search

13‏/11‏/2012

ذاكرة الفكرة

 ذاكرة الفكرة


الكتابة ذاكرة الفكرة. بعض الأفكار تكتب خطها على صفحات التاريخ.

***

التراث الغربي الذي تسيد أمره من خلف قناع، مقيد للتفكير، لا يسمح بالقفز خارج دائرة حكمه (السببية مثلا). قناع وجهه اليوم التكنولوجيا، وهذا ليس صميم مرضه.

***

ذاكرة الإنسان تحتاج إلى السببية للفهم.. للتفسير. السببية أداة في يد الفهم وليست خاصية بحد ذاتها تسيّر الأمور.

***

كل فكرة رأس خيط لفكرة.

***

التأملات تأتي كطيف فكرة عابرة مغادرة.. رحلتها في اللاوعي.. تطل برهة من نوافذ الوعي.

***

الأفكار الجريئة في الطرقات المفتوحة تسير.

***

الحب لون عبادة.

***
الضد قرين الضد.


زكي مبارك

12‏/11‏/2012

العالم بعيون ديكارتية


"العالم" بعيون ديكارتية

لو نظرنا إلى العالم "الحديث" من خلال عيونه الديكارتية  فماذا يمكن أن نرى؟ صورة العالم وفق المنظور العلمي الغربي الحديث يقف على أسس وفرضيات وضعها ديكارت كبديهيات ومسلّمات بعد أن افترض أن وجوده كشخص يفكر هو الشيء المؤكد في هذا العالم. التفاصيل العلمية التي نشير إليها في يومنا هذا على أنها حقائق واكتشافات علمية تقف على هذا البناء البديهي! 

ذاك الجسيم اكتشفه العلم الغربي الحديث بسبب بسيط: لأنه اختلقه قبل أن يبدأ البحث عنه ليكتشفه وهكذا مع بقية المخلوقات الرياضية الأخرى التي نعرفها اليوم بإسم المكتشفات العلمية في بحر العلوم الطبيعية الأساسية. قد يبدو الأمر تهريجيا في نبرته.. وقد لا يكون كذلك أيضا!

العلاقة بين المخلوقات الرياضية تم تصميمها وبدأ البحث عنها لإكتشافها بعد أن تم خلقها في الفكر الرياضي! التجربة المعملية لإثبات وجود هذه المخلوقات تم تصميمها بحيث تعثر على ما تم وضعه في هذا العالم الرياضي! "العلم" كعالم رياضي يخلق مخلوقاته ثم يبحث عنها ليثبت وجودها عبر التجربة المصممة لإكتشافها ويستخدمها كدليل مصنوع مسبقا لإثبات وجود المخلوق الذي يسميه الحقيقة العلمية.

الطبيعة وفق المنظور العلمي الغربي  أصبحت كيانا مخلوقا - كيان موضوعي يمكن قياسه من قبل خالقه ديكارتبعد أن تم خلق هذا العالم ومخلوقاته تم وضع لغة التخاطب بين مخلوقاته (الرياضيات والمعادلات الحديثة نسبيا) - لوصف طبيعة العلاقة بينهم وسميت هذه اللغة المخلوقة بالقوانين العلمية الرياضية!

عبر هذه الآلية تم بعث الروح في أوصال نظام يتيح تعريف العلاقة بين المخلوقات المخلوقة رياضيا التي تعيش في العالم الرياضي وتتكلم لغته! الإنسان وفق هذا المنظور الغربي أصبح بإمكانه أن يعلم الظاهر والمخفي من أمر مخلوقاته ويستطيع التحكم في حركتها وسكونها - المسألة مسألة وقت لا أكثر حتى يتم إخضاع الطبيعة لجبروته!.. الحركة وقوانينها هي قوانين لغة التخاطب في هذا العالم العجيب! وأصبح بالإمكان حضور مسرحية لمشاهدة هذه الأحداث والمخلوقات وهي تتصارع وتتفاعل في دراما جميلة ممتعة - أسمها العلم الغربي الحديث!

يمكن للحضور التفاعل مع الشخصيات المسرحية عبر أسئلة يمكن للمخلوقات فهمها وبالتالي الرد عليها بالإيجاب أو النفي (حوارات البحث العلمي)! لغة التخاطب هي الرياضيات الطبيعية طبعا! هي لعبة تخمين.. غميضة.. بحيث تختبئ المخلوقات ويحاول الحضور العثور عليها عبر طرح الأسئلة وانتظار الأجوبة. الأجوبة وطبيعتها تقول وتؤشر على طبيعة المخلوق نفسه وتكشفه!! التفاعل المسرحي هو التجربة المعملية؟! اللغات الرياضية المستحدثة تعمل كمنظار لوصف ورسم المخلوقات الرياضية في عالمها الرياضي نفسه.

الآن هل لنا أن نتكلم بصور أكثر جدية! كيف يمكن رسم هذا العالم العجيب؟

أولا يتم وضع إطار أو مرجعية أو أرضية أو سماء! لظهور الأشياء فيه:  نظام يجسم الأشياء ويصفها، يخلق مكان عيشها، عالمها، حدود منطقها ووعيها.
بعد ذلك يتم وضع قوانين حاكمة لهذا العالم من خلالها يتم ضبط حركة الأشياء فيه - يمكنك أن تقول بديهيات أولية  يقف عليها هذا العلم: هي بمثابة خطوط طوله وعرضه (فرضيات.. رأي.. عالم متخيل) - البديهيات في هذا الإطار قواعد أساسية يقف عليها البناء.

