search

15‏/12‏/2012

في دارك

في دارك


الأجنح المحلّقة، براكين خاملة في ظاهر أمرها، تنتظر ساعة شمسها لتعلن عن حقيقة أمرها.

***

إلى صديقي وصاحبي في تلك الديار: أما بجانبي تحاول وأنا معك أن نسير.. أو سيد ومسود نظامنا يصير.

***

 المقاتل الشرس يفخر بكثير ندوب جراحه، من على منصتها يعلن نيله شرفًا عاليًا مقامه، وبها يدلل على أنه نجح فيما  فيه طاش سهم الكثير غيره – ذاك الذي هرب من دار المواجهة جزعًا، وذلك الذي دخل فيها ولم يعثر على باب العودة. ما يقوم به ليس به قليل من الأنانية، الفعل متعمّد، والمقصد بمرمى العين.

***

 أسعدتِ قلوب الحائرين في مساء جميل؛ من يسعد قلبكِ الحائر الفاتن – بيني وبينك حرب؛ وردة هي في داركِ.

***

 في دار الغرب المرأة رمت نفسها في أحضان ما تُحب، والرجل خلف ظله هرب عما يُحب!

***

في جلّ ما أكتب، قد لا ينطبق واقع الحال على أحلام الأغلبية، ولكن من قال أن الحياة مهتمة لرأي الأغلبية.. وكأن العدد لوحده فيصل في مسألة درجاتها!

***

هلا دللتمونا على بقعة تسكنها الحياة ولا تسكن في دارها الحرب!

***

 عندي حساسية ضد فعل الخديعة المتعمّد – تدفعني لمغادرة داره وإغلاق الباب خلفي بهدوء. 



زكي مبارك


رؤية اليوم

رؤية اليوم

في البدء كان الوعي متوحدًا مع لا وعيه، ثم حدث الإنهيار؛ بدأ الكلام، نهض على أرضه الإجتماع. ماذا اليوم.. نسير مسيرة بدأت بالإنفجار الكبير، قوة فقدت قوتها.. أصبحت اجتماعًا. المسير يسير إلى طينة اجتماعية كبيرة، وعي ولا وعي أبله.. يسير مع كل خطوة.. أقل قوة وأكثر اعتمادا على مجموع ضعفه ووهنه.. الحضارة وفق رؤية اليوم.. مغادرة دار الأصل؟! قطع الجذور مع الأصل.. والتيه في دوامة جديدة من السير خلف امرأة عاهرة.. ماهذا!

زكي مبارك

في المقدمة

في المقدمة

المرأة قلب؛ كيف لك أن تضعه درعًا وجبهة؛ الحياة قلب يحمي حامله من نقيضها؛ وضع المرأة في المقدمة، عدمية للدار وأهلها! المرأة فن يحتاج إلى من يقرأ نبضه، كيف لك أن تضعه وحيدًا من دون منطق يدركه.. من دون وجود يجسّمه؟!

***

رد الفعل، فعل دفاعي، موقع ضعف لصاحبه ودليل على تأخر تقدّمه؛ في هذا الفكر العربي الإسلامي المعاصر يجد نفسه؛ جريمة السبات العميق، جريمة لا تغتفر. ذاك الجاهل سيطالب اليوم بموقع المقدمة في الساحة، لدوافع غريزية في الأساس؛ يسعى لهلاك لونه إن لم يفهم طبيعة اللعبة.

زكي مبارك

11‏/12‏/2012

مفترق طرق قادم

مفترق طرق قادم

لست معنيّا بإثبات صحة وجهة نظر من منطلق التحيّز الأعمى أو الميل الحالم لها (قدر الإستطاعة)؛ أن أميل للفكر العربي القديم لأنني عربيًا، مثلًا، أو لأن لي مصلحة ذاتية فقط، وإن كنت لا أغفل أهمية هذا البعد، وسطوة فعله؛ أو أن أميل للفكر الرجولي لأنني رجلًا (وإن كنت لا أنكر ذلك كتوجه غريزي حاكم يتوجّب الوعي به). وجهات النظر، بناء الفكر، أنظر إلية من حيث كونه آلية للتفكير حاكمة في وعي البشر، بوعي أو لا وعي منهم، يخطّ قادم مسيرهم. وجهة النظر هنا تصبح طريق للمسير. يهمني جدًا معرفة جذور وجهة النظر هذه أو تلك، ولماذا أصبحت اليوم في وعينا فكرة منطقية لا تأخذ حيزًا واسعًا من دار تفكّرنا. بعد معرفة جذورها، يمكن الحكم عليها إن كانت تسير في سبيل ارتقاء الحياة أو تدهورها، في سبيل مرض الإنسان أو انتعاش أجنحة قلبه.

