search

19‏/02‏/2012

ذلك العالم العجيب

الكوانتم.. ذلك العالم العجيب

عالم اللاوعي المادي


في بلد علم اليوم تدور رحى نقاشات عميقة آثارها تتناول بأفكارها ما وضع على طاولة المكشوف من مجهول بدايات الكون والمنطق الخاص بلحظة تصور النشوء والتكون وبدء خلق الكون أو هذا ما يعتقدون! نقاشات تتعلق بماهية الدعائم التي يقف عليها التفسير الفكري والمنطقي والعقلاني لما تكشفه وتصرح به عين التجربة والقياس المادي في بحر آلية عمل الكون الداخلية، في محاولة قديمة جديدة لردم الهوة التي تفصل بين ما هو في دائرة الوعي المادي الملموس وذلك المتمثل في العالم المجهري المثبت بالتجربة ظواهره والمجهول خلف الأفق والمستور.


بحسب منطق الكوانتم، أنت ترى أثر ذلك الجزيء المادي كنتيجة لفعل النظر نفسه، وبالتالي لا يمكنك الجزم بوجوده في مكان محدد قبل بدء فعل النظر ذاته. هذا منطق يتعارض والتفسير الذي يقول أنك الآن تقرأ هذه السطور لوجودها قبل أن تراها، بمعنى أنك تواجدت في مكان تصادف نظرك إليه فرأيته. عدم رؤيتك لهذه السطور المكتوبة لا يعني أنها غير موجودة من دون لحظة وجودك، أو هكذا نفهم المحسوس والمدرك من قول العلم (المعقول).هذا الأمر لا ينطبق على عالم الجزيئات داخل مكونات أنوية الذرة وفي سمائها والتي يتكون منها الجزء المحسوس من الكون والأشياء. 

هذا مثال على الخط الفاصل ما بين منطق الكوانتم وتصور عالمنا المحسوس حيث يقع التناقض في التفسير وفي الفهم وفي منطقية المنطق نفسه، وفي هذه الدائرة المبهمة يحتدم النقاش اليوم بحثا عن تفسير لهذه الظاهرة التي ثبت وجودها بالعلم التجريبي والبحث المختبري على مر سنين ليست بالقليلة.

بالنسبة لعلماء الفيزياء والطبيعة الكوانتمية لا تناقض هنا بين ما سبق إن كان وعينا يتحدد رسمه بريشة معادلة رياضية تصف الأمر سواء على مستوى المنطق الجزيئ الصغير أو المنطق العياني المحسوس، وأن الثاني بالنسبة لإدراكه ناتج في الأساس من الأول.

تفسيرهم - أن أدوات القياس المستخدمة في العالم المحسوس تفشل في كشف بعض الخواص الكوانتمية وبالتالي لا يمكن ملاحظتها بدء من تلاشي خاصية إمكانية الوجود في أكثر من مكان واحد في وقت واحد أو ما يسمونه عدم المحلية في حالة جزيئات تتصرف في أوقات كجزيء وفي أوقات أخرى كنقيض له يعلن عن نفسه موجة لا جزيء - هنا العالم المدرك يخضع لمنطق المحلية والواقعية التي يستطيع العقل تفسيرها بعكس مكونه الدون جزيئي الذي يتصرف وفق منطق مناقض لتصرف الإطار الأكبر الذي يحتويه. 


واحدة من مدلولات هذا الكلام أنه لا يمكن الحصول على ملاحظة شاملة يقينية وكاملة لوصف كل مكونات نظام فيزيائي حيث لا يمكن كشف بحيادية كل العلاقات مع الجزيئات الكوانتمية الصغيرة المشاركة في تكوين النظام الأكبر - هذا لغز يحير عقول أصحاب المنطق والحساب ويدخل بالنسبة للبعض في إطار دائرة الجنون العلمي - المنطق يفقد عقله!
 