ثالثا، يتم في هذا العالم البديهي رسم خواص ومعالم الأشياء التي ستعيش فيه وطبيعة العلاقة بينهم مسبقا.. ليس غريبا اكتشاف البروتون لاحقا مثلا! وبعد ذلك يتم اعتبار هذا الإطار البديهي المرجع الرئيسي لكل الأشياء - هنا يتم سلب الطبيعة من نفسها - استعباد عقلها - جعلها شيئا موضوعيا يخضع لعقل الإطار البديهي.. يتم جعل الطبيعة شيئا قابلا للحساب، والتخطيط - أي جعلها كيان قابل للتنبؤ.  وذاك هو الوجود! العالم اليوم نراه كما يريدنا العالم الغربي أن نراه - المضحك المبكي أن هذا تحديدا ما يراه العبد الذكي اليوم..!!

بعد وضع ما سبق - يتم وضع قوانين الوصول إلى مكونات هذا العالم بما يتناسب والفرضيات والبديهيات التي تم وضعها. هنا لا يتم الرجوع إلى طرق التفكير والأراء والمفاهيم المتعارف عليها تاريخيا . الأجسام الطبيعية فقط تلك التي تكشف عن نفسها في هذا العالم البديهي - الطبيعة تم تقليصها، تصغيرها، تبسيطها - جعلها مادة خام أولية - من الطين الذي يقبل التشكيل!! الأجسام يتم اظهارها بواسطة علاقة وقياسات الأماكن والوقت وقياسات الكتلة والقوة المؤثرة - أبطال رئيسيون في هذا العالم. 

الكيفية التي ستظهر بها هذا الأجسام مصممة مسبقا في الإطار أو المرجع المذكور.  للإطار قوانينه وقيوده لذلك يحدد الإطار  طريقة تلقي ودراسة ما سيتم كشفه.  ولكن بسبب طبيعة البحث والتقصي التي تم تحديدها، فهناك قيود لطبيعة سؤال البحث والتقصي.. وبالتالي يمكن القول أن السؤال يحمل في جوفه لون الجواب!! الجواب  يجاوب على السؤال الذي يحدد مسبقا طبيعة الجواب.. هنا تخرج علينا (التجربة الفيزيائية) كما نفهمها اليوم.  ما يمكن الحصول عليه بهذه الطريقة يتم أخذ صورة جماعية معه و يتم رسميا دعوته لأخذ مكان له في هذا العالم العجيب  وما يتعذر يتم اعتباره مادة خام لأجسام قادمة.. متوقعة!

أخيرا.. بسبب الحاجة إلى المعيارية في القياس يجب تطوير لغات لوصف ما يحدث في هذا العالم البديهي بصورة متعارف عليها وبصورة معيارية. لغة تأخذ في الحسبان بديهيات المكان، والوقت، والحركة، الذين يمكن قياسهم بصورة معيارية في انحاء الإطار الأفتراضي - تطوير رياضيات حسابية بعيون تستطيع رؤية هذه الأجسام المخادعة!..

ماذا لو قلت لك أنك تنظر إلى تلك التفاحة التي سقطت من الشجرة بعيون نيوتنية، وإلى ذاك الضوء بعيون آينشتاينية، وإلى ذاك الجسيم المتناهي في الصغر بعيون بلانكية أو عيون بوهرية أو عيون شرودينجرية؟

لديكم عيون.. أفلا تنظرون؟

قد يبدو الأمر تهريجيا في نبرته.. وقد لا يكون كذلك أيضا!