***

أصحاب الفكر المتحجّر في قالب تفسير قديم لم يُحسن قراءة تلويحات الإشارة، على موعد مع طوفان فكري قد تغرق فيه مراكبهم وأشبالهم. الشباب اليوم لديه القدرة على رؤية الكثير، ويتعرض قلبه لسطوة قبضات فكر (مريض في قلبه) يكتسح المنطقة. التصوّر أن في الإمكان صده ورده عبر التهويل والتخويف (فقط)، لن يجدي نفعًا في قادم الزمن. الإستعداد للفكر الخارجي وهجمته المؤكدة قد يكون عبر "فهمه" أولًا، وعبر دحر العقول المتحجّرة في دارنا (بعضها "تقدمي" حداثي بالمناسبة!). في جلّ ما أكتب، لا أكتب لهذا اليوم، ولا أخاطب من يعيش يومه في فعله وفكره معا - الثاني فعل قادم دومًا. هناك من يرى أن الحل السريع والرحيم يكمن في استيراد الفكر الخارجي، وهزيمة ذاك الداخلي "المتخلّف"؛ وبعضهم يعتقد أن المخرج هو أن نصنع سيارة مثل أهل اليابان - الأمر ليس بهذه البساطة. الخطوات الأولى على الطريق المؤدية إلى الإنفراج، أن نصنع ألوان حياتنا، مسار جديد فكرنا، وأن يكون متصالحًا مع جذرنا، مع أصلنا؛ بعدها نبدأ مسيرة تلوين الدار لحياتنا وأفقها! الهدف أن نكون سادة على أنفسنا بعد أن نفهم أكثر لغة همساتها؛ ليس بمعنى القدرة على كبح جماحها فقط، ولكن أيضا على إطلاق سراحها بهدف اكتشاف مخفي قدراتها! أتصوّر، على ضوء قراءات من ديار أخرى نسلك اليوم ذات سبيلها، أن شباب اليوم والغد، وإلى حين، سيكون له وجهان: واحد خارجي منافق، وآخر داخلي مهزوم وتابع للفكر الخارجي المريض في قلبه - والنفاق والتبعية ليسا من صفات السادة الأحرار.

زكي مبارك


10‏/12‏/2012

أبناء عمومة

أبناء عمومة

لك أن تجعل عدوك يحتار في أمرك.. حتى يود لو أن تعيش في داره!

***

يمكن قلب القيم.. انظر إليها..! ألا تراها مقلوبة..؟!

***

أن تقطع الشّريان.. أن تنتحر. وللثقافة شرايينها.

***

القيادة تتطلب نوع من العمى.. بمعنى غض البصر عن كثير التفاصيل.. من التبسيط الذي يحرر صاحبه؛ الوعي نوع من العمى!
وفي الحرية خدعة تضحك!  

***

... وعليه يمكن القول أن الرجل المنزوع الرجولة مفيد لصحة "حضارة" اليوم.

***

لتبدأ رحلة الإبداع.. تحتاج أولا إلى التنقيب عن بئر الطاقة الساكن في جوفك. فعل قد يحتاج إلى الكثير من مخزون طاقتك! ... ولكل منا بئره الذي ينتظر اكتشافه من صاحبه!
مشروب الطاقة لن تجده في "البرادات".

***

مزيج العلم والمغامرة اكتشف "العالم الجديد".  


***

الألماس والفحم.. أبناء عمومة.  

***

بين السيد والمسود على مسرح دارك في كل ساعة وكل شذرة منها لحظة مواجهة وصراع، لقاء وعناق. لك أن تتلذّذ بالفُرْجَة المجانية!

***

المجرم السياسي، سياسي مجرم. لا تدفع من الثمن أكثر مما يريد أن يدفع!
المجرم.. عينه على خزينة البنك، ونساؤه وبنوه وقلبه!  


***

من له عقل يرى طريقه، والعقل منطق وقلب!
والعبد عبد!  

***

كل ما فكرت في علاقة الرجل والمرأة وصلت لنفس النتيجة.. عينها في عينه.. النتيجة محسومة!
التعددية في دارنا ليست عبثًا!
وفي التعددية ديمقراطيه ودستور- هع!

***

من يكره "المرأة" يخاف من لسعات الحياة. في دار العرب، عشقهم للحياة تنطق به تصرفاتهم، قديمها وحديثها!. 

***

التكيّف، تَعَلّم السباحة في مكان تغرق جوانبه بالمياه. لا علاقة له بما تحب أو لا تحب. نوع من الخضوع الذي وجد لنفسه عذرا هو.

***

لكل أمة مخدرها اللذيذ - في الصين كان الأفيون الإنجليزي المزروع على الأرض الهندية!
ومن الأفيون، التفسير العفن لنتاج عقل وقلب الأمة.

***
في صراع الأفكار الكبيرة - الرؤى الوجودية - تكمن قوة الواحدة بالنسبة للأُخَرّ في جرأة تشابك أبعاد دارها وأرضها وأفق سمائها مع جذرها...الزمن الممتد أفقه كفيل بوضع حد لتلك التي في جذر بنائها بذور فنائها.  

***
كل فكرة ستطرق باب دارك.. سبق وطرقت بابًا آخرًا. جديد رحلتها يتمثّل في صدى الإعلان عن حضورها أو في درجة إعادة بث لون شوقها.

