search

15‏/11‏/2012

خطوة جديدة.. خطوة مرتبكة.

خطوة جديدة.. خطوة مرتبكة.

صورة من ذاك الحضور الذي يتشكّل حضوره في تلك الديار - مرآة تلك العين


التفكير، ذاك الحضور الذي يشير إلى حضور الوعي بحضوره، يسير في اتجاه إشارة مؤشر أعمق. يسير في إتجاه ليس هو بالخيار السائد في دروب الحضور الذي حضر ابتسامة تلك التي ابتسمت، فما بالك إن أصبح هذا مآل فعل اليوم، والساعة، والدقيقة من ساعة ذاك الذي أول حضوره سلك سهل إشارات تلك التي ابتسمت، وتغافل سابق حضوره عن إشاراتها الأخرى التي إلى ذاك الأفق المحدق تؤشر.  في قراءة ظاهر رسم إشارتها هو يجري في الإتجاه الآخر لمسار الإشارة التي تشير إلى العمق الأعم، بهمّة وبأقصى سرعة ممكنة - ولكن النتيجة الحتمية محسومة نهاياتها لمن لمح إشارة الطريق في أول طريقه وقرأ رسالتها فوهنت حيلته - السؤال كان دائما كيف لهذين الخيطين المتنافرين أن يلتقيا في نقطة سلام. نقطة التقاء تدثّر بالسكينة الحضور البشري الذي وعى حضور العمق الأعمق كموعد صادق في ساعة وعده من دون هدم الدار على رأسه بل والسعي إلى رفع سقفها، أن يراه نهاية حضور مغادر وبداية حضور قادم. ذاك الذي يقوى حضوره على الحضور بكامل وعيه  يعيش حالة التقابل والحضور الذي ليس يحمل من معنى سوى التحديق في عيني العمق الأعم، الوعي بحالة العمق الأعم، العيش في مساره، القبول بحالة العمق الأعم، والعيش فيه رغم وعيه لذلك وبحضور يبتسم لتلك التي ابتسمت كذلك. ذاك الذي وعى لحالة عدم وعيه، استيقض من سباته في طريق هروب حضوره من صادق الموعد ووجد طريق الإستمرار في فعل التحديق فعل جديد، بالنسبة له ما هو متعب وصعب في دار من وهنت حيلته، استحال دائرة راحة محلّقة في جمالها! هل لهذا هناك صعوبة في تقبّل هذا اللون من الحضور كحضور أساسي في شائع حياة البشر سأل نفسه - التحرك بوعي وليس بهادم في إتجاه العمق الأعم، الإقتراب من أفق دائرته بنفس الهمة الأولى، ولكن بوعي قرر عدم الوهن أمام حضور وعيه الجديد.
***
لا يمكن وصف حالة الوعي بالعمق الأعم وإن لم نخرج من نطاقه أبدا، ولكن يمكن ادراك وجوده عبر ذاك الحضور الذي إليه دوما يشير حضوره، حضور الدار المؤشرة التي إلى حضوره تشير، وبذلك تعطيه حيز حضور في الوعي - عبر التحديق في اتجاه ما يؤشر إليه التفكير نفسه في هذا الوعي. التفكير هنا، يصبح تمثيل وتجسيد لما إليه يؤشر ذاك الحضور لا يمكن التفكير من دون تمثيل من دون تجسيد.. من دون تفسير. التفكير هنا كقراءة للحضور الذي يؤشر إلى حضور العمق الأعم يمثل محاولة اقتراب! العمق الأعم يقترب من الوعي به في اللحظة التي يبتعد عنه، يقترب بسبب كونه حتميّة ويبتعد عبر جعل الوعي به يخفي ملامحه من ذاكرة وعي الإنسان، عبر فتح أبواب الإنهماك في دروب ألوان الوعي. التفكير هنا يبدو وكـأنه سلك الإتجاه الآخر.. يبدو أنه قرأ إلإشارة الأخرى لتلك التي ابتسمت.
***
الوعي بالحياة أفق سطح و"شيئ" من عمق. حالة كوانتمية من جهتنا متداخله احتمالاتها! التفكير في اتجاه ذاك الأفق، صوب المؤشر الذي حضوره إلى العمق الأعم يشير، هو اقتراب من دائرة أفق دائرة، تدعونا إلى كشف حضورها، إلى الإقتراب من خيوط صفحتها المطوية أفقها خلف حجاب الوعي. العمق الأعم يشدّ إشارة التفكير، يحرف مسار الذي حضر حضوره نحوه عبر جعل حضوره مادة للتفكر في فكر الإنسان - عبر حفر خندق في ذاكرته يؤشر دوما إلى حضوره. العمق الأعم يجذب الإنسان إليه عبر زرع نفسه في ذاكرة الإنسان الذي تدعوه إلى التفكّر والتذكّر في العمق الأعم ذاته - الإنشداد إليه. طبيعة فعل التفكّر ليست في التفكير مركزها بل في العمق الأعم الذي يشد ذاك الفعل إليه. الدعوة الى التفكّر تقع خارج مركز تفكيرنا! الحضور الذي حضر حضوره يمثل حالة تعي دخولها إلى حيز الوعي بإشارته ولكن العمق الأعم يشمل هذا الحضور الذي وعى لنفسه، يخفيه داخل نفسه عن نفسه!! الوعي تقابل واقتراب مع الحضور الذي حضر جانب من حضوره - ذاك الذي انكشف جانب من أمره. مثول وامتثال متبادل - التفكير: وعي به. كيف يمكن التفكير في العمق الأعم من دون تلويثه بألوان دائرة الوعي، من تفسيره، من دون تشويهه - لا يمكن ذلك بصورة تامة. لكن عبر الإقتراب من أفقه الذي أقترب حضوره إلى أقصى درجة ممكنة من دون تمثيله، من دون النطق به؟ ربما عبر الاقتراب من أقرب نقطة البداية، عبر الإقتراب من أفق حد الأصل.
***
يجب إعادة اكتشاف معنى الإشارة.. إعادة تقييم معنى الهدف منها.. "العلم" اليوم محكوم بالسببية العقلانية التي لا يمكنها رؤية حضورها في الدار التي حضرها جانب من حضور الأعمق الأعم. من المهم اعادة اكتشاف معاني المفردات وجذورها وأصولها في دارنا العلمية القديمة . اليونان القديمة فكرّت من خلال لغتها، منها حصل أهل دارها على صورة عالمهم الأكبر: أفقه وصورته التي إليه تشير وحضورهم حضوره. بعد جريمة السبات لا يمكن كخيار وعى لنفسه أن يتغافل ويسير خلف ذاك الذي وعيه يحدق إلى مسار خاطئ يتعاظم شأنه وتكبر فتنته! الفكر الغربي المعاصر السائد يقوم على صحة فرضية كون الإنسان ذات خالقة، والأشياء من حوله موضوع لها؛ نوع من العمى الذي تخدع الوانه صاحبه. الفكر الغربي أخذ من دارنا اسباب جانب من الحضارة وغفل عن ما هو أهم ليبني "نهضته" الحديثة. لنا اليوم أن نتأكد من مآل هديتنا المسمومة التي تدحرجت إلى عمق  دارهم من جديد وأن نضع نفسنا أمام أفق أنفسنا لرسم صورة قادم مسيرنا.  المنطقية السببية كأفق حاكم  أخذها وعالمها أولا من قام بفعل الترجمة للتراث اليوناني القديم ممن هم في دائرة دارنا. أخذ جانب من الذي انتصر حضوره هناك (سببية أرسطو) وغفل عن الرأي الآخر الذي توارت صفحته إلى ظلام دارهم. كما فعل ابن رشد في جانب من حضوره على الأقل، عندما خلط بين أولويات الأفق في دارنا وقال: "إن من رَفَعَ الأسباب فقد رفع العقل، فرفع هذه الأشياء هو مبطل للعلم ورافع له". علينا عدم الإنجرار خلف دائرة ذاك التيه الذي أضاع طريقه في دارنا قديما، وبدأ يتسلل إليها من جديد بثوب يبدو جديدا ولكنه لباس قديم
***
هناك من يقول أن طرفي المعادلة الرياضية التي تصف الحضور الذي حضر، يحذفان الحاجة للسببية التي تقف عليها المعادلة الرياضية كقاعدة! بمعنى أن الفكرة تقتل فكرتها! القوة تتقوى مثلا، ما معنى ذلك؟ أين الفاعل وأين المفعول به؟ القوة تصبح قوة أكبر، والقوة تصبح أقل قوة. الفاعل والمفعول واحد يندمجان في الفعل لولا حاجب الوعي! لنفهم نحتاج إلى وعاء، إلى نظام، إلى مرجعية، إلى إطار لنضع فيه الفعل والفاعل والمفعول به. إلى سببية لرسم ألوان الوعي في دارنا. لو افترضنا أن الزمن الذي نعيه كمفهوم هو نتاج طبيعي لمفهوم السببية في وعينا، وبالتالي يمكن حذفه، هل يمكننا في هذه الحالة تخيّل ماذا سيحصل للمعادلات الرياضية التي تعتمد على الزمن لرسم صورة للعالم (الرياضيات الطبيعية مثلا). ما السببية في دارنا؟ من معاني كلمة سبب: حبل، وطريق. الغزالي مثلا "ينفي ضرورة التلازم بين الظواهر وأسبابها التى يقوم عليها العلم ويسند الأمر إلى تقدير الله , إن شاء وقعت الظاهرة وإن لم يشأ لم تقع ."، وفي ذلك يقول "..إن الاقتران بين ما يُعتقد في العادة سببا، وما يعتقد مسببا ليس ضروريا عندنا بل كل شيئين ليس هذا ذاك ولا ذاك هذا...". 