زكي مبارك



09‏/11‏/2012

الطريق الضّيق

الطريق الضّيق

هل سألت نفسك لماذا العلم الغربي الأوربي ينشر بشبه مجّانيّة ألوان أوراقه على جنبات الطرق العامة؟ والعلم الغربي الأوروبي، نقش صورة لصورة. الفكر.. المعتقد الغربي الحديث، والمعرفة الغربية الحديثة، يقفان على أرض رياضياتية، في جوهر بنائها. وهذا مسار حقيقة عالمهم إلى حين. والتفكير، ذاك الذي حضر حضوره! ما لم نتمكن من بناء أعمدة "العلم" على أرض جذور فهمنا لثقافتنا، نحن نحرث في بحر الرّقيّ؛ ولسبب ما نعتقد بغفلة أن "العلم" الغربي الحديث كيان يمكن دمجه في بناء ثقافتنا كما هو. نأخذه من دون تفحّص المرض القابع في قلبه!  "العلم" كمنظار لرؤية أفق "العالم" لا يمكن اعتباره كيان محايد، أصم، بارد، بلا مشاعر! ماذ لو فهمنا الرياضيات في سياق المعنى التى كانت تدل عليه الكلمة في ديارها الأم - الرياضياتي بمعنى ما يمكن تعلّمه ويمكن تعليمه كوجهين لعملة واحدة؛ بمعنى التفكّر، بمداه الأوسع، وليس فقط الحساب والمعادلات الرياضية المرتبطة من خلال الحبل السري بالسببية كما تسري في جداول تلك الديار البعيدة (وليس حسب دائرة أمرها في دارنا، الغزالي مثلًا)، والتي بسببها حُجبت الرؤية عن رؤية أفق "العالم" الأكثر أتساعًا من "العالم الحديث"! وبالتالي الرياضياتي بهذا المفهوم الأشمل، الذي ضاع جل نبضه في فعل الترجمة ومعه مؤشر الفكرة الأولى، تحولّت كفكرة حديثة نسبيًا إلى ما هي معروفة عليه اليوم في دوائر "العلم" الحديث، ومتعارف عليه في وعينا "الحديث" الملّوث بالرؤية الأجنبية القاصرة كمعنى. من خلال هذه العين، هناك استطاعة أن ندقّق النظر في الطريق الضيق الذي فيه العلم الغربي "الحديث" حشر نفسه، ونعلم كُنْهه، كمقدمة لمشوار قادم طريقه، هذا إذا تمكن من التحرر من قيود ذاته، المتعاظم نمو لحمها وشحمها. عديدة ومثبتة الدلائل التي تشير إلى صحة هذا الأمر. والتفكير شعور؛ إرادة شعور - لون قوة!

زكي مبارك

07‏/11‏/2012

خدعوك يا طه

خدعوك يا طه!

"أريد أن أصطنع في الأدب هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه (ديكارت) للبحث عن حقائق الأشياء في أول هذا العصر الحديث. والناس جميعا يعلمون أن القاعدة الأساسية لهذا المنهج هي أن يتجرّد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوا تاما." - الدكتور طه حسين.

يا لكم الخديعة في أسطر قليلة!

زكي مبارك 

الصورة المثيرة

الصورة المثيرة

الصورة المثيرة حسيّا قد تثير الغريزة الجنسية - دخول فتنة امرأة فاتنة فلك خيال فحل مثلًا! ما يحدث ويتشكّل ويتصارع في جوانب داره قبل وعيه لأمر ما يحدث له، يتكلّم عنه علم النيرو بيولوجيا بوصف مثير وبالدليل الحسيّ ! كيف تثير الغريزة الفكرية؟ الصورة الفكرية لها دورها هنا أيضا!.. في جوانب رئيسية فكر المفكّر يثير التفكّر عبر صورة فكرته التي تثير الفكر الذي يؤشر أو بمعنى آخر يدعو (ككلمة أكثر تهذيبًا وقبولًا!) إلى التفكير في التفكير. لا قدسيّة روحانية عامة في مفهموم التفكير، بمعنى الرقي الفكري، لأنه يحمل البعد الفكري لا الحسيّ! فكرة للتفكّر!

زكي مبارك

06‏/11‏/2012

مريض في قلبه

مريض في قلبه

العلم - Science - كمنهج علمي، كلون تفكير، كرؤية للعالم، وليس العلم بالمعنى الأعم، له اليد العليا اليوم، ولكنه مريض في قلبه بمرض يحدّق في عين صاحبه منذ ألفين وخمسمائة عام - كلون يعجز عن رؤية لونه. فتنته تتعاظم اليوم وإلى حين، كونه طوّر له فائدة ملموسة في محيط داره.

زكي مبارك

ليست ضرورة

ليست ضرورة

السببية دارها الوعي، ليست ضرورة سببية في اللاوعي! والتقدّم سير إلى قادم الأمام، لمن يرى في خطوات الزمن خطًا مسطورًا..! سير إلى الأصل، التقدّم! والأصل..؟ ماذا تعرف عنه؟! الأصل يحدّ دائرة؛ والدائرة قيد. أشعر بالشفقة على مصاب قادم أهل باب الغرب! شفقة؟!

زكي مبارك

العين المتجدّدة

العين المتجدّدة
 
تأتيك فكرة جديدة، لتعود تقصف بكل جناح فكرة سبق وأطلقت سراحها، لترى إن كانت على الإستمرار في العطاء تقوى - مثال: الفهم الجديد لنظام قديم؛ فيه تعود لقراءة الفهم القديم لقرأتك القديمة لكتابتك القديمة، لرؤيتك القديمة للعالم القديم، لترى إن كان مازال موجودًا، لترى إن ازداد رسوخًا!

زكي مبارك

شعور يؤشر

شعور يؤشر

العلاقة المتداخلة بين اللغة الألمانية واليونانية القديمة ستعين العقل الألماني وقلبه، في قادم مسير أمره الذي ابتدأ سعيه، وستخوّل صاحبهما البحث عن دعائم "الدين" الجديد الذي رسمت ملامحه يد الصوفية اليونانية القديمة، وضاع من يد أحفادهم لعمر طويل. الفرنسيون ولغتهم مثلا، لا يقدرون على فعل ذلك مباشرة، لذلك هم "يفكرون" من خلال شعور اللغة الألمانية عندما ينقبون في حطام اليونانية القديمة لمعرفة مؤشرات قادم طريق سماء دارهم. الأنجليزي حالة متخلّفة! الترجمة إلى اللاتينية أضاعت مشاعر المفردات القديمة التى صدح بها القلب اليوناني؛ واللغة شعور يؤشر.