***

من يقول بزوال نظام الرق من حياتنا.. عن أي حياة يتكلم؟!
للحياة جسد يؤشر إلى مكنون قلبه. إن كنت تراه عورة تؤذي باصرتك أو تفتن قلبك فلن ينتهي الأمر إلى زوال أمره إلا من رسم أحلامك!
لك أن تتزود بقليل من شجاعة قبل الوقوف على عتبات تلك الديار.  

***

في السياسة يتكلّم بلسان الفضيلة عن رذيلتها العالقة في يد فعل الطرف الآخر - ليست صدفة!

***

في السياسة.. القليل في وارد قول.. أفعل ذلك لأنني بكل بساطة أستطيع. المبرر الأخلاقي غطاء لا بد منه لمن لا يستطيع التحرك من دون منقصات سياسية!

زكي مبارك


...another word

...another word


Back up your backup.  

***

Predictability.. another word for boring; And so is surety. 

***

Walking on the edge gives you an additional view.  
 
***

If you live long enough, one day you will be an old crumby reflection of you! Laugh from the deep of your heart; Enjoy it while you can!

Zaki Mubarak

07‏/12‏/2012

Are you?

Are you? 

Are you of the thinking type? If yes, then don't expect to get your enjoyment as the likes of "non-thinking" ones!  These type of souls have their own way, but they are usually shy to declare it clearly, and some even feel shameful when they think of it. One of their shyness is to say it behind the mask of a novel work for example. Novels leave the door slightly open for them to say "it is only fiction" - An escape exit. See if you can read some of the "Notes from the Underground"; A  sort of psychological inwardness; A bleak one, but just might give you an example of what I am talking about. The beauty of the affair is that the "thinking type" are not of one type!
 

Zaki Mubarak

29‏/11‏/2012

قلب سادتهم يصرخ

قلب سادتهم يصرخ

إن لم يكن هدفك  الأكبر في دائرة إجتماع هذه الديار هو سيادة عالمها فلن تقف على قمتها، التناقض في جوهر سعيك يزجر أمله. ليس صدفة وجود الصليب "المُحرّف" في قلب عاصمة الروم في يومهم الممتد ليله لابسًا أقنعته. أعيدوا مجد روما! قلب سادتهم يصرخ ألمًا في وجه قادم أجيالهم. دم قلبهم يتجه لرؤية الحياة كما ترى نفسها - استنطاق منظومة تقييمها لذاتها، وليس نسف دار أملها كما قد يخيّل للعين المتسرّعة في عجلتها، فيه شفرات وصفة لمقدمة ضرورية لا غنى عنها لمسعى اعادة حكم دمهم لدمه من خلال التنقيب عن "أسمى" معايير القياس عند الرومان القدماء لحكم الدولة السيدة على ذاتها، وأعمق نتاج ثقافة اليونان كعقل للحضارة المتصلة بجذر الحياة، ومكتشفات العلم الحديث كمحطات مراجعة وتصويب حاسمة، وروح قلب المسيح الحقيقي، لا ذاك المحرّف سعيه، كقلب ينبض صدق شوقه. مهمتهم اليوم تمهيد الأرض، التمهيد للمهمة المستقبلية التي لاغنى عنها على يد العقل النافذ والقلب الكبير الذي ينتظره أملهم في دارهم. كل شيء مجاز اليوم في  سماء فكرهم في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود - تحرير قلب روما الإمبراطورية! مهمة خاصة جدا للخاصة منهم. الحرب العالمية الثانية في جوهرها كانت حرب أطر رؤية العالم؛ روما ضد اليهودية - تم تفسير الشفرة بخطأ جسيم تعامى عنه عمدًا، هتلر المدفوع بالعجلة السياسية؛ صليبه المعقوف لا يمت للمسيحية المُحرّفة بصلة. عوضًا عن السعي لهزيمة العقل اليهودي (فعل لا يقدر عليه صبر قلبه وعقله)، ركّز ضرباته في الجسد! سماء الشفرة الأصل تتعلق بأفق تفسير وجود وجودهم، وليس التوق لخلق دار دولة جديدة فقط من دون روح تسري في أروقة دروبها، لم يكن الهدف خلق جسدًا جديدًا خاويًا فقط!. 

زكي مبارك


27‏/11‏/2012

الفكر إنسان

الفكر إنسان
 

الفكر إنسان؛ لتفهم الأول الثاني عليك أن تفهم؛ وإن الثاني فهمت، "شيء" آخر أصبحت،  دائرة فكر جديد دخلت. في دائرة الفكر والإنسان أين بدايتها ونهايتها أين؟! في الفكر المتعدد  الأوجه والنظرات قد لا أفهم إلا ما تخطّه يدي، عندها تكون الكتابة طريقة لفهم القراءة، اختصار لطريق الفهم، محاولة القفز في دروب المعرفة، والقراءة تفسير - التفكير ليس عملة قابلة للإعارة. داخلك يعيش  الفكر؛ والتفكير في التفكير ذاك  الحضور الذي يرى حضوره في دائرة  يقترب أفقها! والإنسان، ذاك الوعي الذي قابل نفسه، وقف أمامها! الفكر مواجهة ولقاء بهدف الفهم الأعمق، لفك الطلاسم المبعثرة في طريق اللقاء، محاولة قراءة لرؤية العقل الذي أمامك سد الطريق وعيه عمدًا ليقول لك عند تلك الأعتاب تقف حدود ذاك الأفق البعيد، لك أن تفهم أولًا، أن تتجاوز رؤيتي أولًا حتى تتاح لك فرصة مواصلة المشوار خلف امتداد هذه الديار.