***
فعل التكاثر تشبث بالحياة - الحياة تحاول عبر أمواج بحرها المتتابعة محو ذاكرة مؤشر من ذاكرة الإنسان عبر إخفاء ملامح دائرة العمق الأعم عن ساكن دائرتها، عبر جعل المؤشر إليه ثقيل على القلب والعقل معا. التفكير في الحضور الذي حضر جانب من حضوره، مقدمة لإعادة رسم معالم مؤشر الذاكرة التي تميل يد تلك التي ابتسمت إلى طمس معالمه، بحيث يعيد إشارات الذاكرة إلى العمق الأعم. في فعل التكاثر الحياة تحاول حرف السهم صوبها! وعندما يصبح فعل التفكّر حضور يتقدم صوب الإقتراب من العمق الأعم بمثل ما يفعل فعل التشبث عندما يقابل الحياة الذي يتجه إليها بثقة كفعل يغطي دوافع اللاوعي البشري الذي يهرب من العمق الأعم، تصبح طبيعة التفكير توجّه نحو العمق، وتجرّد من قشرة الوعي وتمسك بتلك القشرة في آن واحد. ولكن التفكّر ينسى مغزى فعله غالبا فيميل لطلب العون من سببية تعينه على رسم معالم تفسير تنسيه، إشارة الحياة الأخرى كفعل يؤشر أيضا لعمقه. طبيعة الإنسان في العمق الأعم تجد جذورها وأصلها. التاريخ البشري يخفي أصل الإنسان عن نفسه يطمس معالم عمقه عن وعيه، يجعله يؤمن بالسببية، يدفعه إلى الاستنجاد بعقل المنطق، الذي يدفعه إلى تصور الحياة ككيان يمكنه الإنفصال عن العمق الأعم، وبالتالي يغريه بإمكانية وضع منطق يفهم جانب العمق الذي حضر حضوره كموضوع مفصول، بإمكانية أن تحدث تنحية لذاك العمق عبر جعله في الجهة الأخرى المقابلة موضوع يقبل الخضوع. هذا غطاء سيكولوجي يخفي دوافع ألوان غريب الفعل في جوانب لا تعد ولا تحصى في دار البشر! غريزة خفيّه في مسارات الفكر البشرية تتخفى ألوانها خلف مظاهر أسباب لا تطل برأسها علانية .
***
أصل الحياة عمق. والحياة، مشوار العودة إليه، إلى الأصل، إلى العمق الذي يحيط حدوث الوعي به، قبل وبعد وعي الإنسان لنفسه. أصل الإنسان في العمق يقبع. العمق  نراه كذلك بسبب حضور الإنسان كحضور يشهد، كحالة وعي، كحالة تحجب ما خلفها. العمق الأعم كفهوم غير مفهوم في دار الوعي، حقيقة الثاني مخفية في الأول. التفكّر هنا يأخذ لون  الشكر على القدرة على الشكر، الشكر على القدرة على التفكير، الشكر على القدرة على الوعي، الشكر على القدرة على الوعي بالحياة، على الحياة! الاقتراب من ذاك الأفق حاجة فينا تدعونا للإقتراب من حدوده ولكن لا يمكن إدراك معناه حيث أنه يبتعد منا بفعل الاقتراب منه من قبلنا وإن يظل مع ذلك قريبا. عمق العمق لا يُدرك! العمق الأعم، ما لا تدركه دوائر وعينا.  الوعي بالحياة هدية حضر حضورها كمؤشر إلى حضور العمق الذي في حضوره دعوة إلى شكر فرصة الوعي به من خلال عقل الإنسان الذي سيدرك أنه يعيد الهدية إلى مصدرها برضى  لكونه أُعطي فرصة رؤية هذه الفرصة. فرصة حضور الحضور قبل العودة إلى الحضور الأعم!! بمعنى العودة إلى الأصل الأعم. العمق الأعم الذي حضر جانب من حضوره يمثل رؤية صورة اسمها الوعي بالحياة، مرآة اسمها الوعي! وعي لن يدرك ابدا ماهية العمق الأعم وهو في حالة وعيه لحضوره! 
***
في بعض من هذا معالم فكر صوفي عقلاني جديد يتشكّل وعيه في دار الغرب، شاعرية فكرية لخاصة قومهم، تعيش سحر الحضور وتتصالح مع يقين العمق الأعمق الذي يتوارى أبدا في دار الوعي مع كونه قريب دائما منها.