منطق الكوانتم كوصف لحالة اللاوعي المادي قبل تخلقه إلى وعي مادي مدرك يصرح أنه لا يمكن فهم الوعي المادي من خلال مكوناته التي تقبع في دائرة اللاوعي التي اتحدت لتكوين حالة وعي محددة يدركها العلم بمجساته.. ويصرح أيضا متحديا أنه لا يمكنك وصف حالة لا وعي تدثرت برداء سريتها حيث أن الوصف نفسه يضعها في حالة وعي مشوه يفقدها خواصها الأولى ويؤثر في قراءة حالها وتعطيك من القراءة جواب سؤالك وليس الجواب الحقيقي ذاته - الوصف نفسه يغير من حالة الموصوف بالنسبة للواصف.

يبدو هنا وكأن العلم يعلن بهمس لا يُسمع بصريح العبارة عن حدود استطاعته المادية في مجال الاستفادة من واحدة من أهم دعائمه القائمة على خاصية الوصف والمشاهدة كأداة للفهم والتفسير والبناء العقلي الذي يعتد به عصر اليوم كطريق للدرب القويم - ما المعين للعلم إذا؟!

زكي مبارك


حمائم السلام

حمائم السلام

عدائك مع عدوك ينتهي أجله وتحلّق حمامة السلام في سماء يومك، عندما تمتلك أنامل صنعك المقدرة على تقويض ساعة نومه وتشتيت رسم أحلامه وطرد العبث من جامح توقه.. ذلك الذي في الطرف الآخر الذي رام يوما الظّفر بروحك والحؤول دون مستقبل بنيك وطرد نوم جفنيك، لن يجد في رسم لوحته الجديدة سوى غراب كالح شؤمه يحدق في مستقبل أمله. عاش السلام.. فلترفر في بهجة أجنحة الحمائم! - ستكون حينها معزوفة صباحك المشرق نوره.. أترك له كرما لذة تصوير شؤم يومه كسماء زرقاء صافي لونها لقادم نسله ومن سار في دربه..!

زكي مبارك



شوق أم كلثوم

شوق أم كلثوم

أم كلثوم.. من كان لتسأل أذنه عن صوتها لو أنها جزعت من لهفة البوح به..
هناك سر أو بالأحرى طعم خاص لما نكشفه من مكنون الشعور وما تتجرأ قلوبنا على البوح به في حضرة الأسماع والابصار، يختلف عن ذلك الذي نكتبه على الورق ومن ثم ندفنه في عميق الأدراج والدهاليز. ذلك التائه في داره يشاركننا خاص حياتنا، ننساه وينسانا، أما الآخر نفلت ايدينا عن جناحيه فلا يعود مرة ثانية إلى ظلمة القلوب، لكنه يظل من بعيد يحدق في العيون!
كم من أم كلثوم خوفا كتمت صوت شوقها حتى حانت ساعة المغيب.. سألت نفسي وأنا أكتب هذه السطور.

زكي مبارك 




غواية

غواية

للحظة أشعر أني في العمر جزت عشر عشرات السنين .. وكأني أعرف ما معنى هذا المدلول والشعور؟! فتشيح بعينيها بعيدا بحثا عن وليدها، ويتسرب من بين أصابع يديي لمح غوايتها، لأعود مذعورا ألعب لعبي. هذه التي تسمي نفسها الحياة لها طرقها في بعث أملها حين يلهو بعيدا عن دار أمه.

زكي مبارك 


11‏/02‏/2012

حديث مع ذي العلم الجميل

حديث مع ذي العلم الجميل

حدود الكون تقطع ما يقارب الأربعة عشر مليار سنة ضوئية... صوت علم اليوم بعد مسيرة طويلة يقول...فيرد عليه التساؤل الذي مازال يقف على تلك الثغور... ماذا بعد هذا اللّجّ الكبير؟ هل من بحر جديد؟ يقاطعهما الإحتمال الملّوح بلونه مبتسما ويجاوب من جديد هناك شيء لا نعرفه خلف تلك الحدود، هل رأيتم ما أراه رؤية العين، هناك تتهاوى إرادة اليقين المادي وتنسلّ عن الأعين إلى حين، عند هذا الثغر يحتار نبض قلبه من جديد، فقليل من الهدوء من فضلكم، تصوّر مارد المنطق متعبا هنا ينام...