***

في دائرة الفكر، نظر الإنسان إلى داخله لرؤية الوجود على أرض التفكر في التفكير وكذلك وجود الوجود كوحدة للتفكير. الوعي باللاوعي يدعونا للتفكير، الوعي بالوجود يدعونا للتفكير به، الوجود حالة تفكير تدعو إلى التفكير بها - الوعي البشري كرد فعل لللاوعي الذي يفكر ويدعو إلى التفكير به، إلى محاولة اكتشافه إلى الإقتراب منه ؟!
العقلانية كدائرة كبيرة داخل دائرة أكبر تدعو إلى شرح واثبات الأسباب ضمن نطاق دائرتها، وبالتالي تدفن في طريقها أبواب حاسمة لللاوعي عبر وصف الوعي بالوضوح الذي لا يدعو إلى اكتشاف أعماق ما خلفه - طبيعة الكتابة العقلانية تنسج خيط الستار الذي خلفه اللاوعي يختبئ. أم نحن من يخبأه؟

زكي مبارك 


محرّك البحث

محرّك البحث

 عندما لا تريد توضيح الأسباب الكامنة خلف أمر قطعته وأعلنته، ستعمد إلى إلقاء الأمر من دون توضيح كامل؛ ولكن ستتحمل مسؤوليته. الزمن قد يكون كفيلًا بشرح الأسباب التي سكت لسانك عنها. الإعلان عن خطورة فكر ما مثلا من دون توضيح مدى قوته فعلا! 
(...) خطر كبير على أهل هذه الدار.

***
 
تحتاج إلى قلة خبر لتكتسب الكثير من الخبرة الجديدة؛ إلى عقل جديد، إلى عقل يتجدد.

***

الوراثة.. بما أن "الجينات" من أدوات الحياة في نطاق التفسير المادي، والحياة لون من ألوان القوة، فإن قوة فعل ممثل لون القوة (التفكير، الإرادة، الشعور - دائرة الوعي) يستطيع أن يحوّر من بعض نظام القوة المتمثل في الجينات (إن امتد الزمن طويلًا للقيام بنفس الفعل - القيام بنفس الفعل لأجيال طويلة ممتدة ومتصلة بحبل هدف واضح أيا كان المسبب) مما يجعل الفعل يتمازج مع منظومة الجينات التي حوّرت فيصبح وراثيا، أن يدخل منظومة الفطرة. أن تحاول الوزة السباحة حتى تدخل في منظومة جيناتها، أن يصبح ابن الوز عواما، والإنسان كمفكر سيد أو مفكر مسود ككيان يحلق أو كيان يزحف؟! النيروبيولوجيا تقول أن في استطاعة العقل تعزيز أو تفعيل بعض شبكاته التي وهنت مثلا.

***

لكل كتاب عميق مفاتيح لدخول عالمه - مثال: البحث عن مفاتيح في نصوصه المتناثرة. هل لهذا كان من سبقنا يحفظون الكتب؟ بهدف الحصول على محرك بحث عقلي؟ ابن سينا مثلا كان يحفظ نصوص الكتب ويقال أنه يحفظ أماكن صفحات النص، وابن النفيس. محرك البحث أقوى آلة حفظ، مقدمة ضرورية لحفظ الفهم، بعد الفهم يأتي الهدم الضروري الذي لا بد منه كخطوة أولى فالبناء: فكر جديد، رؤية جديدة، "حقيقة" جديدة. خلق وعي جديد، مرآة جديدة، عالم جديد.