زكي مبارك

04‏/11‏/2012

إشاراتها الحمراء

إشاراتها الحمراء

هناك من يريد الفرح من دون ألم، عن عملة من وجه واحد يبحث. كيف يكون ذلك؟! الشعور وجوه متعددة. في دروب الألم للذاكرة ذاكرة أقوى؛ نتذكّر الإشارة الحمراء لأننا نقف عندها طويلا. هذا ما تفعله تلك الجميلة عندما تصدّ عنك - إشارة حمراء. ولتلك التي ابتسمت، إشاراتها الحمراء. تذكّرها وابتسم!
للكذب المترابط مصداقيّة تناسق، و في التساؤل شوكة تبحث عن وردتها. بعد أن نغادر دار الطفولة تبدأ رحلة البحث عن باب العودة لها.  لا يمكن أخذ "فكر" المرأة بجديّة - ليست إهانة! 

زكي مبارك

الأسطح المفتوحة

الأسطح المفتوحة

المشاعر، همسات القوة؛ كل ما تقرأه سيتصارع مع أهل دارك، وإن بعد حين. أستغرب ممن يبحث عن راحة الجواب في أسطح ألف كتاب. 
فكرك في رأسك..؟ ماذا عن بقيّة جسدك! 
اللاوعي يختبئ خلف ستار الوعي، الوعي كحاجز - ما رأيك بهذا؟! الوعي كجمال،  أن يكون كل ما تعلّمته إلى هذه اللحظة وأدركته، وعيك، كحاجز عن ما خلفه؛ كحماية لنا!

زكي مبارك

a human being

a human being

In quantum "reality", Nature, a.k.a. world is perceived as being subjective, the object is moving towards becoming a subject : another "I" gazing back into our "I"s. Most probably this would be generalized to include "reality" as we know it. "Science" is a human being - what is a human being? What is Being? Do you read what you read, or think what you read?  
A thinking writing, a human being. Life is a book, a thinking book; And so is the world!  

Zaki Mubarak


01‏/11‏/2012

السيرك الجميل

السيرك الجميل

في دار الشقر تم قلب الهرم، والإطاحة بالروح الضامرة في الغريزة المحاربة التي شقّت يومًا خط الأرض، تم قلب منظومة الحياة ذاتها في دارهم. غريزة الأشقر الأبله اليوم دعوة إلى التأنيث الحالمة في دعّة رومانسيتها في أعماق دمه، والمتوسّمة بلون الخضوع والعبودية في البعد الفعلي للحاخام الأكبر!! الوحش الأوربي تم إدخاله إلى قفص يليق بالقطط الأليفة ومفتاح القفص بيد صاحب القفص! المثير في الأمر أن هذا السيرك الجميل في كوميدياته السوداء بدأ التحرك حثيثًا نحو ديار العرب تحت يافطة الديمقراطية، وحقوق المرأة العربية المسلمة (!)، ووجد له خيمة كبيرة أسمها الربيع العربي،  يقصدها الكثير من الأشبال الصغيرة الجميلة الواعدة!!

زكي مبارك

رحلة إلى القوس المحدّق

رحلة إلى القوس المحدّق

الفكر المحلّق مرتبط باللغة، واللغة شعور، والشعور رسم معالم إرادة، تقدّم أو تقهقر أرضه، طرب أو كرب سمائه. في الترجمة المسطحّة أعماقها، والقراءة العابثة دروبها فعل تمزيق لأجنحته وتقطيع لشعور نبضه وتشتيت لروح طيفه؛ قلب لموازين داره، وضياع لنار أمل خطواته. الفكرالمحلّق، تجربة ذاتية أغنى من تجربة التواصل الشخصي بين شعورين تائهين جمعت بينهما دار مغادرة؛ نقطة لقاء والتقاء وتواصل رسمه. طريق إلى حافة ذاك الأفق المحدّق قوسه في قلب العين أبدًا.  لا معنى لدقات الساعة العابرة في سمائه، انتصار على سيف الزمن الراحلة عقاربه - حالة خاصة جدًا جدًا!

زكي مبارك

قطْعُ الجذْر

قطْعُ الجذْر

كيف تقطع العقل عن جذره، عن أصله، عن دار أهل أهله؟ اجعله يفكّر بلغة غريبة على قلب أهله، أن يستشعر معالم العالم بلغة أجنبية أملس ملمسها مخفيّ نابها، بمفردات لغة غير معروفة جذورها محجوبة دارها؛ دعه يسير طريق "تقدّمه" في طريق ليست طريقه، اجعله يعمل لغير رأس صاحبه الذي يحمل قلبه، اجعله عبدًا ذكيًا عند سيد أجنبي خارج أسوار داره، أن يعمل مقابل سمّ يسري في دمه، أن يستلذّ طعم مرضه، أن يمجّد امتهان ذاته لذاته. ذاك للعدو أو من العدو أو الذي لنفسه عدو.