- كل عين مشرق سهمها تنظر إلى تلك المرآة البهية تسأل لماذا أحدّق أنا في تلك العينين.. يجيبها قلبها عن بداية البداية ونهاية النهاية، نشأة الوجود، نشأة الكون، عن بلد المنطق والحساب قلوبنا تبحث وتسأل... لا بد لهذه المسيرة من محطة في جعبتها الكثير  لذلك المارد المتعب الحزين تشغله عن النوم من جديد، والآن وقد تساءلت فسمعت حديث شوق قلبك فلترسم لنا أنامل قدرتك ألوان حلم يسرّ العين، فليس لك بعد اليوم أن تجزع من هكذا مصير...

- ولكن ماذا إن سمع منطق القوة همس قلبك وشاء أن يلعب معك لعبتك ويشاركك رسم حلمك أيا الرسّام العاشق العنيد؟ يهمس في أذنه صوت جديد..
- هلا وقفت بعيدا ليس لدي وقت لطرح مثل طرحك.. بين يديي مهمة لا تقبل التأخير.

- ماذا لو كان كل ما نطلق عليه اليوم الكون والذي يمتد عبر بحر السنين الشاسع ليس سوى مكون صغير داخل مكون أكبر داخل مكون يلفهم؟... ماذا لو عرفنا حقيقة كوننا هذا... ماذا عن ما بعد تلك الثغور؟... لم يزل يأتيه الصوت الخافت من بعيد ملحًا من جديد، سندور في حلقة جديدة من المعرفة تخلق الحاجة لمعرفة أخرى، لحقيقة أخرى... أليس كذلك هو الأمر أم أنا في حيرة من الأمر،  أم أنا في دوامة تساؤل أوسع من تساؤلك أيا صاحب منطق الكوانتم الجميل... أم أنك مازلت تبحث في بحر الإحتمال عن سمكة اليقين؟

- هلا وقفت بعيدا ليس لدي وقت لطرح مثل طرحك.. بين يديي مهمة لا تقبل التأخير! سمعته طيور ذلك البحر يزجر من جديد...


زكي مبارك




09‏/02‏/2012

بهذا الكلام تَكَلّمَ معي

بهذا الكلام تَكلّمَ معي

من يجهد في الارتواء من  جذور قيم حضارة تبني قصر عدميتها، وربط عرق مستقبله بدم قلب متهالك مصير حاضره، قلب ستلفظه في شمس الغد وتهدم وهمه روح وحش أشقر بُحتُ لها سر شر في نفوس أجدادها، لدهر ثقيل
تمكّن وتوطّن،،، من إلى ذلك يسعى لن يعي قيمة جذور دم حر شوقه، ولا مخفي سطور كلام تحلّق ناره، ولن يرى في دامس ظلام قلبه خزي مدلول جهده، فلكل نفس أبية بهواء شرفها تتنفس، وبعلم نار همتها تزهو، وبسمو قدر وجودها تعلن، معزوفة لحن لا تفهمه آذان للضعة خاضعة، ولا تستسيغها قلوب خانع رجاء أملها. في بحر السيادة هذه، الجوهري أمرها والوجودي طيفها، من إلى ذلك الفعل الدنيئ يجهد جهده، يسعى بوعي أو في الغالب عكسه إلى تحويل دم شرفه إلى ماء آسن على قارعة الدهر يُسفك، لن تقبل به نفس أبيّة العنان تعيش نقاء هواء حريتها.  ما نحن بصدده اليوم وأمسه وغده، حرب صريحة طقوس كهنها، مديدة ساحة سهمها، وعميقة بئر سطوتها، تمتد إلى جذور وعي النفس لنفسها، تهدف إلى دك أسسها، وجعلها دار من دون أرض راسخة، على الرمل تسنتد أعمدة سقفها، وحياة من دون جذور تسقي أوراق وجودها.. خواء تعيش فيه روحها تشرب منه كاس لعنتها.
فإن كان ردك... ما البديل؟ إلى أين السبيل؟ فالجواب واضح لا لبس فيه.. إن لم يكن في سابق جذر دمك مسعف لقادم أمله... فلتحفر لوجودك قبرا يليق بماضي شرفك الذي اندثر، وتنحى عن مسار التاريخ القادم مساره والذي  لمأساة وجودك لا يبالي وعاهة وعيك وروحك المزري حالها - كيف لك يا هذا أن تنام ليلك في أضلع جثة هامدة روحها تغني لحن عار وهنها وله تطرب!