***
Subjectivity rules over objectivity.

زكي مبارك


في حدود اللغة

في حدود اللغة
 

في حدود اللغة، في حدود بنائها، تسقط ألوان الإدراك في شبكة قصورها الذاتي، في إعيائها عن التحرّك خارج حدود دارها، فالخيال نفسه يقع ضمن دارها، وملحقاته؛ منتهى ما يمكنها فعله، فعل إشارة. فهم الوجود الذي فيه يقع الوجود مكانه خارج حدود دائرة الإدراك، خارج دائرة اللغة، خارج دائرة الرسم، خارج دائرة اللون، خارج دائرة ادراكها، خارج دائرة ادراك الإنسان، لا يمكن تمثّله بكلمة؛ خارج دائرة الوعي يقع.
السببية المادية تقع ضحية في شبكة بناء اللغة، البحث عن سبب لا وجود له، ونتيجة لا وجود لها، مضاعفة شيء واحد بطريق خاطئة -إيجاد السبب والنتيجة في دائرة الوعي. الفعل الكلي لا يمكن مضاعفته - المضاعفة محاولة تفسير. والوجود الكلي لا يمكن مضاعفته - المضاعفة مرتبطة بالإدراك البشري. الإرادة الكاملة، إرادة كاملة.  أعمق ما بالإمكان التصور بوجوده، الإعجاز في أكبر تجلياته يمكن فقط الإشارة إليه.
العلم المادي حبيس حدود اللغة، اللغة بمعنى حدود التصور، حبيس الإدراك البشري، كيف لحبيس أن يفتح بنفسه باب سجنه من الخارج؟ تناقض ينسف المسعى في جوهره، ويقتلع أمله من جذوره. السببية كأساس يمكن البناء عليها لوحدها، خطأ علمي مادي شائع ولا يمكنه من خلالها فهم الأعم الأعمق.
عندما يبدأ الإنسان بالتصرف من خلال منطق خارج دائرة الإدراك فإنه يدخل حالة من اللاتفسير واللاوعي واللافهم، حالة تقع خارج دائرة الشرح باللغة والإدراك. عبثية وجنون وتدمير ووجود لا معنى لهم، لأنه أراد فهم وجوده خارج دائرة وعيه من خلال محدودية أدوات إدراكه ووعيه ومنطقه. هنا الجنون في التفسير، في التطبيق، في الاستنتاج، ليس جنون بحد ذاته وإنما رد فعل للفعل المجنون القاصر نفسه. العبثية والعدمية لا وجود لهما بحد ذاتيهما، وإنما هما ينظران بعينيهما في عيني من أراد فهم ما لا يمكن فهمه أو ادراكه، أو شرحه، أورسمه وفق حدود العقل البشري ومنطقه. التفسير نفسه يعجز عن التفسير، عن تفسير الحالة الناتجة من هكذا طريقة لإدراك الأمور. 
حالة لا يمكن تفسيرها منطقيًا، أو ادراكها؛ لغة خارج اللغة، وعي خارج دائرة الوعي.
كيف لك أن تنتزع تفسيرًا منطقيا محكمًا للحياة، وغير عدميّ، إن كنت تأخذ جذره من إطار إلى خارج دائرة الحياة، خارج دائرة الإدراك، من المجهول، وجود موجود بحد ذاته خارج دائرة إدراك وجوده، أو فهمه، أو تفسيره، أو شرحه، فكل نتيجة منطقية تشويه وكذب وتلفيق على كينونة الوجود نفسه. هو من علم يعجز المنطق من اختراقه.! لن تدركه بكليّته حواس البشر ولن يفهمه كامل الفهم دم قلب نبض..!

زكي مبارك

26‏/11‏/2012

ستر عالية

ستر عالية

ومن الأواغي خلف ستر عالية دارها كما لو أن أعْقُبا طوت مسافات الزمن الممتدة خطواته لتلتحم بعيدًا عن البواصر في نزال ممتد أمده، لا تسمع ضجيجه أرض لاهية في صخبها، ولا يتردد صدى صوت لهيب لظيه في جوانب طرقات أسواقها الضيقة؛ عواقبها بعد أن تنقشع الغيوم الحاجبة مهلكة لمن صمتت في دامس ليله ضحكاته، كسيحًا سقط من عل؛ ضجيجها يكاد أن لا يُسمع، ولكن أثر أمر حكمها سيأتى ليعيش سلطان حكمه، تراه أعين اللحظة اللاهثة يقف على قمة جبل يطلّ على جوانب دورهم؛ بهدوء يقف وقاره هناك وتواضع!

زكي مبارك

إلى حين

إلى حين

المنطوق الحُرّ في عاصفة عاطفته وقاطع حسامه، يناديك أن تحرّك يديك مع إيماءاته، أن تهز رأسك موافقة أو رفضًا لعصف طروحاته؛ أن يدفعك إلى الخلف بعيدًا، أو يسحبك إلى داخل دائرة قربه، أو بكل بساطة يرفع بقدميك وكلك فوق الأرض، أن يحلّق بك؛ في هذا جانب من سحر بيانه وامتداد سلطان مشاعر كلامه، وفتنة قوة بناء بيّنته. بعد أن ينطق به فهمك لعمق أمره، تتجلّى جوانب صورته، وعندها قد يترجّل في دارك، ويقترب، حتى تستشعر بمخالب قبضته وهي تعانق روح قلبك. لن يكون في فعل استحواذه جريمة، فوق ذلك يحوم جناحه حينها، فقد أطاح بأعمدة قانون رحلت عنه ساعة حكمه. أن تُخرجه من دارك سيجد في ذلك ملذّة مقاومة ترسّخ حضوره في جوانبها؛ ملهاة نافذة في حسمها نزعت جلّ دروعها تحدّق في عيني من يضحك أكثر.

زكي مبارك

23‏/11‏/2012

مرآة كاذب بريقها

مرآة كاذب بريقها 


عندما ينحدر عدوك الظاهر إلى مستوى لا قاع له في الخسة والكذب الفاضح، فأعلم أن تتعامل مع عدو وضيع. معركتك الحقيقية مع سيده، وما أكثر عبيده.