زكي مبارك

13‏/11‏/2012

آمرون

آمرون

الفراغ.. كلمة فارغة.. لا تدل على شيء!! جريمة السبات في دارنا صنعت الظروف المواتية لحصول "الفراغ" - تموضع أمام شيء يشكّل محتوى الأول.

***

ليست صدفة الإبداع في الجانب الميكانيكي لعقل سيادي في أساس بنيته. تقييد حريته دفع قوته إلى الجانب الحر جناحه - وجد له منفذا في ذاك الجانب الغير مقيد لحركة عقله الحاكم - أتكلم عن أهل اليابان والألمان. متى يعود لنفسه؟

***

وعي الإنسان فكرة.

***


أعظم الرجال يتحدثون إليك بصيغة الأمر الذي تنفّذه وتشكرهم عليه! بطبع بنائهم هم آمرون.

***

الديمقراطية كغريزة، خوف من بطش الرجل القوي، الديكتاتور. العلم الغربي كغريزة باعثها الخوف من بطش الطبيعة القوية، الديكتاتورية. لون التحالف بين الإثنين: كل يسند ساعد الآخر؟

***

التساؤل، غريزة الخوف من ما لا يمكن فهمه، التنبؤ به، معرفة اتجاه انعطافه القادم - من ذاك الغير محتمل التنبؤ بتصرفاته.

***

السببية نتيجة طبيعية لحواسنا البشرية؛ حواسنا، مجسات ديمومة حياتنا، نحتاجها كتفسير. الوعي يحتاج السببية كتفسير، والتفسير صورة، نقش صورة.

***

غريزة القطيع.. العلم (بالمعنى الذي نعرفه اليوم)، الديمقراطية - العلم كحالة رد فعل (التخصص)

***

الإيمان بالقوانين - العلم، دين الإيمان بالقوانين - بالأرض اليقينية. الديمقراطية عضيد للعلم في نجاحه، إيمان مشترك، اعتراف بالخوف من خطورة الفوضى الخلاّقة - الإنسان! التفسير محاولة للوصول إلى راحة اليقين.

***

التفسير.. رسم الوعي

***

لتفهم جانب من الحياة يتعين فهم محيطه كخطوة أولى، والإنسان كذلك!

***

To live.. to become more

***

العلم اليوم يسير في اتجاه معاكس لهدفه: المزيد من المعرفة! 
يضيق تفكيره وينحصر في "العالم" من دون النظر إلى وجود وجوده.. العالم الذي فيه يوجد "عالمه"

***

نحن بحاجة إلى تعريب فهمنا للكلمات العربية المستحدثة في دارنا - مثلا ما معنى كلمة رياضيات عربيا.. بمعنى ما هي أصولها في جذور اللغة العربية ذاتها وليس من خلال مصطلح متعارف عليه اليوم ولكنه مجهول المصدر وبالتالي قد يكون مجهول المعنى والدلالة.