زكي مبارك



06‏/02‏/2012

خلف الستار وأمامه - الجسد البشري

خلف الستار وأمامه - الجسد البشري
الجسد الحي الواعي لظاهرة وجوده كنفس تدرك أمرها في اطار الحياة، يمثل من وجهة التكوين الفسيولوجي أداة متقدمة في سلّم القوة، تلبس ثوب السيد والمسود، وعلى أساس منطقه تتكلم، كل جزء منه يخضع لكله في لحظات حياته كنظام يعيش حالة سيادة نسبية وخضوع نسبي متكاملة ومتبادلة الأدوار، من أجل بلوغ هدفه - قوة تتسلط من أجل دفع مقام قوتها ورفعه.
الحياة كتعبير عن حالة تَصوّر، وظاهرة تُفسّر الوجود من منظورها، تعود إلى أصلها لحظة طي صفحتها، لحظة تحررها من لغز غموض تفسيرها وحدود تصوره.
نحن في الأساس إحدى تجليات قوة، تمثّلت في رسم الحياة، كتعبير عن قوة وعت ظاهرة وجودها، وموت الجسد الحي يمثل فناء ممثل لدرجة من لونها، وغياب أثره وانمحاق أثره بين صفحات الموت، يدركها ويتصورها وعينا الشاهد على حدوثه، ولكنه في جوهر الأمر ليس كيان منفصل ومنقطع عن مصدر الحياة نفسها ولا يمثل بالضرورة ذهاب نوعه أو فناء مصدره الأساس. الحياة تنشد استمرار طيف لونها كقوة تعلن عن نفسها وليس بالضرورة لإثبات تميزها عن الموت المغيب وجوده في قوة ندرك تفسير لها ولاندركها يقينا. الأمل متمثلا في استمرارية شعلة الحياة هو هدف سعيها... أما بريق وهجها فتحترق لحظته بين ساعة مهده ومحطة رجوعه إلى أصله، وهو وسيلة لغاية الاستمرارية، وحجر بناء في صف بنائها، تتلاشى الحاجة له بعد تعزيز احتمال وجود وريث له وبدء مسيرةغيابه .
الحياة كإحدى تجليات القوة والموت شيئ واحد... ظاهرتان في مرآة وعينا لتفسير مراحل وجود يعيها
، تفسّران له لحظة وجوده وادراكه لحتمية مغادرته - هي لغة وترميزفي الأساس في إطار الوجود وكينونته المُغيَّب غالب تفاصيله خلف ستار. في هذا يتساوى لوني الحياة والموت في باطن ظاهرة اختلافهما.