***

لا قانون في هذه الدار يرتفع إلى السماء من دون أرض؛ يحتاج إلى قاعدة نافذ عمقها ليقف عليها، مرجعية، مشروعية، جذور؛ عمق يعود به أصله إلى أول أمره. لا إلى إطار من مادية العقل البشري ليعيش فيه نصف حقيقة تطمس معالم حقيقتها؛ خيال، سراب، خداع، كذب، قانونكم، قيمكم؛ مرآة فهمكم تقف على أرض صلبة من الكذب البرّاق. نصف حقيقتكم يتم الفتك بها في داركم. أيا الأبله في دارنا، تمد من عمرها عبر وضع سمّها في بئر مائنا؟!

***


نصنع الثوب فنلبسه، نصنع الصنم فنعبده، نصنع المعنى فنقدّسه، نحسّ بالألم فنخاف منه وبالفرح فنخضع له وكأنه لذاته يُدرك - وكأننا نخاف مما نحسّ به، وكأننا نخاف من شوق أنفسنا؟

***


من أجل أن تفضح أمر كذبة صغيرة في دار الجهل قد يتعيّن عليك رفع شأن كذبة أكبر في دارها.

***


السماء جميلة اليوم، السماء صافية اليوم، السماء زرقاء اليوم. هذا ما تراه عيوننا، هذا ما تُمليه علينا حواسنا. ولكن السماء لا لون لها. عيوننا ترى في زرقة السماء أمل يوم جديد. عيوننا تكذب علينا لنستمر يومًا آخرًا في دار سببيته. الحجاب يرتدي ثوبًا زاهيا في هذه الدار!

***


عندما حطم الإسلام رمزية الأصنام، معها تحطم معنى تجسيد الأفكار الكبرى في قوالب صدئة وإن طُليت بالذهب!! فتح باب للتفكّر الأعم الأعمق الغير مقيد بحدود خيال وضيق أفق صاحب القوالب الذي تجسّدت أطرها في محصور أفق رؤيته.

***


مخيّر في الوعي مسيّر في اللاوعي (؟) مخيّر في ما يكشفه من اللاوعي..  دعوة للسعي إلى المعرفة؟

***


هي إلى الداخل تدعو وأنت إلى الخارج تريد.

***


أصول المنطق الكوانتمي، فكر وجودي في الأساس. والعلم قلب وعقل.

***


القوي العادل مسؤولية عظمى؛ يعرف الكثير، ويستطيع الكثير، ولكنه يهذّب نفسه بالقيد - ليس من نتاج القوم القطيع، ولا سببية جوفاء.

***


كل دين عظيم، فكرة كبيرة، ثقافة عميقة، بناء كبير، في وارد التحول إلى خدعة سياسة، عملية، حاكمة، على يد من لم يفهم ذاك الأفق الكبير.

***


أطول الخلافات عمرًا تلك الثقافية أفقها وليست السياسية!

***


عدوك الحقيقي، عدوك ثقافيًا، عدوك في منهج فهم الحياة - والثقافة جذور وأصول.

***


العلم الأعور في جوهره بذور تعب عن الطمأنينة يبحث بحثها، في وصفه للقواعد الثابتة ماديتها هروب من الخوف، هروب من المجهول! إلى أين؟ إلى المجهول؟!

***


نحن مرآة ما نصنع، ما نفهم، ما نفسر. نحن مرآة فهمنا لأنفسنا!

 
زكي مبارك

ليست بضاعة قابلة للإستيراد

ليست بضاعة قابلة للإستيراد
 

للأنس في هذا العالم جانب غير مستقر، غير متّزن، غير "منطقي"؛ جانب يصيب "المثالي" الذي فيه عن كمال الجواب يبحث، بمسحة من الجنون المنهك سعيه - انظر إلى نجوم التاريخ!

***

في دوائر الفن يمكن النطق باللامعقول على لسان ذاك العاقل الآخر تحت يافطة الدراما! وفي الدوائر أنظمة تؤشر.
يسهل نسبيًا لسبب ما الاستماع بهدوء لذاك الذي داره غادر.

***

ليست بضاعة قابلة للإستيراد
الرجولة.

***

قد تقرأ جلّ نتاج عقل متفجّر بالإشارت، ولا يتشكّل عندك معنى، أو صورة لمدلولات إشارته حتى تفهم من له الخطاب يتجه - وأن لا تنسى ذلك أيضًا!

***

الغاية ما هي إلا تعبير عن تراتيبية بين دوائر القوى المتصارعة. الأقوى يجعل من الأقل قوة وسيلة له؛ بين الغاية والوسيلة صراع أطراف الحياة. رسم لميزان عدالة!