***

رجال في دارنا لا يرون في "العلم" مشكلة دينية؟! ولكن العلم الغربي يتسلل إلى دارنا كلون تفكير.. اسلوب حياة! كيف يمكن رؤية العالم من خلال منظور علمي خاص بنا؟

***

الرياضيات كخط للتفكير يخلق لنفسه مساحة حركة.. مساحة حرية.. يتحرك فيها لوصف العالم.

***

هل يمكن اقامة علم يقوم على الحدس (الغريزة)، لا يعتمد على السببية كقاعدة مسلم بها، علم يأخذ في الحسبان العمق اللاوعي الأعم والأعمق.


***

في دارنا الإنسان مخلوق والكون مخلوق، في عرف العالم الغربي اليوم، الإنسان خالق والكون موضوعه!


***

العلم الغربي يقوم على مبدأ السببية التي منشأها العقل الذي يفكر وبالتالي هو الذي يعطي للكون وجوده - لونه وعالمه.

***

المفكر في الأساس يكتب لنفسه.. الخيارات ليست كثيرة في يده.. يخفي أوراقه بين سطوره. المحيط امتداد لنفسه!

زكي مبارك


كتاب الحياة

كتاب الحياة

لتفهم الإنسان كامل الفهم.. جوهره ومحيطه يجب أن تفهم - ولكل محيط محيط. المنطق العقلي أقصر من أن يحيط بجوانب الإنسان.

***

هناك معنى ملموس للحياة في التواصل عبر الأجيال المترابطة. ما إن نخرج إلى الحياة حتى يسرق العد التنازلي أمر وجودنا في هذه الدار. نتاج حياتنا "هدية" للجيل الجديد - وبعض الهدايا دَيْن ثقيل!

***

الفكرة.. مجموعة معاني وتفاسير متداخلة. الفكرة العميقة.. أفكار مترابطة.

***

البناء المنزلي الكبير لا بد وأن يحوي غرف كثيرة - والغرف فرق!

***

الفكرة العظيمة حبلى بالأفكار الكبيرة.

***

جلّ الفكر الغربي يقوم على السببية العقلية!

***

كتاب الحياة ستضطر لقراءته مدى الحياة!

زكي مبارك

ذاكرة الفكرة

 ذاكرة الفكرة


الكتابة ذاكرة الفكرة. بعض الأفكار تكتب خطها على صفحات التاريخ.

***

التراث الغربي الذي تسيد أمره من خلف قناع، مقيد للتفكير، لا يسمح بالقفز خارج دائرة حكمه (السببية مثلا). قناع وجهه اليوم التكنولوجيا، وهذا ليس صميم مرضه.

***

ذاكرة الإنسان تحتاج إلى السببية للفهم.. للتفسير. السببية أداة في يد الفهم وليست خاصية بحد ذاتها تسيّر الأمور.

***

كل فكرة رأس خيط لفكرة.

***

التأملات تأتي كطيف فكرة عابرة مغادرة.. رحلتها في اللاوعي.. تطل برهة من نوافذ الوعي.

***

الأفكار الجريئة في الطرقات المفتوحة تسير.

***

الحب لون عبادة.

***
الضد قرين الضد.


زكي مبارك

12‏/11‏/2012

العالم بعيون ديكارتية


"العالم" بعيون ديكارتية

لو نظرنا إلى العالم "الحديث" من خلال عيونه الديكارتية  فماذا يمكن أن نرى؟ صورة العالم وفق المنظور العلمي الغربي الحديث يقف على أسس وفرضيات وضعها ديكارت كبديهيات ومسلّمات بعد أن افترض أن وجوده كشخص يفكر هو الشيء المؤكد في هذا العالم. التفاصيل العلمية التي نشير إليها في يومنا هذا على أنها حقائق واكتشافات علمية تقف على هذا البناء البديهي! 

ذاك الجسيم اكتشفه العلم الغربي الحديث بسبب بسيط: لأنه اختلقه قبل أن يبدأ البحث عنه ليكتشفه وهكذا مع بقية المخلوقات الرياضية الأخرى التي نعرفها اليوم بإسم المكتشفات العلمية في بحر العلوم الطبيعية الأساسية. قد يبدو الأمر تهريجيا في نبرته.. وقد لا يكون كذلك أيضا!

العلاقة بين المخلوقات الرياضية تم تصميمها وبدأ البحث عنها لإكتشافها بعد أن تم خلقها في الفكر الرياضي! التجربة المعملية لإثبات وجود هذه المخلوقات تم تصميمها بحيث تعثر على ما تم وضعه في هذا العالم الرياضي! "العلم" كعالم رياضي يخلق مخلوقاته ثم يبحث عنها ليثبت وجودها عبر التجربة المصممة لإكتشافها ويستخدمها كدليل مصنوع مسبقا لإثبات وجود المخلوق الذي يسميه الحقيقة العلمية.

الطبيعة وفق المنظور العلمي الغربي  أصبحت كيانا مخلوقا - كيان موضوعي يمكن قياسه من قبل خالقه ديكارتبعد أن تم خلق هذا العالم ومخلوقاته تم وضع لغة التخاطب بين مخلوقاته (الرياضيات والمعادلات الحديثة نسبيا) - لوصف طبيعة العلاقة بينهم وسميت هذه اللغة المخلوقة بالقوانين العلمية الرياضية!

