهود قوم يشتغلون بالفكر، وبالمال. الفكر ليس شيئًا بريئًا؛ وليس رفاهية! وليس حيادًا باردًا بل لون حياة محارب! ويعشق اللهو أيضًا والفرح؛ ولا ينسى أن يحدّق في ذاك الأفق المحدّق - ذاك لون من الفكر

زكي مبارك

درب آخر

درب آخر

عندما يقف الوعي الحاكم في دارك حاجزًا أمام رؤية إشارات الأفق المحدّق.. ربما عندها يتوجّب تجاوزه عبر الرؤية من خلال وعي جديد، أو ربما لمن وسعت قدرته شق ذاك الطريق، من خلال الوعي الأصل؛ والأخير جذر. أن تجعل من الوعي نِظارة لدار اللاوعي، أن تجعل اللاوعي يرى شيئًا جديدًا متواريًا من لاوعيه! في هذا درب آخر من دروب الفكر.

زكي مبارك


أبواب مشرّعة

أبواب مشرّعة


العبد الوضيع.. ديدنه الكذب الصريح؛ والسّيّد يهذّب نفسه بنفسه. 

***

سألت عالم فيزياء.. ما هي القوة.. فأعطاني الصمت جوابًا. فسحبت السؤال كي لا يحتار الصمت في جوابه! عفوًا على المقاطعة، لك أن تواصل لعب لعبتك الشيّقة يا هذا.

***

كيان سياسي تاريخي.. مثلث كبير.. رؤوسه العرب والأتراك والفرس - الخلافة الإسلامية إلى أين؟

***

أبوابنا مشرّعة لكل من هب ودب مهترئة.. ولا زال البعض في مسألة فتح النوافذ يتشاور والستائر!


زكي مبارك

24‏/12‏/2012

التجمّد كهدف

التجمّد كهدف

انظر إلى الحشرة عندما تتصنع الموت أمام الخطر؛ الوقوف في حالة جمود إلى درجة التجمّد، إلى درجة تكاد تلامس الموت عينه..!  ومن جنس هذا العمل ذاك الذي أدار ظهره للحياة كفعل أعلى، كغاية.. التجمّد كهدف! (أليس في هذا بعض ما فعله البعض في دار فكرنا عندما رأوا في فعل السبات الفكري ابتعادا عن احتمال الهفوة والخطأ - ماذا كانت النتيجة؟!)

***
خيار الضعيف - وكأن  الضعف خيارا وليس حالة لا خيار لها إلا أن تكون ضعيفة حتى تعدّل من ميزان العدالة في دارها أو الاستمرار في الرضوخ لمنطق عدالة واضح قوله. خدعة الضعيف تقبع في فكرة النفس الحرة في إمكانية أن تختار درجة قوتها أو ضعفها، أن تضبط من سرعة حركتها من دون دفع الثمن. الاعتقاد الخاطئ بيد هؤلاء أن القوي له خيار أن يكون ضعيفا من دون أن يكون مريضا في قلبه كثمن يجب عليه دفعه من دمه ودم قادم دمه؛ أن القوة لها أن تكون ضعيفة، أن تفقد قوتها طواعية، أن يتحول السيد إلى مسود كخيار من خياراته المتاحة - أن يتم تداول القوة، بالتّناوب، بالدّور! أليس هذا منى كل ضعيف؟!

زكي مبارك

 

أفضل هدية

أفضل هدية

في دار الفكر.. أفضل هدية يقدّمها لك عدوك.. أن يكذب عليك متعمدًا! في صدقه نافذ سهمه!

***
الكتابة كروح هائمة تبحث عن وعي تسكن داره.. تحمل في جوفها همسات فرح أو صدى حزن كموسيقى لا ملمس لها؛ وشعور يعلن احتضان شوقها.