زكي مبارك

03‏/02‏/2012

أجْنُح العُلا

أجْنُح العُلا

عندما تستنطقني عن صدقي لا تسأل
هل تطرح الأسئلة التي تبحث جوابها... أم تُطرح عليك
أن تترك مفتاح العلم في حيازة عقل عدوك ليس بخيار عاقل يعي نفسه
الريادة... الا تتوقف عندما يختفي كل من حولك!
حروب السادة يدفع ثمنها عبيدهم
حربك... حرب دمك
دمك... شرفك
شرفك... أن تكون سيد نفسك
في الغرف المغلقة تزورك الأفكار المعلبة
الحياة.. القوة في جوهر كيانها والعاطفة ألوانها
سؤالك يخط مسارك
بعض الإطراء.. طلب للمزيد
إن لم تعلم ما يعشقه دم قلبك.. ستعيش قصة حب غيرك
ثورة غبية لمجرم هي أفضل هدية
توقعات الغير منك.. أوامر خفية
عند لحظة ما ستضطر للنطق ببعض أو جل ما تراه
عندما يتحقق الأمر تتجسد حقيقته.. فكرة تعزف زهو انتصارها
خلف كل قناع مُلوّن يقبع مخلب مُسنّن
الكذب خط دفاع أول
بعض الهدوء هروب
الديمقراطية... الأنوثة تستعيد عرشها المفقود
ومن التواضع ما له ما لا تبصره أعين مسحورة من أجْنُح العُلا
شتّانَ من عاش لحظة وجوده ومن وجد لحظته
رجل ينتظر شفقة إمرأة لتعينه على مواصلة درب أمره... رجل تشفق عليه اللعنات
رجل لا يعرف كيف يقف على قدميه... في مهب الريح يمكث
في السوق ستجد المهرج يضحك للجميع
قلب المرأة لن يستريح حتى يبني لك فيه قصرًا تعيش
المرأة في لغة السلطان لا تحتاج برهان
في لحظة ضعفها تبلغ أوج حكمها تلك المرأة الرامية
افتح صفحات كل كتاب خُط بيد شديد رام حريته ... ستجد المرأة كتاب في صفحته
ذلك الذي في صفحته يحقّر أمرها... على نفسه يخشى حكمها
في داخل قلب كل رجل روح تعشق الخلود
الأنانية تسري في دم الرجل سريان الأنهار في الوديان
في سبيل خلوده لن يتواني رجل قوي عن طرق كل دروبه
في الصدق مع النفس لن تطلب إمرأة مع الرجل المساوة
أرى اليوم كل كذاب على حقيقته
رجل يدّعي نبل هدفه... رجل يبجّل نفسه
الرجل المتواضع لن تسمع أسمه... تحت القبر ينام فعله


زكي مبارك



السم المنقوع في العسل

السم المنقوع في العسل - الديمقراطية كنظام لحكم عامة الناس وسعي من خلف القناع لوضع معالم دربهم، أخطر على وعي الفرد المتعلم واتجاهات بوصلته من نظام دكتاتوري سافر في منهجه. الأول يتغلغل سمه في شريان التصرف وجوانب رد الفعل ورسم الادراك على مسافة زمنية طويلة وعلى جرعات قليلة لا تستنفر دفاعات الحواس اليومية كتلك التي يثيرها الكاشف عن وجهه والصريح في غايته. وله كسم منقوع في العسل من التأثير الثابت والمستمر على وعي غنيمته ما يجعل في الغالب من المتعذر إقناع صاحبها الضحية أنه يعيش أسطورة يحمل سمها وأنه  وقع في شبك خيطها وأن لحمه معروض لنهش مخلبها. في هذا تتفوق الديمقراطية - كنظام اخضاع وتزييف للوعي والادراك في سحر لون قناعها وفي عَذْبة وصفة شرابها.

زكي مبارك

28‏/01‏/2012

زهرة جميلة

اللاوعي..
تقوله وتنساه... ثم تقوله وتنساه مرة أخرى... ثم تقوله  وتنكره... حتى يأتي من بيده الدليل الذي لا لبس فيه ضد ما تنفيه...
اللاوعي...
قوة تبحث عن منفذ للخروج...
اللاوعي...
كيان لم يتجسم في هيئة تدركها الحواس العقلية...
الوعي... لاوعي تجسم في هيئة تدركها الحواس...
خرج إلى الوجود...
الوعي انتصار للقوة... الحياة...
الوعي اتحاد للاوعي...
الوعي خطوة تجاه التحرك... تجاه مسك الحياة...
الوعي... تجرد لبس الثياب...
الوعي... نهاية حرب...
الوعي... تاريخ جديد...
الوعي... رسم لمعالم مستقبل جديد...
الوعي... اشراقة يوم جديد...
الوعي...الحياة تبدأ من جديد...
الوعي... كل لحظة في حياتك... حالة احتفالية...
الوعي... اشراقة لحظة جديدة...
الوعي... طفولة بريئة...
الوعي... زهرة جميلة...
الوعي... تجرد لبس الأقنعة...
الوعي... غناء بلحن الفضيلة...
الوعي... بحث عن نهاية سعيدة...
الوعي... أن تعيش ردة الفعل...
الوعي... خروج إلى الحياة... استقبال الحياة... استقبال النور...
الوعي... سماع صوت الاحساس... سماع نفسك...
الوعي... سماع صوت منطق القوة يتكلم...
الوعي تهاوي في خطوط الدفاع الأخيرة...
الوعي... لمسة حانية... الوعي فكرة...