***
من عوائق التقدم في الدار: اللغة عماد التحرر، اللغة دم الإنسان، اللغة شعور الإنسان، اللغة لون حياة، كتاب الحياة. كيف لك أن تشعر بغير قلبك؟! أن تكون ميكانيكيا في وجدان وجودك، أن تتحول إلى قطعة آلية بلهاء، أن تكون عبدًا ذكيًا لغيرك مطيعًا، فرحًا، منتشيًا، أن تسير في طريق هلاك أصلك. كيف لك أن تكون عدوًا لجذرك، أن تكون خنجرًا في ظهر قلبك.  كيف يكون لك ذلك كله، إن لم يكن عقلك ليس في عقلك!

***
العقل العربي الذين تشكّل في دار الغرب عبر الأجيال الممتدة لطويل عشرات السنين، فعليًا أو افتراضيًا، في البيوت أو في المدارس أو حتى داخل المساجد والجوامع، هجر نوافذ عقله وحضر بدم الأجنبي المسمومة شراينه إلى دارنا وأورث السم اللذيذ خدره، لخلفه ومن سيأتى من بعده، خطر يقف طويل ظله حاجزًا وحاجبًا أمام محاولات استشعار قلب صاحبه لمعالم طريق دربه!! جريمة السبات العميق تحتّم دفع الثمن إلى حين! ونحن أيضا من أهل داره!

***
هل سألت نفسك  عن سرّ استماتة الغرب في نشر لغتهم في البلاد التي كانت يومًا تئن تحت وطأة الاستعمار والاحتلال المباشر - وباللغة أقصد نافذة رؤيتك للعالم ورؤيته لك، ذات تحضر مقابل ذات تحضر، تغيّر وتتغيّر. نحن لازلنا نعيش حالة استعمار عقلي وقلبي، يحجب الرؤية، لم نتحرر منه فعليًا وليس بيدنا التحرر منه في الوقت المنظور. خطوة أولى هي وضع الأصبع على أليم الجرح، تحرير العقل، الشعور بالأصل، التفكير من خلال بوابة القلب الذي ذات يوم حلّق جناحه إلى عالي المجد والسيادة، ترميم داخل البيت العريق - التطهّر من دنس سم الدم الأجنبي الذي يسري مرضه في العروق والأنفاس. إرادة ليس بالأمنيات وحدها دحرجة عجلتها - أشرس احتلال ذاك الذي داره العقل ووقوده نبض القلب الذي تاه عن قلبه، احتلال مرآة رؤيتك لكل ما حولك ونفسك، سمائك وأرضك! تفكيك هذ الاغلال الخفيّة، ودكّ جبال التزوير المتوارية أثقالها، مشوار طويل لجيل بعد جيل، ولكنه خط من نار يمدّ عروق الأمل والحياة بعاصفة روح لا تستكين.

زكي مبارك

"العلم" اليوم بحث وتنقيب - عن ماذا؟

"العلم" اليوم بحث وتنقيب - عن ماذا؟

"العلم" اليوم بحث وتنقيب ولكنه اشتغال يتوجّه للخارج وانشغال عن جوهر ذاته - ليس في وارد التأمل في مفاد ذاته. التفكير العلمي يسير عكس اتجاه التفكير الفطري - جوهر كيان الإنسان. لا يفكّر إلا بصورة ميكانيكية تعتمد السببية مذهبا.

***

العلم الغربي الأوروبي.. نقش صورة لصورة.



***

العلم الغربي يحول العالم إلى تفسير ميكانيكي سببي، يشوّه العالم ويبسّطه حتى يمكن حسابه، يجعله قطعة في الحضور التكنولوجي!

***

في الفيزياء.. الطبيعة تعرض جانب من جوانبها ذاك الذي سمح بقياسه كموضوع موضوعي قابل للخضوع للمنطق الميكانيكي. ولكنه جانب واحد من جوانبها! إن كانت الطبيعة تخفي جوانب أخرى تتخفى خلف ستار المنطقية السببية فليس باستطاعة العلم طرح سؤال مثل هذا باستخدام الوسيلة الميكانيكية التي بيده ذاتها.

***

العلم لا يستطيع الإحاطة بكل جوانب مواد بحثه الأساسية (الطبيعة، الانسان، اللغة مثلا). له أن يتعامل مع الجانب القابل للظهور منها ولكن ليس النفاذ إلى صميم مادة بحثه ومحيط كل جوانبها.

***

العلم الغربي الأوروبي - كتصّور يرى العالم كوجود ميكانيكي، ككيان موضوعي، خطر على الحياة التي بالنسبة له اليوم تدخل ضمن هذا الحيّز الميكانيكي الذي يمكن، حسب فهمه الحسابي المبسّط، وضع منطقا وحسابا له - علم الحياة خطره على الحياة عبر احتمال التلاعب بالحياة ككيان موضوعي، (الجينات) كنظام ميكانيكي مثلا، اكبر من ذاك الماثل في الخطر النووي.

***
من لا يفكر في وجوده لا يفكر. نتيجة طبيعية للتفكير الميكانيكي الذي ينتشر اليوم في رقعة تتوسع أسمها التكنولوجيا - الصورة الجديدة للعالم.

***

عندما نستشعر اللغة كمؤشر يؤشر إلى طريق.. قد ندرك قدسيّة ما تشير إليه أو عبثيّة أمره.