عبر هذه الآلية تم بعث الروح في أوصال نظام يتيح تعريف العلاقة بين المخلوقات المخلوقة رياضيا التي تعيش في العالم الرياضي وتتكلم لغته! الإنسان وفق هذا المنظور الغربي أصبح بإمكانه أن يعلم الظاهر والمخفي من أمر مخلوقاته ويستطيع التحكم في حركتها وسكونها - المسألة مسألة وقت لا أكثر حتى يتم إخضاع الطبيعة لجبروته!.. الحركة وقوانينها هي قوانين لغة التخاطب في هذا العالم العجيب! وأصبح بالإمكان حضور مسرحية لمشاهدة هذه الأحداث والمخلوقات وهي تتصارع وتتفاعل في دراما جميلة ممتعة - أسمها العلم الغربي الحديث!

يمكن للحضور التفاعل مع الشخصيات المسرحية عبر أسئلة يمكن للمخلوقات فهمها وبالتالي الرد عليها بالإيجاب أو النفي (حوارات البحث العلمي)! لغة التخاطب هي الرياضيات الطبيعية طبعا! هي لعبة تخمين.. غميضة.. بحيث تختبئ المخلوقات ويحاول الحضور العثور عليها عبر طرح الأسئلة وانتظار الأجوبة. الأجوبة وطبيعتها تقول وتؤشر على طبيعة المخلوق نفسه وتكشفه!! التفاعل المسرحي هو التجربة المعملية؟! اللغات الرياضية المستحدثة تعمل كمنظار لوصف ورسم المخلوقات الرياضية في عالمها الرياضي نفسه.

الآن هل لنا أن نتكلم بصور أكثر جدية! كيف يمكن رسم هذا العالم العجيب؟

أولا يتم وضع إطار أو مرجعية أو أرضية أو سماء! لظهور الأشياء فيه:  نظام يجسم الأشياء ويصفها، يخلق مكان عيشها، عالمها، حدود منطقها ووعيها.
بعد ذلك يتم وضع قوانين حاكمة لهذا العالم من خلالها يتم ضبط حركة الأشياء فيه - يمكنك أن تقول بديهيات أولية  يقف عليها هذا العلم: هي بمثابة خطوط طوله وعرضه (فرضيات.. رأي.. عالم متخيل) - البديهيات في هذا الإطار قواعد أساسية يقف عليها البناء.

ثالثا، يتم في هذا العالم البديهي رسم خواص ومعالم الأشياء التي ستعيش فيه وطبيعة العلاقة بينهم مسبقا.. ليس غريبا اكتشاف البروتون لاحقا مثلا! وبعد ذلك يتم اعتبار هذا الإطار البديهي المرجع الرئيسي لكل الأشياء - هنا يتم سلب الطبيعة من نفسها - استعباد عقلها - جعلها شيئا موضوعيا يخضع لعقل الإطار البديهي.. يتم جعل الطبيعة شيئا قابلا للحساب، والتخطيط - أي جعلها كيان قابل للتنبؤ.  وذاك هو الوجود! العالم اليوم نراه كما يريدنا العالم الغربي أن نراه - المضحك المبكي أن هذا تحديدا ما يراه العبد الذكي اليوم..!!

بعد وضع ما سبق - يتم وضع قوانين الوصول إلى مكونات هذا العالم بما يتناسب والفرضيات والبديهيات التي تم وضعها. هنا لا يتم الرجوع إلى طرق التفكير والأراء والمفاهيم المتعارف عليها تاريخيا . الأجسام الطبيعية فقط تلك التي تكشف عن نفسها في هذا العالم البديهي - الطبيعة تم تقليصها، تصغيرها، تبسيطها - جعلها مادة خام أولية - من الطين الذي يقبل التشكيل!! الأجسام يتم اظهارها بواسطة علاقة وقياسات الأماكن والوقت وقياسات الكتلة والقوة المؤثرة - أبطال رئيسيون في هذا العالم. 

الكيفية التي ستظهر بها هذا الأجسام مصممة مسبقا في الإطار أو المرجع المذكور.  للإطار قوانينه وقيوده لذلك يحدد الإطار  طريقة تلقي ودراسة ما سيتم كشفه.  ولكن بسبب طبيعة البحث والتقصي التي تم تحديدها، فهناك قيود لطبيعة سؤال البحث والتقصي.. وبالتالي يمكن القول أن السؤال يحمل في جوفه لون الجواب!! الجواب  يجاوب على السؤال الذي يحدد مسبقا طبيعة الجواب.. هنا تخرج علينا (التجربة الفيزيائية) كما نفهمها اليوم.  ما يمكن الحصول عليه بهذه الطريقة يتم أخذ صورة جماعية معه و يتم رسميا دعوته لأخذ مكان له في هذا العالم العجيب  وما يتعذر يتم اعتباره مادة خام لأجسام قادمة.. متوقعة!

أخيرا.. بسبب الحاجة إلى المعيارية في القياس يجب تطوير لغات لوصف ما يحدث في هذا العالم البديهي بصورة متعارف عليها وبصورة معيارية. لغة تأخذ في الحسبان بديهيات المكان، والوقت، والحركة، الذين يمكن قياسهم بصورة معيارية في انحاء الإطار الأفتراضي - تطوير رياضيات حسابية بعيون تستطيع رؤية هذه الأجسام المخادعة!..

ماذا لو قلت لك أنك تنظر إلى تلك التفاحة التي سقطت من الشجرة بعيون نيوتنية، وإلى ذاك الضوء بعيون آينشتاينية، وإلى ذاك الجسيم المتناهي في الصغر بعيون بلانكية أو عيون بوهرية أو عيون شرودينجرية؟

لديكم عيون.. أفلا تنظرون؟

قد يبدو الأمر تهريجيا في نبرته.. وقد لا يكون كذلك أيضا!