***
العدالة علاقة قوة بقوة أو أكثر، رسم لعقد بين كيانين أو أكثر رمزه الميزان، رسم للرتب وبناء لقواعد التراتبية - من العدالة: القدرة على فرض مبدأ العين بالعين كعهد يجدّد ميزان ميزانه دومًا وأبدًا. هنا العادلة تأخذ بعدًا نسبيًا. أن لا تكون بالقوة الكافية فأنت "تظلم" نفسك كنتيجة لأمر حالة فعلك!

***

يكفي الرجل أمام نفسه من الشرف أن يفي بوعد قطعه أمام مَقدُوره ويبتسم لهمس بوحها وقادم مصيرها.

زكي مبارك


23‏/12‏/2012

العصري

العصري

الرجل "العصري" بلغة اليوم المتسلّطة والحاكمة في جوانب وعينا وما دون سطحه القريب، رجل مريض في نواح رئيسية من كيانه بالضرورة، محروم من واسع قناة غريزته الأولى المتوثّبة خطواتها، وبالتالي مرغمًا هو في كره حبه، وفي صراع عميق ضميره مع شوق روحه! يأكله تأنيب الضمير قطعة قطعة. الحرية المزيّفة المعطاة له، (والحرية لا تُعطى! والمتاحة له في بلد الغرب وكل من سطعت عليه "شمس" الغرب وستسطع في باقي الدور الأخرى، محكومة بأفق سقف رسمه قلب تعب من الحياة، ووهنت باصرته من مشاهد فعلها. كيان مشرق خارجه، تنخر السوداوية جوانب قلبه والامتعاض، رجل بقلب مريض؛ ليس متيسرًا الطريق للرجل الذي كان يومًا قويًا بفطرته وغريزته وفرح خطوته، ذاك الذي في دائرة خدرها اليوم وجد نفسه، أن يأخذ زمام أمره هناك وهو في عسل مخدرها يتمرّق وعيه. الطريق لنصف الرجل ونصف المرأة، طبقة العبيد الأذكياء، اليوم مُعّبدًا؛ في هذا رسم لجانب من مرض الثقافة في تلك الدار وحضارتها التي فتحت لنفسها الباب في غفلة من الزمن، ونتيجة حتميّة للسبات الذي عم دار الشرق ودارنا تحديدًا على يد المجرم الأعمى في دارنا؛ جانب واحد هو من ذاك السقم المختبئة ألوان عقاربه في جوانب قيم عقلهم وقلب فكرهم ورسم حاضر وقادم فعلهم إلى حين. هذا ما يقرّ به الخاصة همسا فيما بينهم، ويحضّون على تصديره على نطاق واسع ومجاني، مغلفًا بالورد والياسمين لزوايا الأرض الأربع. طبقة العبيد الأذكياء في دارنا يلبسون رداء الفرسان المبشرين به، ومن خلفهم بغلهم المفيد! بالطبع هناك من ينتظر بهدوء وصمت اكتمال مقومات الحدث الذي تتوالى فصوله قبل بدء تحرّكه القادم؛ وفي هذا هو يعرف فن الانتظار الصامت!

زكي مبارك   

أسرار وأرشيف

أسرار وأرشيف

الرجل النافذة رؤية رسمه، عملة نادرة وثمينة جدًا، وفي بعض الأزمنة، جدًا جدًا!

***

السّلفية، حافظ أرشيف، حافظ أسرار صامت! خط دفاع أخير؟

*** 

عندما تدمّر البشرية حضارتها، من سيقوى على النجاة والخروج من ركام تلك الدار سيعود طفلاً صغيرًا، يحبو خلف غريزته ( العودة إلى الأصل الأول). مآل المسير العودة إلى الأصل فلا مفر من هذا...؟