زكي مبارك
 

28‏/10‏/2012

العين الأخرى

العين الأخرى

خادم في رتبة سيد، التكنولوجيا في دارنا اليوم؛ بحاجة نحن إلى النظر في عينيه بتمعّن لقراءة مخفي أمره، لرسم حدود حكمه. فتنة التكنولوجيا في دارنا وغواية؛ ليست دعوة هذه لشيطنتها! فتح العين الأخرى التي يكاد أن ينام قلبها، ذاك طريق آخر. كلام ذاك للسيد لا العبد في دار أهله!

زكي مبارك

ذاك الذي حضر حضوره

ذاك الذي حضر حضوره

التفكير، حضور طريق يدعو إلى التفكير في حضوره.
أمامه يقف حضوره يدعوه للحضور
قراءة الأول قراءة للثاني. 
الحضور الذي قابل حضوره، 
وقف أمامه ساعة قدومه.  
مواجهة ولقاء يقرأ الحضور الذي حضر.
محاولة استيعاب حضوره،
شكر حضور حضوره،
الشعور به.
والحضور امتثال وتمثّل،
اقتراب ولقاء. 
..قراءة للحضور الذي أمامك وجد حضوره، 
دعوة أن تستوعب أولا حضوره،
أن تشكره،
أن تشعر به. 
والضيافة شكر وشراب وطعام وحضور، 
حفظ وحماية،
دعوة وتلبية دعوة.  
والذاكرة حفظ وصون، 
دار هي ووعاء.
أن تتستوعبه في ذاكرة تحفظه، تدعو إلى التفكّر به، 
أخذه بالقلب،
صون حضوره. 
أن تحضر فرصة استيعاب حضوره، 
فرصة مواصلة الحضور بمعيّة حضوره.  
التفكير، كحضور واقتراب للحضور يدعو إلى التفكّر والتذكّر، 
كطريق أمامك يشير إلى حضوره، 
إلى هديّة حضوره،
إلى شكر هديّة إنارة حضوره حضورك.

زكي مبارك
 

22‏/10‏/2012

روابط وجذور

روابط وجذور

بعض الفرق الباطنية في دار الإسلام مثل الحشاشين يمكن فهمها عبر كشف علاقتها بالصوفية اليونانية القديمة.
بعض من جذور الثقافة اليونانية القديمة تمتد إلى دار الهند القديمة والثقافة الفارسية القديمة.  
الثقافة الغربية الحديثة تقف في جانب رئيسي منها على الثقافة اليونانية القديمة.
يمكن رسم ألوان عدوك الكامن في دارك وخارجها عبر كشف علاقات جذور عقله وشبكاته.. ثقافته. والعقل وعي وقلب!
الرحلة القادمة للعلم الغربي الوجودي.. عدمية.. فجاهلية.. فباطنية - العقل الغربي إلى دين باطني يسير.

زكي مبارك

18‏/10‏/2012

الديك

الديك

تلك الأبواب التي أخفيت طُرُقها تبوح بشيء من أمرك.  

العلم الغربي كغاية لها سيادتها إن تُركت لأمرها: الإنسان حيوان وضيع على جانب مهمل من الوجود - عدمية تسير في طريق عدميتها. السبب..؟ اسألوا معلم افلاطون..!
العلم الغربي يحتاج إلى ما يبرر وجوده.. سماء أعلى منه!

زكي مبارك

16‏/10‏/2012

ليست ملهاة

ليست ملهاة

الربيع العربي معركة ثقافيّة من الطراز الرفيع - معركة دينية! وليست ملهاة سياسية للساسة وبغلهم المفيد، وإن كان على خشبتها دور "البطولة" من نصيبهما! معركة لتصدير حافلة مشموم أوروبا المسموم، للتخلص من فائضه في دارهم - تلك كانت وصيّة سيدهم الذي لن ترى عينيه على صدر صحفهم، لجعله داء بإسم الدواء في معدة ذاك الذي فتح فاه لرشفة ماء بعد جريمة عميق سبات، من يد غريب لا قريب!

زكي مبارك

أن تشعر

أن تشعر..
 
أن تشعر بالفكر، أن تفكّر بشاعرية - المرأة العاشقة تفهم هذا القول. أن تسرق قلبها لترى به الوجود في حضرة رجولة حاكمة محلّقة، أن ترى الحياة من خلال نبضات جسدها - كيانك! وأن تراك تلك التي ابتسمت من خلاله، أن تتوحد مع الداخل الذي مع الخارج وجد وحدته، أن تتملّك هذا الشعور، أن تتلاقى لغاته الهاربة، أن تجده عند أعتاب أمرك ينتظر.. أن ترسم لون حاكميّته. 

زكي مبارك

عبقرّية

عبقرّية

العبقرّية ليست بإعجاز، بل قوة انتصرت على جلّ مجموع القوى المتناحرة في دارها، رسمت خط قادم المسير في سمائها، رتّبت الأولويات وهمّشت المتضادات، وصنعت النظام الذي في فلكه دارت تلك القوى الحاشدة خلف هدف أسمى. قوة رامت تقدّم الروح في دارها، توحيد تلك الطرق المتشتتة دروبها، رامت عِلو قدر أمر نفسها على نفسها.