***
Life floating on the inside surface of the deep unknown.

 
زكي مبارك

21‏/11‏/2012

أسم مُضلّل

أسم مُضلّل
 

التكنولوجيا، أسم مُضلّل؛ بدأت كأداة في اليد وقد تنتهي كفعل مسيرة، بتسلّطها على صاحبها، حالها من حال جل الفتن الأخرى - المال مثلًا. فبدل أن تصبح أداة للعيش الكريم قد تنقلب إلى سيد في يد صاحبها، يعطيها روحه وقلبه من أجل بقائها وزيادة عدد سكانها (حقًا؟) تأخذ صفوة حياته من أجل ازدهار حلقة روضتها، فيفعل ذلك مرغمًا في طاعته  لها  ويبرر فعله على أنه يفعل ذلك حبًا ورغبةً وشغفًا - مخير لا مسير! ولكن الحب والرغبة والشغف ليس خيارا. في بعض دور التكنولوجيا مثلا أصبحنا نعيش مثل  الأيام الأولى، في خيام نتحرك فتكشفنا حركاتنا لمن هم حولنا وليسوا من أهل دارنا. تواصل من نوع جديد ولكنه من القديم المتجدد. التكنولوجيا كأداة تواصل، هنا جزء من كامن قوة هيمنتها، حيث أنها لها يد تمتد إلى أعماق السيكولوجيا البشرية لتتحسس معالم ضعفها، وتعمل على أخذ مكانًا لها بين أضلعها، تبني لها دارًا في العمق البشري، تتسلل خلسة إلى هناك حتى إذا اكتشفنا أمرها، قلنا نحن من أراد ذلك لا هي!
العزلة المتصلة في دارها يمكن القول في وصفها، عزلة خرسانية تُعطي شعورًا بالخصوصية والأمان وتواصل شبه مكشوف يمتد عبر جدرانها العازلة الواصلة. الإنسان في خطر الخضوع لأداة وقعت في يده مثله مثل ذاك الأول الذي خضع لصنمه. محاولة كشف هذا الخيط في وعيه، يدفع به إلى الإستسلام أكثر لها كواقع لا مفر منه - هذا هو الواقع قد يقول لنفسه!، أو محاولة مقاومته مقاومة المهزوم الذي يرى في فعله عدمية لا أمل له في قلب النتيجة، مما يدفع به إلى الإنعزال أكثر داخل مربعه الخرساني، الذي وجد نفسه مضطرًا العيش فيه في وقت تحول فيه الإنسان إلى كيان يعيش في دوائر خرسانة  المدينة الحاكمة. التكنولوجيا، تمثّل بالنسبة له اليوم حلقة هروب من واقعه المعزول، ولكن التكنولوجيا هنا تجد فراغًا ستعمل على سده عبر جعل نفسها بديلًا مناسبًا لمواجهة الوضع الجديد. عبر هذا التحرك ستعمل على التغلغل أكثر وأكثر في جوانب الأساسيات لا الكماليات، وفي هذا لون خطرها، مسعى سيادتها. لدى الإنسان ميل للخضوع حيثما وقفت قدماه. ألوان الزمان المحيطة به تخدعه في قول أن الوقت والزمان قد اختلف عما كان. خدعة بسيطة منه ذاك الذي لا تلمسه الأيدي اللاهثة ولا تشعر بوطأة حكم يده! هذا يتعلق  بموضوع بنائها، التكنولوجيا أعني، ولا يتطرق لجوهرها!

زكي مبارك

يقول لها ما تود سماعه

 يقول لها ما تود سماعه
 

الشكر، محاولة رد دَيْن، أصل الدَيْن. والإنسان بلا دِين أقرب إلى الحيوان الآلي، ليس من حيث كونه بلا أخلاق أو "فائدة"، ولكن من حيث كون أفق رؤية عقله أصغر من أن يتساءل في معنى وجوده، معنى الحياة ووجود الوجود الذي فيه تجد نفسها!

***

 التكنولوجيا تسعى لأن تكون أقرب إلى القلب من قلبه! أن تكون شعور خياله في كل ساعة وكل مكان؛ أن تكون أقرب إليه من عمق داره وحدودها، أقرب إلى يومه وليله وساعة صفوة عقله، أقرب إليه من شعور محيطه الأصل، أقرب إليه من عالمه الأصلي. التقنية، التكنولوجيا، كوجود لم يعي نفسه يسعى لرسم وعي صاحبه!

***

لكل مفكر فكرة رئيسية؛ لا يمكن أخذ فكرة بجديه لذاتها بل إلى ما يؤشر إليه  شعورها.  رجل لا "يفكر" مسود، في حضرة آخر "يفكر". لك الحق أن لا تكون مثل المحيط الذي لا يرى نفسه؛ وبالفطرة الإنسان مفكر.

***

المرأة بالفطرة يغمرها الشعور - كيان شاعر. لا يمكن لوم أنثى في نرجسيتها!

***

في أفق الحكم الممتدة خطواته، ستتعلم "فضيلة" الإنتظار الذي يعمل!

***

التكنولوجيا تدخل أرقى دوائرها عندما تستحكم في ثنايا أروقة تفكيرك. في الفكر جوهر لون السيادة في تلك الدار. شكرك هدية حضور حضورك. حضور طريق يدعو للتفكير في حضوره.

***

فصل التعليم العلمي عن الأدبي، مشروع  هدفه الأعلى تفريخ آلات بشرية. ولكنه ضرورة طبقية!