زكي مبارك

باب ومفتاحه

باب ومفتاحه

الانتظار المترقّبة صفحة هدوءه مفتاح الفرج..! تعلّم فن الانتظار، فن الصفاء، فن الاستماع إلى الداخل العميق؛ الانتظار من أجل سماع بيان الانتظار سبيل كل خطوة إبداع! بعد الانتصار، يأتي فن إخفاء الأصل، إطلاق أجنحة روح الإبداع الجديد إلى سماء الدار مع محو آثار جلّ أصله، جعله الأصل الجديد؛ شمس جديدة تفرض سيادتها في دار صغيرة دائرتها وربما كبيرة مساحتها. مثلًا: عدم تدوين أصل وسبب الفكرة الجديدة المتجردة والتي تأتي في الغالب نتيجة لرؤية صحيحة تتعلق بحادثة ملموسة في دارنا. الفكرة هنا ترتفع في سماء العموم لتصبح حاكمة لشيء من مسير سيرهم، تخط ساعة نهارهم وليلهم. ذاك المفتاح سيحدّثك عن قدوم ساعة النطق عندما تحين ساعتها.

زكي مبارك

أن تراها كاملة

أن تراها كاملة
 
لن تستطيع رؤية الحقيقة كاملة؛ إن نظرت إليها في مقدمة بحثك، ستقف خلفك وأمامك، كرة هي في دائرة نهايتها ومقدمتها. مثل الوقوف على حافة الأرض والنظر إلى الأفق.. أنت تنظر إلى خارجها وليس من خلالها. الأفق نفسه يحجب الرؤية عن كامل دائرتها!

زكي مبارك
 

انتقامها

انتقامها

الوحدة المنعزلة على نفسها ضد مسعى الحياة صدى كلمتها؛ الأخيرة ستقف مثل ما فعلت دومًا ضدها بقساوة صارمة تضرب في أعماق النفس البشرية التي اختارت ذاك الطريق، بعدما وجدت نفسها في وضع يميل دفعه إلى ذاك المصير. قد يكون الحال نتيجة لتصفية دموية ومميتة أن تكون غالبية البشر اليوم من النوع الثاني الأضعف في دار الاجتماع؛ النوع الأول في الغالب سينبش عن جوانب عمق الحياة وسيكشف من سطور مطوي أوراقها أكثر مما يمكن السكوت عنه، وفي هذا هو ينتهك قانونها الغير مكتوب أو هكذا يبدو الحال في قصص كثير من سالف الرجال؛ وفي مشهور القصص بيان وعبرة - انتقام فعلها أم انتقاء؟!

زكي مبارك

22‏/12‏/2012

بين الشعورية ورسم دارها

بين الشعورية ورسم دارها

التوافق بين الشعورية ورسم المادية - الأولى خط يدفع لتوسيع أفق الأفق للروح؛ والحياة كوجود، دار الثانية في دار عالمنا؛ والروح محيط حاكم للنفس وإطار عاصف يسكن عمقها، والنفس شعور وإحساس مادي ملموس، دارها الجسد. بين الثانية والأولى علاقة مربوطة ورسالة مقروءة، الأولى الهواء والريح والثانية الماء، من دون الأولى في رسم الثانية لا معنى للحياة كنظام له منطقه، مضطرب موجه، ولا غاية تُدرك، وعبثية؛ في الأوسطية بين الشعورية والمادية تتشكل ألوان بوح وعي الإنسان الصادرة من عمقه المرتبط بالأفق المحدق.

زكي مبارك

محددات

محددات

الوعي البشري.. جنون تتعارف البشرية على احتمالية صحة رسم عقله..! لا معنى لتفسير الجنون بجنون جديد من دون تحديد محددات قادم المسير وإثبات عقم المسعى القديم؛ فقط يمكن الحديث عن الحالة نفسها، وفهم منطلقاتها في دائرة هذا النظام؛ منطق المنطق ينحصر فيما بين جذور التفسير وأفق غاياته. طريق البشرية، هدفه الاستمرار المرتبط بالرقي والريادة كغريزة تنزع لرسم أرض راقي حكمها؛ فقط إن ثبت عكس ذلك المسعى يمكن الشك في صحة قلب المسعى؛ العلم كعين حراسة له أن يحذّر من خطر داهم قادم وكمجسّ متقدم؛ إن كان التفسير يسير مع خط رقي الدم الحاكم لنفسه فدعه لشأنه، وإن كان عكس ذلك فعليك كشف أمر مرضه وتعرية خبايا قادم فعله. لك في صراع الحضارات دائرة عمل ونطاق انتزاع صلاحيات على المستوى العام الظاهر في رسم الأفق، وفي باطن النفس المحرّكة له؛ وساحة صراع اليوم مجالها العلم في الأساس، نزال النهج العلمية تحديدا؛ والارتباط بجذور عقل وقلب الحضارة الأم لا خيار في أمره لمن رام السيادة لداره.