زكي مبارك

جمال

جمال
 
الجمال حالة انتصار في دار الوعي البشري.. فكرة جميلة، شعور جميل، إمرأة جميلة، كيان جميل، شيء مرغوب، شيء آمر - حالة أمر.
الشيء الجميل سيجرّك إلى محاولة استكثار نوعه، انتشاره، إلى رسم معالم انتصاره -
الجمال كحالة تفوّق. وكحالة أمر، شدّ وجذب، لا بد وأن يلبس ثوب الخداع لأن يكون "جميلا" شعور الظفر به، شعور تنفيذ أمره! في الجمال بروباجاندا فتّاكة، وفي فتنته الحياة كنظام تخطّ خيط حكمها. سلاح لن تتخلى عنه طواعية أنثى استلذّت بطعم الحكم.

زكي مبارك

منظومة حاكمة

منظومة حاكمة

نتفق في المصطلاحات ونتوه في دروب تعريفها. في المصطلحات المتعارف عليها علامات تضيع خلف واضح اشاراتها مقصودات أمرها - إحترام الذات مثلا. تأنيب الضمير - مصطلح عائم آخر. هل في بعض جوانبه محاولة لتفسير وضع نحاول جاهدين رفع قبضتنا عنه دون بلوغ أرجحية أن نكون نحن من ضحاياه. تأنيب الضمير كأداة ضبط وتحكم كيف وجدت سلطانها في دارنا لنا أن نسأل. إن كان المجتمع يفعل أمره فهل نفسه يفهم من يحركه شدا وجذبا - سيده. كيف للعبد أن يفهم سيده.. الثاني من دائرة أخرى أوسع من الأول. تأنيب الضمير كأداة في يد السيد الحاكم في منظومة قيمنا؟ المفاتيح في منظومة القيم الحاكمة وليس قشور التصرفات الظاهرة. في منظومة القيم.. لك أن تبحث عن خفايا النفس الحاكمة التي رسمت ألوانها.. عن مدى قوة ساسها - أمام تلك التي ابتسمت - ومآل خطط مشروعها.

زكي مبارك

نظام

نظام
العشوائية لها نظامها؛ وفي النظام حصر للإحتمال - تفسير. لا يمكن الحصول على ملاحظة شاملة يقينية وكاملة لوصف كل مكونات نظام "فيزيائي"؛ ومكونات نظام ما لا تدل على هدف النظام وغرض منهجه. العقل البشري لا يعيش خارج مفهوم النظام؛ والنظام آمر ومأمور. من دون النظام تسقط الدولة والعقل مثلها يفعل من دونه، والنّيّة. والنفس نظام.

زكي مبارك

06‏/10‏/2012

ضيق الأُفق

ضيق الأُفق

عندما تختلط ألوان الوسيلة بصفاء سماء الغاية في دار الثقافة والعلم تبدأ أولويات الفرح والشؤم تتصارع في عقل ذاك الأبله العابث نشاطه. يبحث عن جواب لمرضه وضيق أفق فهمه رغم واسع علمه فلا يجد غير أن يصف كل ما حوله بالمسبب للمرض. كراهية ذاتية تجد مبررا لوجودها من خلال كراهيتها للمكان الذي وجدت نفسها فيه وأهله. لماذا كل هذا التشاؤم الذي يلف داره.. له أن يسأل نفسه قبل التكلم في سبل التقدّم والريادة! من يهوى جلد ذاته بتلذّذ.. ابتعد عن غراب داره. كيف لمن يجد لذّة في احتقارها أن يرى واضح الطريق أمامه! ستتكفّل دروب الحياة بأمره. 

زكي مبارك

Depersonalized

Depersonalized

To become depersonalized - to become able to see the 'ugly' and the 'beautiful' in you and not to be crashed by the weight of it, to embrace it so that to originate out of you into you, to become a more understandable personality to you! A more perceivable objectivity out of an ever increasing subjectivity. Till the clock stops ticking.

Zaki Mubarak

05‏/10‏/2012

البسيط المريح

البسيط المريح

عندما نميل للراحة سننزع إلى تبسيط فروع الجواب وجوانبه. سنحاول رؤية الأمر، تفسيره، فهمه، من منظور مريح ومن زاوية مُقْنِعة في خداعها. سنرسم لونًا واحدًا لما لا لون واحد له. سنتعصّب للرؤية الخادعة حيث فيها راحة بعد عناء مسير. سننظر إلى الشخص المتعدد الوجوه والجوانب والممرات على أنه صورة واحدة متشابهة أوجهها من كل الجهات والزوايا. سنحاول طمس ما يبدو أنه متناقض في أمره مع ما استقر له رأيننا بشأنه. سنقول أننا فهمنا جوانبه!! سنقول أن في البساطة راحة وجواب!! سنلعن فكرة تعدد الوجوه للوجه الواحد، كفكرة، كتفسير، كإحتمال. سنغلق الباب لينمو في الظلام ذاك الجواب البسيط المريح.

