فنّ
الحديث
الإنسان.. قلب
قلق موج بحره ومن لا يجيد فنّ الحديث مع نفسه يحتاج إلى من يخطّ له معالم رسم بحره
- أليس كذلك يا آل فرويد.. هل هذا أصل فكرة العلاج النفسي
الحديث؟.. ربط التفكير بالعلاج النفسي الفرويدي علاج روحي في الأساس، ولكنه
غُلّف بغلاف مادي يتماشى مع سماء المنطق المادي الغربي - حثّ النفس على الحديث مع
نفسها بصورة أقرب إلى الصدق الذي يلتقي ونقيضه في منتصف الطريق. هذا على المستوى
الشخصي الخاص، وما قنوات الإتصال التقنية بألوانها المتعددة إلا درجة أخرى تتشابه غاياتها في هذا البحر وإن إختلف مسعى أصحابها وتشتت شمل هدفهم. في المجال العملي الجماعي الأعم هناك علاج نفسي وروحي للجماعات المنتظمة
في دائرة نظام مذهب فكري أو أيديولوجي بعضه صريح في سعيه والبعض الآخر مستترة أهدافه. البعد الأعمق في هذا المسعى يأخذ شكله على يد ذوات تبحث عن
نفسها في قعر أبعد من أن يتم مشاركة الدوائر المحيطة بهم بتفاصيل
داره وإن باح رسمهم بموجز عن صور رحلتهم. من رسم هؤلاء المعلن يتشكّل عمق إبداعهم التي
تحتفي به البشرية على مر العصور والأزمنة. الأمر نفسه يمكن قوله مع اختلاف في
درجات الحساسية لمجال الفن المضطرب في عشوائيته أو العلم المادي الذي أتخذ لنفسه
قناعا ماديا يخفي خلفه أسئلة حائرة تريد الهرب من دار الإحتمال
المفتوحة نوافذها إلى مسلك يود قلب صاحبه لو أن يطلق عليه أسم يقين خالص خضع لرؤية
سيده الذي وقف امامه.. أن يلبس اليقين له لبوس الخضوع أمام سيد فك طلسمه. لون
آخر من دائرة أخرى قد يجد في كل ما سبق خطوة أولية لمسير لا بد من سلكه.
زكي مبارك