زكي مبارك

21‏/12‏/2012

رُبَّما

رُبَّما

في جُلّ الفعل الفكري محاولة للارتفاع عن تفاصيل الفعل الغريزي الأساسي في حياة البشر؛ الابتعاد عن أرضه من دون مغادرة داره؛ وفي السياسة يتوهّم الساسة في ابتعادهم عن دارها؛ المتعة هي الهدف؛ تلك المحلّقة في سمائها، والعميقة في جذرها، والأبديّة في لحظتها؛ والصادقة في رسم دموعها وابتسامتها، في بوح آلامها وفرحها، في أفق شهواتها ورغباتها؛ بمعنى الفهم العميق! لا تسأله لماذا حلّق في ذاك الاتجاه، فذاك! فذاك! - ربما!

زكي مبارك

روايتها

روايتها

وللحياة روايتها، صدّقها إن شئت؛ وللصدق رماحه؛ وللنجاح تناقضاته، بين جناحي ذوقه وقوة بيانه، ألم شوقه ووهن حيلته. ومن البيان ما يتجاوز دار صاحبه في ذوقه، من دون علمه! بين شوق ألف صفحة وصفحة، واحدة نطقت شوقها. 

زكي مبارك

لا يمكن

لا يمكن

يمكن فهم الطبيعة الغريبة للتصرفات الغريبة فينا عندما ندرك أن القسم الأكبر منها يقع خارج دائرة وعينا؛ وعينا يمثّل شاهد على حدوثها في صورتها الأخيرة وليس مشّكل لها؛ الوقوع في الحب (بالنسبة للقلوب الرومانسية مثلا!). لا يمكن فهم الإنسان من خلال دائرة وعيه فقط، والدائرة الأكبر التي تشكّل تصرفاته تقع خارج دائرة وعيه! لماذا نحتاج إلى الوعي تلك قصة أخرى. العلم اليوم ومن خلال أدواته القاصرة لا يعي ما هو الوعي، فما بالك بالجزء الأساسي من الكيان البشري! هذا العلم نفسه يريد أن يتكلم بلسان البشرية كمرجع لما يصح ولما لا يصح! حتى العلم يعشق السياسة!

زكي مبارك

سياسة

سياسة

من يعشق السياسة، ألعاب الحياة يعشق.. دروب الأولى تسحب بصره لبُرَه عن الأفق المحدق! وللرجال ألعابهم!

زكي مبارك

الخليج

الخليج

يقولون أن لإيران الفرس مشروعهم ومخططهم، ولإخوان مصر كذلك.. ما هو مشروعكم ومخططكم؟! هل الخليج امرأة جميلة ثريّة يتقاتل عليها رجال القبائل؟! تتحدثون عن مخططات ومشاريع خارجية.. ما هو مشروعكم.. مخططكم.. قول رجولتكم؟! صديقي وصاحبي.. أتمنى لك مزيدا من الضيق والعسر، عسى أن تدفعك النوائب لحكم نفسك ودارك!

زكي مبارك

لغة

لغة

وفي بعض الصمت كلام كثير يملأ السطور والفصول! وللبحر هديره الصامت عن إجابة؛ وفي الإبتسامة صمت وجواب! وفي الشّفرة لغة وأجنحة.

زكي مبارك

في الفكر

في الفكر

في الفكر.. قادة، وجنود، وضباط، وأباطرة، وآمرون، وناهون، و..، و..، ومخالب محلّقة، وعبيد، ودفيف طبول، وقلوب حائرة!... ومُشيّدون مهرة! ومصنفون يفككون.. 

زكي مبارك