زكي مبارك



09‏/11‏/2012

الطريق الضّيق

الطريق الضّيق

هل سألت نفسك لماذا العلم الغربي الأوربي ينشر بشبه مجّانيّة ألوان أوراقه على جنبات الطرق العامة؟ والعلم الغربي الأوروبي، نقش صورة لصورة. الفكر.. المعتقد الغربي الحديث، والمعرفة الغربية الحديثة، يقفان على أرض رياضياتية، في جوهر بنائها. وهذا مسار حقيقة عالمهم إلى حين. والتفكير، ذاك الذي حضر حضوره! ما لم نتمكن من بناء أعمدة "العلم" على أرض جذور فهمنا لثقافتنا، نحن نحرث في بحر الرّقيّ؛ ولسبب ما نعتقد بغفلة أن "العلم" الغربي الحديث كيان يمكن دمجه في بناء ثقافتنا كما هو. نأخذه من دون تفحّص المرض القابع في قلبه!  "العلم" كمنظار لرؤية أفق "العالم" لا يمكن اعتباره كيان محايد، أصم، بارد، بلا مشاعر! ماذ لو فهمنا الرياضيات في سياق المعنى التى كانت تدل عليه الكلمة في ديارها الأم - الرياضياتي بمعنى ما يمكن تعلّمه ويمكن تعليمه كوجهين لعملة واحدة؛ بمعنى التفكّر، بمداه الأوسع، وليس فقط الحساب والمعادلات الرياضية المرتبطة من خلال الحبل السري بالسببية كما تسري في جداول تلك الديار البعيدة (وليس حسب دائرة أمرها في دارنا، الغزالي مثلًا)، والتي بسببها حُجبت الرؤية عن رؤية أفق "العالم" الأكثر أتساعًا من "العالم الحديث"! وبالتالي الرياضياتي بهذا المفهوم الأشمل، الذي ضاع جل نبضه في فعل الترجمة ومعه مؤشر الفكرة الأولى، تحولّت كفكرة حديثة نسبيًا إلى ما هي معروفة عليه اليوم في دوائر "العلم" الحديث، ومتعارف عليه في وعينا "الحديث" الملّوث بالرؤية الأجنبية القاصرة كمعنى. من خلال هذه العين، هناك استطاعة أن ندقّق النظر في الطريق الضيق الذي فيه العلم الغربي "الحديث" حشر نفسه، ونعلم كُنْهه، كمقدمة لمشوار قادم طريقه، هذا إذا تمكن من التحرر من قيود ذاته، المتعاظم نمو لحمها وشحمها. عديدة ومثبتة الدلائل التي تشير إلى صحة هذا الأمر. والتفكير شعور؛ إرادة شعور - لون قوة!

زكي مبارك

07‏/11‏/2012

خدعوك يا طه

خدعوك يا طه!

"أريد أن أصطنع في الأدب هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه (ديكارت) للبحث عن حقائق الأشياء في أول هذا العصر الحديث. والناس جميعا يعلمون أن القاعدة الأساسية لهذا المنهج هي أن يتجرّد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوا تاما." - الدكتور طه حسين.

يا لكم الخديعة في أسطر قليلة!

زكي مبارك 

الصورة المثيرة

الصورة المثيرة

الصورة المثيرة حسيّا قد تثير الغريزة الجنسية - دخول فتنة امرأة فاتنة فلك خيال فحل مثلًا! ما يحدث ويتشكّل ويتصارع في جوانب داره قبل وعيه لأمر ما يحدث له، يتكلّم عنه علم النيرو بيولوجيا بوصف مثير وبالدليل الحسيّ ! كيف تثير الغريزة الفكرية؟ الصورة الفكرية لها دورها هنا أيضا!.. في جوانب رئيسية فكر المفكّر يثير التفكّر عبر صورة فكرته التي تثير الفكر الذي يؤشر أو بمعنى آخر يدعو (ككلمة أكثر تهذيبًا وقبولًا!) إلى التفكير في التفكير. لا قدسيّة روحانية عامة في مفهموم التفكير، بمعنى الرقي الفكري، لأنه يحمل البعد الفكري لا الحسيّ! فكرة للتفكّر!

زكي مبارك

06‏/11‏/2012

مريض في قلبه

مريض في قلبه

العلم - Science - كمنهج علمي، كلون تفكير، كرؤية للعالم، وليس العلم بالمعنى الأعم، له اليد العليا اليوم، ولكنه مريض في قلبه بمرض يحدّق في عين صاحبه منذ ألفين وخمسمائة عام - كلون يعجز عن رؤية لونه. فتنته تتعاظم اليوم وإلى حين، كونه طوّر له فائدة ملموسة في محيط داره.

زكي مبارك

ليست ضرورة

ليست ضرورة

السببية دارها الوعي، ليست ضرورة سببية في اللاوعي! والتقدّم سير إلى قادم الأمام، لمن يرى في خطوات الزمن خطًا مسطورًا..! سير إلى الأصل، التقدّم! والأصل..؟ ماذا تعرف عنه؟! الأصل يحدّ دائرة؛ والدائرة قيد. أشعر بالشفقة على مصاب قادم أهل باب الغرب! شفقة؟!

زكي مبارك

العين المتجدّدة

العين المتجدّدة
 
تأتيك فكرة جديدة، لتعود تقصف بكل جناح فكرة سبق وأطلقت سراحها، لترى إن كانت على الإستمرار في العطاء تقوى - مثال: الفهم الجديد لنظام قديم؛ فيه تعود لقراءة الفهم القديم لقرأتك القديمة لكتابتك القديمة، لرؤيتك القديمة للعالم القديم، لترى إن كان مازال موجودًا، لترى إن ازداد رسوخًا!