زكي مبارك 

27‏/01‏/2012

شتات الماضي

شتات الماضي

المشي بين دروب الزمن هو نوع آخر من المشي لا ذلك الذي بمحاولة خفض الوزن يتعلق، فيه حديث مع النفس في صفاء وخلاء طبيعة ساكنة مطمئنة، ومرور بين قديم بوحها وحديث أمرها، فيه بحث عن المغزى في رسم زخرف يدها. بقية شجرة تمر خطوات سيرك بها تجرَّدت من أخضر أمسها وعن زهو ساعتها انصرفت، وحيدة منسية ذكريات أوراقها، مطوي عمرها على هشيم نفسه، وهناك تلك الفارعة المخضرّة الزاهية من قديم السنين هامتها عالية بهية، لا تنتظر ثناء أحد فهي العين لمن سار قدره صوبها والبهجة، تبدي له بديع تجددها وبهاء منظرها. لا يعنيها قول سلطان الساعة في شان لحظتها فهي مع دوران لحظته وذهابها باقية متحدية، تبوح للطير سر ربيعها ، فيها وحدة واستقلال وتناسق بين ناعم أخضرها وشديد جذعها وراسي جذرها. في الأولى انصرف بريق ماضيها هَباء زوبعة منثورًا، تعبث بشتات روحها فعل ما تشاء، يتقلب مع وجهة أمرها ذات اليمن برهة وذات الشمال في أخرى، يعتلى محلقا بأمرها وبه أيضا يسقط ساكنًا متفرقا.

زكي مبارك

لحظة دامس ليلنا

لحظة دامس ليلنا


هذه الحياة الضاحكة العابثة أنامل سطوتها.. بين صور ما مضى وخيال قادمه نعيش لحظة  ساعتها، بين حكم الأول وخيار الثاني تختلج مشاعرها، بين إشراقة القادم وحنين ماضيه يرتسم طيف حياتها. ما أصعبها من لحظة تلك التي لم تجد نفسها قبل فوات أوان شوقها، موجة حسرة إلى الزمن المنصرم تتدحرج أوراقها. من أين يأتي هذا الشعور المبهم الذي يبحث عن لغة تفسّر عبث لهفته من بعد رحيل همس لحظته؟ لماذا نلفى الطير الواقف أمام موج بحرها لا يمسي لحظة كَرّها يُخلّد شكوى قلبها.. كيف له أن يدير وجهه ويصد يدها بهذه القسوة! 
كل هذا الحزن في كنه دارها؟ ماذا اقترفت يداها في عميق زمانها، لماذا أليم سرها لا يفارق عنوان بابها؟ أيا هذا الألم العميق القابع في سويداء قلبها، ألا كففت يدك عن دق باب قلاعها كل يوم حياتها وكل ساعة صبرها، نرّدك شفقة عن ديارها بدرع من فرح وسيف من أمل، في كل يوم وكل ساعة. 
هذه الحياة الضاحكة العابثة أنامل سطوتها.. ما أقساها على روح تلك اللحظة ساعة وحدة وهنها ودامس ليلها.