***

جوهر التفكر، التفكر في ما تؤشر إليه إشارات العوالم.

***

فرق بين سمو الفكر العربي الإسلامي - ذاك الناطق بالضاد، وسقف الدولة العربية الإسلامية. أي فكر من تحت جوانب الثانية ظهر ليس مثل الأول في أفق سمائه.

***

عصر السرعة، أكذوبة عصر سرق معنى الوقت، ليعيش مرضه لأطول فترة ومدة!

***

للمنطق فتنته في العقول، يقول لها ما تود سماعه من قول منطق عقلها.

***

Thinking is a way of uncovering that which before us stands, but so is Man. Is the "new" age method, technology, replacing the inwardness of man? Man is becoming a machine like being?!

زكي مبارك

20‏/11‏/2012

دِين انتقالي

دِين انتقالي
 
العلم المادي - كدين انتقالي في دار أهل الغرب اليوم ومن لفّ لفيفهم،  كدين تمتد خطوته لتغطي فسحة ثقافية انتقالية، يعتمد على تسويق خدعة "العقل" كشيء له أن يدرك كيان نفسه بموضوعية، كأساس موضوعي يمكن البناء عليه للوصول إلى "الحقيقة"، عبر الخطوات المحسوبة تحركاتها بالمنطق كما هي مرسومة قواعده في تلك الديار. هو اليوم بمثابة سلاح أيديولوجي تشهره الثقافة الغربية في وجه الأديان السماوية - المسيحية خصوصًا كهدف رئيسي - ويتم التعميم بتعسف مقصود أو غير مقصود ليشمل الدين الإسلامي عبر التعرّض له أو تجاهله تمامًا وكانه لا وجود له مثلًا. يُستخدم من أجل أخذ موقع السيادة في دروب تفسير الوجود البشري والوجود عمومًا، وذلك عبر خدعة محاولة توصيف ما يدركه الوعي البشري في دار وعي العلم كأرض يمكن الوقوف عليها - الرياضيات الطبيعية مثلا إحدى أدواته.  نجده لا يحاول البحث في جوهر السببية بقدر محاولة وصف ما تعكسه مرآة الوعي البشري من "حقائق" مادية بالسببية المنطقية المادية وإن بدأت أرضه بالتصدع تحت وطأة ثقل المنطق الكوانتمي وتضيق سمائه بفعل تداعيات هذا التفسير الجديد، ليجد نفسه يقف من جديد أمام ذات الأبواب التي حاول جاهدًا يومًا مغادرة دارها بلا نية معلنة للعودة لها - دائرة مفرغة! سادة الفكر في الدار الغربية يدركون هذا الأمر ولكن الأمر في الغالب يتم تداوله بلغات تُتداول مفرداتها بين الخاصة منهم تحت غطاء من فكر "ما بعد الحداثة" والطقوس الغير واضحة جذورها، بعيدًا عن دروب الثقافة  اللاهية بتفاصيل الحياة اليومية، وسطحية الأفكار السياسية، والهوس الإستهلاكي.
العلم الغربي يحاول رغم كل ذلك بهمّة تكاد تكون منفصلة عن واقع الخلل القابع في جوهر حاله أن يأخذ على عاتقه هذه المسؤولية، مسؤولية أن يكون قاعدة للفهم البشري كوجود، وبدأ يبشّر بسمو هدف غايته  كمذهب وكلون تفكير يعي غايته، وعلى لسان جيوش المتخرجين من دار لون تفكيره في زوايا العالم الذي آمن بسذاجة فاضحة قوله أنه أرض وسماء للحقيقة. في ما بينهم يقرون بإستحالة وصول العلم كأداة موضوعية ترفع هذا الشعار عاليًا، أي الوصول إلى حالة يدرك معها جوهر الشيء الذي يبحث فيه بصورة علمية مثبتة. ولكنه الإصرار على أخذ هذا الدور إلى أن يتم الخروج من المأزق الذي وجد فيه الفكر الغربي نفسه بعد ألفين وخمسمائة سنة من السير في طريق بان الآن  أنه طريق مسدودة نهايتها إن استمر في حالة العمى الذاتي التي تلف داره. ولكنه تعامي مقصود ايضًا من قبل اولئك، عن الخطاء الجسيم الذي هم عنه ساكتون بهدف جر أكبر عدد من الثقافات العالمية الاخرى خلف تيههم فيما هم عن المخرج يبحثون. 

زكي مبارك
 

ألوان الكتابة

ألوان الكتابة

أصدق ألوان الكتابة في شعورها تلك التي تدفع نفسها على الورق دفعًا من دون مقدمات رسمية؛ من دون طرق الباب والإستئذان. في غالب ما نقوم به بصورة دورية نوع من العلاج النفسي، محاولة للإستماع لخافت توقها: الحديث، الكلام، الكتابة، الصلاة، العمل، الفن، الإبداع! المشاعر، همسات القوة؛ في الكتابة محاولة للتواصل معها، التواصل مع إشارات بوحها.

زكي مبارك