زكي مبارك

شعور يؤشر

شعور يؤشر

العلاقة المتداخلة بين اللغة الألمانية واليونانية القديمة ستعين العقل الألماني وقلبه، في قادم مسير أمره الذي ابتدأ سعيه، وستخوّل صاحبهما البحث عن دعائم "الدين" الجديد الذي رسمت ملامحه يد الصوفية اليونانية القديمة، وضاع من يد أحفادهم لعمر طويل. الفرنسيون ولغتهم مثلا، لا يقدرون على فعل ذلك مباشرة، لذلك هم "يفكرون" من خلال شعور اللغة الألمانية عندما ينقبون في حطام اليونانية القديمة لمعرفة مؤشرات قادم طريق سماء دارهم. الأنجليزي حالة متخلّفة! الترجمة إلى اللاتينية أضاعت مشاعر المفردات القديمة التى صدح بها القلب اليوناني؛ واللغة شعور يؤشر.

زكي مبارك

04‏/11‏/2012

إشاراتها الحمراء

إشاراتها الحمراء

هناك من يريد الفرح من دون ألم، عن عملة من وجه واحد يبحث. كيف يكون ذلك؟! الشعور وجوه متعددة. في دروب الألم للذاكرة ذاكرة أقوى؛ نتذكّر الإشارة الحمراء لأننا نقف عندها طويلا. هذا ما تفعله تلك الجميلة عندما تصدّ عنك - إشارة حمراء. ولتلك التي ابتسمت، إشاراتها الحمراء. تذكّرها وابتسم!
للكذب المترابط مصداقيّة تناسق، و في التساؤل شوكة تبحث عن وردتها. بعد أن نغادر دار الطفولة تبدأ رحلة البحث عن باب العودة لها.  لا يمكن أخذ "فكر" المرأة بجديّة - ليست إهانة! 

زكي مبارك

الأسطح المفتوحة

الأسطح المفتوحة

المشاعر، همسات القوة؛ كل ما تقرأه سيتصارع مع أهل دارك، وإن بعد حين. أستغرب ممن يبحث عن راحة الجواب في أسطح ألف كتاب. 
فكرك في رأسك..؟ ماذا عن بقيّة جسدك! 
اللاوعي يختبئ خلف ستار الوعي، الوعي كحاجز - ما رأيك بهذا؟! الوعي كجمال،  أن يكون كل ما تعلّمته إلى هذه اللحظة وأدركته، وعيك، كحاجز عن ما خلفه؛ كحماية لنا!

زكي مبارك

a human being

a human being

In quantum "reality", Nature, a.k.a. world is perceived as being subjective, the object is moving towards becoming a subject : another "I" gazing back into our "I"s. Most probably this would be generalized to include "reality" as we know it. "Science" is a human being - what is a human being? What is Being? Do you read what you read, or think what you read?  
A thinking writing, a human being. Life is a book, a thinking book; And so is the world!  

Zaki Mubarak


01‏/11‏/2012

السيرك الجميل

السيرك الجميل

في دار الشقر تم قلب الهرم، والإطاحة بالروح الضامرة في الغريزة المحاربة التي شقّت يومًا خط الأرض، تم قلب منظومة الحياة ذاتها في دارهم. غريزة الأشقر الأبله اليوم دعوة إلى التأنيث الحالمة في دعّة رومانسيتها في أعماق دمه، والمتوسّمة بلون الخضوع والعبودية في البعد الفعلي للحاخام الأكبر!! الوحش الأوربي تم إدخاله إلى قفص يليق بالقطط الأليفة ومفتاح القفص بيد صاحب القفص! المثير في الأمر أن هذا السيرك الجميل في كوميدياته السوداء بدأ التحرك حثيثًا نحو ديار العرب تحت يافطة الديمقراطية، وحقوق المرأة العربية المسلمة (!)، ووجد له خيمة كبيرة أسمها الربيع العربي،  يقصدها الكثير من الأشبال الصغيرة الجميلة الواعدة!!

زكي مبارك

رحلة إلى القوس المحدّق

رحلة إلى القوس المحدّق

الفكر المحلّق مرتبط باللغة، واللغة شعور، والشعور رسم معالم إرادة، تقدّم أو تقهقر أرضه، طرب أو كرب سمائه. في الترجمة المسطحّة أعماقها، والقراءة العابثة دروبها فعل تمزيق لأجنحته وتقطيع لشعور نبضه وتشتيت لروح طيفه؛ قلب لموازين داره، وضياع لنار أمل خطواته. الفكرالمحلّق، تجربة ذاتية أغنى من تجربة التواصل الشخصي بين شعورين تائهين جمعت بينهما دار مغادرة؛ نقطة لقاء والتقاء وتواصل رسمه. طريق إلى حافة ذاك الأفق المحدّق قوسه في قلب العين أبدًا.  لا معنى لدقات الساعة العابرة في سمائه، انتصار على سيف الزمن الراحلة عقاربه - حالة خاصة جدًا جدًا!

زكي مبارك

قطْعُ الجذْر

قطْعُ الجذْر

كيف تقطع العقل عن جذره، عن أصله، عن دار أهل أهله؟ اجعله يفكّر بلغة غريبة على قلب أهله، أن يستشعر معالم العالم بلغة أجنبية أملس ملمسها مخفيّ نابها، بمفردات لغة غير معروفة جذورها محجوبة دارها؛ دعه يسير طريق "تقدّمه" في طريق ليست طريقه، اجعله يعمل لغير رأس صاحبه الذي يحمل قلبه، اجعله عبدًا ذكيًا عند سيد أجنبي خارج أسوار داره، أن يعمل مقابل سمّ يسري في دمه، أن يستلذّ طعم مرضه، أن يمجّد امتهان ذاته لذاته. ذاك للعدو أو من العدو أو الذي لنفسه عدو.