زكي مبارك





21‏/01‏/2012

هي في سِرِّ دروب حياتنا

هي في سِرِّ دروب حياتنا

هي في سِرِّ دروب حياتنا.. في إِبهَام منزلها و ظن إدراكها تتعاظم لهفة شوقنا، وتتراكم آلام عشقنا، ويطول أمد حلمنا. بهذا يحيط  قلب أنثى لم يفقد من الفاتن سحر لونه ويدرك يسيرًا من سر أمره وعتمة كهنه، وإن لم تبح به الريح صراحة لإذنها، ويعلم من لون طرف ثوبها رجل رام هدفه ولم ينل منه كل حظه، لحظة مناجاته لساعة إنكسار باصرة ولعه أمام زاجر صدها. ماذا سيمكث من طيف هذه المتعة إن أفصحت عن مكنون جل سرها أو كله، وانقلبت على رأسها لتقول لن أكون بعد اليوم إيمان بما يمكن أن يكون أو لا يكون، وعطيّة غير معروف أمرها ومعلوم، ولن أسدل الستار على القادم من الغد فهو مفضوح وللعين مكشوف، ولن أترك باب الشوق موصدًا عن فؤاد من بمزماره هام في السوق يختال طول ظله أمام قوم لا يفهمون غالب ما بعلمهم يدعون، ولن ألبس ثياب السحر فأنا بهجة من دون غالي الثمن عارية لكل طرف قبضة وشوق سلطان.. هل ستلوم غيرها إن سارت دربها بعد ساعة إستسلامها باردة أنامل خطواتها، ومكسورة لحظة دمعتها، ومطوي قادم صفحتها، أو على صدق قول عينها نادمة. بهذا لن تكف طبيعة جميلة ناعمة بمخلب مخملي حاكمة أن تكون أنثى  فاتنة ساحرة تخفي أثر خطى قلبها المجنون. ستجده يشير لك كلا أنا لست بساحر مجنون ولكن بما لا يسر به قلبك ولا يهمس قد أنطق وقد لا أقول. فإن مازلت في حيرة من أمرها فلتسأل الطير لم ساعة حضورها ومثلها قبل توديعها لا يمل أن يصدح بشوقه مغردا، وبأمل قدوم جديد يوم غدها ينسج من خيط الفرح لها نغما ولحنا مغنيا.




زكي مبارك

20‏/01‏/2012

هكذا يصنع الأمل

هكذا يُصنع الأمل

وسيلته الثقافة الجديدة التي عبر إحتضانها وتربيتها للقيم الجديدة ستصنع البيت الذي فيه يولد الأمل الجديد.. هزيمة الريح لقوم جاهلين.عمل يحتاج لتحضير، إعداد وترتيب. يحتاج حاضنة ومرضعة، ساق للبيئة الجديدة وحارس، دولة داخل دولة، مشروع متدثر بلون غيره، مشروع بعيد ذو تداعيات تسجل أسم مصممه، وصانعه بأحرف من ذهب على جبين الوجود عينه وليس التاريخ فقط. هكذا يُصنع الهدف، الغاية هي السبب والنتيجة، الأداة والوسيلة والطريق إلى غاية جديدة. دورة حياة مستمرة، دائمة متجددة تصنع تاريخا من مستقبلها، تجد نفسها من ركامها، فرحة تخرج من ثنايا ألمها، إشراقة نور من شمس تشع نفسها، تخلق قدرها، تعيش حالة قوتها، تحوّلها وتجدّدها... هكذا يُرسم الأمل... هكذا هي الحياة.

زكي مبارك


عديم الإحساس


عديم الإحساس

كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، رجل في عالم غني ملون وجد نفسه، جميل وشاعري. في الحقيقة ثمرة شجرة تتدلى لمن مد يده واشتهى أكلها. كل شيء كان بحوزته، كل المعرفة وحقيقة الحقيقة نفسها، ورأى العالم كمن لم يره من خلفه ممن سارت في عروقهم دماء الحياة، رجل بلا إحساس لكنه كان، في هذا لم يعرف ما لم يملكه. لم يعرف ما تصفه حواس من أتى بعده، لم يعرف ما لم يكن له وجود في ذاته، وليس عبر تجلياته، في هذا كان مصيره. كان أعمى عن المشاعر والأحاسيس وظواهرها، ألمها، أفراحها، أحزانها، أتراحها، شقائها، بهجتها وغايتها. لم يشتكي حاله ولم يفرح لها، لم يعرف الأول ولم يجد التالي. لم يفتقدها في وعيه وغيبه.
دق قلبه بلا رد فعل، بلا خوف، بلا ألم، ولا فرح. سيد على نفسه ولم يعرف عكسه من وجود.
اقترفت يداه من العمل شنيعه وجميله، سيان كان الأمر عنده، في فعل الإرادة يقبع الفعل، لم رد الفعل عندما يكون الفعل كاملاً، لم تأنيب الضمير، فلا وجود له ليفعل فيه رد فعله. لم يكن للصدق وعكسه من داع، فليس يرى أمامه إلا ما يوجد في حد ذاته، والأمر كان نفسه مع شره وخيره. قلب من صخر وروح تعيش ملهاة لعبتها. من يريد العيش معه.