زكي مبارك

04‏/10‏/2012

ذاك الصنم الجديد

ذاك الصنم الجديد

الدولة الحديثة.. صنم جديد. تسطيح الفهم من لزوم طقوسها، وقدسيّة اللحظة اللاهثة. وقود محركها قطيع عبيدها. 
أن تسلب رحيق صفوة العقل المتوثّب في نشاطه لخدمة اليوم في جوانب معبدها؛ أن تجعل منه الأخصائي في علمه المتخصص أفقه، الماهر في ضيّق دروب صناعتها، المبدع لذهب ثروتها؛ أن يكون العقل التابع لأمرها، ولإغراء غوايتها القلب العاشق؛ أن تسقي طريقه قليلا من مخدرها المحفّز لإبتسامة زهوره الخادعة؛ أن تجعل ممن أصل داره عقل الحضارة خادم في دارها؛ أن تضع في يده تذكرة دخول قاعة شهرتها؛ أن تجعل منه قمة فوق خشبة مسرحها؛ أن يكون راعيًا لقطيعها! قليلٌ ذلك من أهدافها.
من في يمينه مَلَكَ مفاتيح مالها والفهم المحلّق معا، حاكم وقادم دمه معه، وإن خلف بريق دارها تتوارى ملامح ولايته. في يده سحر المتناقضين جَمَع والمتنافرين؛ سلطانه نظام حكم عالمي هو سيده.
 

زكي مبارك

 

في همس القول الجديد

في همس القول الجديد

أن تقشّر البصل طبقة خلف طبقة لتصل إلى اللب، إلى النتيجة، إلى الجواب، لتحصل على لا شيء سوى احتمال وجود. احتمال فقط! احتمال وجود لا يمكن ادراكه إلا من خلال وعي يجسّده. 
وعي؟ ما الوعي عزيزي! 
عندما انتفض العلم الغربي على الفلسفة الغربية، تسلّح بحجة المادية اليقينية ضد التّجريد. في منطق الكوانتم، هل أتى اليوم بثوب جديد؟ دروب إلى السراب سبيلها! تلك المرآة  لابتسامتها ابتسم.

زكي مبارك

قِمّة

قِمّة

الوسطية ليست بالضرورة نقطة في المنتصف. قد تكون جمعًا لكل ما حولها، ترتيب وتنسيق له وتركيب - قمّة! وأن تفهم الشيء، أن تقف على قمّته. من يجرؤ على القول أنه يفهم كل ما حوله - نفسه! لهذا السبب لن تغادر "الحرب" دار البشر. ليس بيدهم رد أمرها، بل هي محاولة للفهم بالنسبة لوجود بعضهم البعض، للوقوف على قمم بعضهم البعض. 

زكي مبارك

لون احتقارها

لون احتقارها

أن تربط كتاب الحياة بلون الموت فقط، تلك جريمة أخرى. لك أن تبحث في كتاب الحياة عن بوح "الروح" - نتاج رحلة عميق غوص بيانه. واللغة المنطوقة في الحوار، لغة تواصل  مع الحياة في سطحها، والكتابة المحلّقة غوص في أعماق الحياة، الوجود دارها. في الوحدة المحلّقة خلوة، طريق لبحر الأعماق هي. الإغراء سلاحهّن، وفي الغموض إغراء، دعوة للغوص في الأعماق، والحياة ابتسامة مغرية - فيه قوة صدّ وجذب بعد صدّ.  وتلك التي تطلب المساواة به، خطوات مسيره تعبد - احتقارها لنفسها هنا يكمن لونه.

زكي مبارك



01‏/10‏/2012

خيانة للأصل

خيانة للأصل

في التكيّف الباعث إلى مسح أثر الخطى، فراء حيواني يغطّي التّيّار العام، رسم جامع، جنوح للسلامة، توق للبقاء بأي ثمن - أصل وضيع !! معضلة في درب الحياة تلك الإشارة الصامدة! أن تترك تلك الطرق لها وله، النصف والنصف، أن تسلّم الأمر للوضاعة، أن ترسم تلك الحقارة انتصارًا في دارك، خيانة للأصل! بين هذا الخط وذاك، دم ونار، دمع وأمل، بوح حياة!

زكي مبارك

رومانسية عقلية

رومانسية عقلية

الماركسية.. رومانسية عقلية! من عقل أصابه الوهن من الحياة فنزع للخيال العلمي المريض بسراب يقينه - عدمية مقنعة تنتظر مسدود طريقها، تتدثر من نفس خيط القناع التي تتدعي تمزيقه، بعد أن أخفت بعض ملامحه المهترئة عن عين أهل دارها . ليس غريبًا أن ينتهي طريق الماركسي الشاب بإعتناق قيم الحداثة الأوروبية دينا له في شيخوخته الواهنة عزيمتها. الجذر واحد والمرض واحد..! والحداثة الأوروبية، المسيحية الأوروبية من دون المسيح الأوروبي، يتم نثر عظامها من على شرفات الأسطح الفكرية في دار أهلها، فيما اليوم هناك من يريد بيعنا هذا الرميم المندثر في عقر دارنا. والربيع العربي مشموم، وورد منتهي الصلاحية يزيّن البغل المفيد، وليس سيده، بل هو للثاني قد يكون فائدة مضاعفة أو ضريبة لا بد منها!

زكي مبارك