***
من عوائق التقدم في الدار: اللغة عماد التحرر، اللغة دم الإنسان، اللغة شعور الإنسان، اللغة لون حياة، كتاب الحياة. كيف لك أن تشعر بغير قلبك؟! أن تكون ميكانيكيا في وجدان وجودك، أن تتحول إلى قطعة آلية بلهاء، أن تكون عبدًا ذكيًا لغيرك مطيعًا، فرحًا، منتشيًا، أن تسير في طريق هلاك أصلك. كيف لك أن تكون عدوًا لجذرك، أن تكون خنجرًا في ظهر قلبك.  كيف يكون لك ذلك كله، إن لم يكن عقلك ليس في عقلك!

***
العقل العربي الذين تشكّل في دار الغرب عبر الأجيال الممتدة لطويل عشرات السنين، فعليًا أو افتراضيًا، في البيوت أو في المدارس أو حتى داخل المساجد والجوامع، هجر نوافذ عقله وحضر بدم الأجنبي المسمومة شراينه إلى دارنا وأورث السم اللذيذ خدره، لخلفه ومن سيأتى من بعده، خطر يقف طويل ظله حاجزًا وحاجبًا أمام محاولات استشعار قلب صاحبه لمعالم طريق دربه!! جريمة السبات العميق تحتّم دفع الثمن إلى حين! ونحن أيضا من أهل داره!

***
هل سألت نفسك  عن سرّ استماتة الغرب في نشر لغتهم في البلاد التي كانت يومًا تئن تحت وطأة الاستعمار والاحتلال المباشر - وباللغة أقصد نافذة رؤيتك للعالم ورؤيته لك، ذات تحضر مقابل ذات تحضر، تغيّر وتتغيّر. نحن لازلنا نعيش حالة استعمار عقلي وقلبي، يحجب الرؤية، لم نتحرر منه فعليًا وليس بيدنا التحرر منه في الوقت المنظور. خطوة أولى هي وضع الأصبع على أليم الجرح، تحرير العقل، الشعور بالأصل، التفكير من خلال بوابة القلب الذي ذات يوم حلّق جناحه إلى عالي المجد والسيادة، ترميم داخل البيت العريق - التطهّر من دنس سم الدم الأجنبي الذي يسري مرضه في العروق والأنفاس. إرادة ليس بالأمنيات وحدها دحرجة عجلتها - أشرس احتلال ذاك الذي داره العقل ووقوده نبض القلب الذي تاه عن قلبه، احتلال مرآة رؤيتك لكل ما حولك ونفسك، سمائك وأرضك! تفكيك هذ الاغلال الخفيّة، ودكّ جبال التزوير المتوارية أثقالها، مشوار طويل لجيل بعد جيل، ولكنه خط من نار يمدّ عروق الأمل والحياة بعاصفة روح لا تستكين.

زكي مبارك

"العلم" اليوم بحث وتنقيب - عن ماذا؟

"العلم" اليوم بحث وتنقيب - عن ماذا؟

"العلم" اليوم بحث وتنقيب ولكنه اشتغال يتوجّه للخارج وانشغال عن جوهر ذاته - ليس في وارد التأمل في مفاد ذاته. التفكير العلمي يسير عكس اتجاه التفكير الفطري - جوهر كيان الإنسان. لا يفكّر إلا بصورة ميكانيكية تعتمد السببية مذهبا.

***

العلم الغربي الأوروبي.. نقش صورة لصورة.



***

العلم الغربي يحول العالم إلى تفسير ميكانيكي سببي، يشوّه العالم ويبسّطه حتى يمكن حسابه، يجعله قطعة في الحضور التكنولوجي!

***

في الفيزياء.. الطبيعة تعرض جانب من جوانبها ذاك الذي سمح بقياسه كموضوع موضوعي قابل للخضوع للمنطق الميكانيكي. ولكنه جانب واحد من جوانبها! إن كانت الطبيعة تخفي جوانب أخرى تتخفى خلف ستار المنطقية السببية فليس باستطاعة العلم طرح سؤال مثل هذا باستخدام الوسيلة الميكانيكية التي بيده ذاتها.

***

العلم لا يستطيع الإحاطة بكل جوانب مواد بحثه الأساسية (الطبيعة، الانسان، اللغة مثلا). له أن يتعامل مع الجانب القابل للظهور منها ولكن ليس النفاذ إلى صميم مادة بحثه ومحيط كل جوانبها.

***

العلم الغربي الأوروبي - كتصّور يرى العالم كوجود ميكانيكي، ككيان موضوعي، خطر على الحياة التي بالنسبة له اليوم تدخل ضمن هذا الحيّز الميكانيكي الذي يمكن، حسب فهمه الحسابي المبسّط، وضع منطقا وحسابا له - علم الحياة خطره على الحياة عبر احتمال التلاعب بالحياة ككيان موضوعي، (الجينات) كنظام ميكانيكي مثلا، اكبر من ذاك الماثل في الخطر النووي.

***
من لا يفكر في وجوده لا يفكر. نتيجة طبيعية للتفكير الميكانيكي الذي ينتشر اليوم في رقعة تتوسع أسمها التكنولوجيا - الصورة الجديدة للعالم.

***

عندما نستشعر اللغة كمؤشر يؤشر إلى طريق.. قد ندرك قدسيّة ما تشير إليه أو عبثيّة أمره.

زكي مبارك