زكي مبارك

النفس السائلة.. النفس المثمرة..

النفس السائلة.. النفس المثمرة..

في البدء هي قطرات متفرقات متشتتات هائمات تلمس محيا البذرة الساكنة، الروح المطمئنة. كلها لحظات.. سنوات وتصبح أمطار ربيع جديد يسقيها لتنفلق خارج كيانها وعن نفسها معلنة، ضاربة قدمها في الارض، موجهة غايتها للسماء، وحين يحين موعد اللقاء، ساعة الصفاء، لحظة وعي نفسها لنفسها.. لحظة سؤالها، ستجد وعيها شجرة باسقة مثمرة. هكذا يكون الخلق من بين قبضة الصخر في وسط الصحراء القاحلة.

زكي مبارك

 

في السرداب

في السرداب

الجوع.. المرض.. الخوف.. الألم.. لا وجود لهم في حد ذاتهم.. وجودهم مرتبط بوجود وعي يفسر إشارات لواقط مملكته ومجساتها بما يتوافق وضمان استمرار حكمه وبقائه.. في غيابهم يتعاظم إحتمال غيابه. الجوع صورة متأخرة  لإشارة سابقة.. وكذلك الإحساس والمشاعر.. ما هي إلا لغة.. تفسير نتيجة لشيئ حدث قبل النطق بها.. قبل إدراكها.. قبل الوعي بها.
في سبيل البحث عن المنطق الذي يسعف صاحبه في لحظة وهنه وضع العربة أمام الحصان وقال هكذا الأمور تسير. صوَرها عربة تجرها الخيول. في السرداب وضع حقيقته.. ونسى ما كان منه.
اليوم أتى من يطلب حقه.. مفتاح سردابه.. ماذا نقول له؟!.

زكي مبارك

14‏/01‏/2012

نافذة

نافذة

قبل الإقدام على أول خطوة... أنت بحاجة إلى الكثير من معدن ثمين أسمه الثقة... الثقة أنك بعد أول عثرة ستنهض

في هذا العالم من المجرمين نوعان... الأول يتسيده والثاني في سجون الأول يقبع

من أولى خطوات عدم التسرع تعلّم فن التأني الحاكم

أغنية الحب... أقدمها عمرًا في وعينا، وأحدثها سنًا على طرف لساننا

فتنة النون حتى تستمرون عن أرضها تبحثون

نافذة منزلك ملك للجيران

لست معنيًا بإنوثة لا تعرف كيف أن تكون إمرأة

نمت لخمسمائة سنة... هل فاتني شيئ


صوتها... عالي التردد هكذا يقول العلم... الأمل هكذا تقول الحياة

الإنسان... وعي فاض عن كأسه

نقطة كذب ... تعكّر دلو صدق

الرجل بحكم تركيبة عقله... ديكتاتور... وما غير ذلك مسخ رجل

أخطر الكلام وأصدقه محمي بكلمة سر

الربيع العربي... مللنا من دور سي العبد... نريد لعب دور سي السيد

منطق القوة... أن تزداد جوعاً كلما أكلت أكثر... إسألوا خلايا النمو

نبع الماء لا يسأل عن دم شاربه

زكي مبارك

لحظة ابداع

لحظة ابداع - لن أضيع فرصة ثوان حاكمة متسلطة، نافذة مبدعة، مقابل ساعات حياة  تعيش لحظات رد فعل فانية،  ووعي زائف لا يملك سلطة وجوده. هي ساعات الصفاء مع النفس والعقل والتوحد مع الفكر والابداع، حيث تجد قلمك يجرك على سطور الصفحات لرسم ذاته وتصوير لونه في لحظة حكم مع النفس، عزيزة ساعتها، قوية آثارها، مستمرة سلطتها، مخلدة لحظتها - شعور داخلي بالرضا والإنجاز. ساعة رسم لون الحكم والسلطة، ساعة فرح متجدد وشوق متزايد وعشق أحمر جميل.

زكي مبارك