أسم مُضلّل
التكنولوجيا، أسم مُضلّل؛ بدأت كأداة في اليد وقد تنتهي كفعل مسيرة، بتسلّطها على صاحبها، حالها من حال جل الفتن الأخرى - المال مثلًا. فبدل أن تصبح أداة للعيش الكريم قد تنقلب إلى سيد في يد صاحبها، يعطيها روحه وقلبه من أجل بقائها وزيادة عدد سكانها (حقًا؟) تأخذ صفوة حياته من أجل ازدهار حلقة روضتها، فيفعل ذلك مرغمًا في طاعته لها ويبرر فعله على أنه يفعل ذلك حبًا ورغبةً وشغفًا - مخير لا مسير! ولكن الحب والرغبة والشغف ليس خيارا. في بعض دور التكنولوجيا مثلا أصبحنا نعيش مثل الأيام الأولى، في خيام نتحرك فتكشفنا حركاتنا لمن هم حولنا وليسوا من أهل دارنا. تواصل من نوع جديد ولكنه من القديم المتجدد. التكنولوجيا كأداة تواصل، هنا جزء من كامن قوة هيمنتها، حيث أنها لها يد تمتد إلى أعماق السيكولوجيا البشرية لتتحسس معالم ضعفها، وتعمل على أخذ مكانًا لها بين أضلعها، تبني لها دارًا في العمق البشري، تتسلل خلسة إلى هناك حتى إذا اكتشفنا أمرها، قلنا نحن من أراد ذلك لا هي!
العزلة المتصلة في دارها يمكن القول في وصفها، عزلة خرسانية تُعطي شعورًا بالخصوصية والأمان وتواصل شبه مكشوف يمتد عبر جدرانها العازلة الواصلة. الإنسان في خطر الخضوع لأداة وقعت في يده مثله مثل ذاك الأول الذي خضع لصنمه. محاولة كشف هذا الخيط في وعيه، يدفع به إلى الإستسلام أكثر لها كواقع لا مفر منه - هذا هو الواقع قد يقول لنفسه!، أو محاولة مقاومته مقاومة المهزوم الذي يرى في فعله عدمية لا أمل له في قلب النتيجة، مما يدفع به إلى الإنعزال أكثر داخل مربعه الخرساني، الذي وجد نفسه مضطرًا العيش فيه في وقت تحول فيه الإنسان إلى كيان يعيش في دوائر خرسانة المدينة الحاكمة. التكنولوجيا، تمثّل بالنسبة له اليوم حلقة هروب من واقعه المعزول، ولكن التكنولوجيا هنا تجد فراغًا ستعمل على سده عبر جعل نفسها بديلًا مناسبًا لمواجهة الوضع الجديد. عبر هذا التحرك ستعمل على التغلغل أكثر وأكثر في جوانب الأساسيات لا الكماليات، وفي هذا لون خطرها، مسعى سيادتها. لدى الإنسان ميل للخضوع حيثما وقفت قدماه. ألوان الزمان المحيطة به تخدعه في قول أن الوقت والزمان قد اختلف عما كان. خدعة بسيطة منه ذاك الذي لا تلمسه الأيدي اللاهثة ولا تشعر بوطأة حكم يده! هذا يتعلق بموضوع بنائها، التكنولوجيا أعني، ولا يتطرق لجوهرها!
زكي مبارك
التكنولوجيا، أسم مُضلّل؛ بدأت كأداة في اليد وقد تنتهي كفعل مسيرة، بتسلّطها على صاحبها، حالها من حال جل الفتن الأخرى - المال مثلًا. فبدل أن تصبح أداة للعيش الكريم قد تنقلب إلى سيد في يد صاحبها، يعطيها روحه وقلبه من أجل بقائها وزيادة عدد سكانها (حقًا؟) تأخذ صفوة حياته من أجل ازدهار حلقة روضتها، فيفعل ذلك مرغمًا في طاعته لها ويبرر فعله على أنه يفعل ذلك حبًا ورغبةً وشغفًا - مخير لا مسير! ولكن الحب والرغبة والشغف ليس خيارا. في بعض دور التكنولوجيا مثلا أصبحنا نعيش مثل الأيام الأولى، في خيام نتحرك فتكشفنا حركاتنا لمن هم حولنا وليسوا من أهل دارنا. تواصل من نوع جديد ولكنه من القديم المتجدد. التكنولوجيا كأداة تواصل، هنا جزء من كامن قوة هيمنتها، حيث أنها لها يد تمتد إلى أعماق السيكولوجيا البشرية لتتحسس معالم ضعفها، وتعمل على أخذ مكانًا لها بين أضلعها، تبني لها دارًا في العمق البشري، تتسلل خلسة إلى هناك حتى إذا اكتشفنا أمرها، قلنا نحن من أراد ذلك لا هي!
العزلة المتصلة في دارها يمكن القول في وصفها، عزلة خرسانية تُعطي شعورًا بالخصوصية والأمان وتواصل شبه مكشوف يمتد عبر جدرانها العازلة الواصلة. الإنسان في خطر الخضوع لأداة وقعت في يده مثله مثل ذاك الأول الذي خضع لصنمه. محاولة كشف هذا الخيط في وعيه، يدفع به إلى الإستسلام أكثر لها كواقع لا مفر منه - هذا هو الواقع قد يقول لنفسه!، أو محاولة مقاومته مقاومة المهزوم الذي يرى في فعله عدمية لا أمل له في قلب النتيجة، مما يدفع به إلى الإنعزال أكثر داخل مربعه الخرساني، الذي وجد نفسه مضطرًا العيش فيه في وقت تحول فيه الإنسان إلى كيان يعيش في دوائر خرسانة المدينة الحاكمة. التكنولوجيا، تمثّل بالنسبة له اليوم حلقة هروب من واقعه المعزول، ولكن التكنولوجيا هنا تجد فراغًا ستعمل على سده عبر جعل نفسها بديلًا مناسبًا لمواجهة الوضع الجديد. عبر هذا التحرك ستعمل على التغلغل أكثر وأكثر في جوانب الأساسيات لا الكماليات، وفي هذا لون خطرها، مسعى سيادتها. لدى الإنسان ميل للخضوع حيثما وقفت قدماه. ألوان الزمان المحيطة به تخدعه في قول أن الوقت والزمان قد اختلف عما كان. خدعة بسيطة منه ذاك الذي لا تلمسه الأيدي اللاهثة ولا تشعر بوطأة حكم يده! هذا يتعلق بموضوع بنائها، التكنولوجيا أعني، ولا يتطرق لجوهرها!
زكي مبارك