search

20‏/01‏/2012

النفس السائلة.. النفس المثمرة..

النفس السائلة.. النفس المثمرة..

في البدء هي قطرات متفرقات متشتتات هائمات تلمس محيا البذرة الساكنة، الروح المطمئنة. كلها لحظات.. سنوات وتصبح أمطار ربيع جديد يسقيها لتنفلق خارج كيانها وعن نفسها معلنة، ضاربة قدمها في الارض، موجهة غايتها للسماء، وحين يحين موعد اللقاء، ساعة الصفاء، لحظة وعي نفسها لنفسها.. لحظة سؤالها، ستجد وعيها شجرة باسقة مثمرة. هكذا يكون الخلق من بين قبضة الصخر في وسط الصحراء القاحلة.

زكي مبارك

 

في السرداب

في السرداب

الجوع.. المرض.. الخوف.. الألم.. لا وجود لهم في حد ذاتهم.. وجودهم مرتبط بوجود وعي يفسر إشارات لواقط مملكته ومجساتها بما يتوافق وضمان استمرار حكمه وبقائه.. في غيابهم يتعاظم إحتمال غيابه. الجوع صورة متأخرة  لإشارة سابقة.. وكذلك الإحساس والمشاعر.. ما هي إلا لغة.. تفسير نتيجة لشيئ حدث قبل النطق بها.. قبل إدراكها.. قبل الوعي بها.
في سبيل البحث عن المنطق الذي يسعف صاحبه في لحظة وهنه وضع العربة أمام الحصان وقال هكذا الأمور تسير. صوَرها عربة تجرها الخيول. في السرداب وضع حقيقته.. ونسى ما كان منه.
اليوم أتى من يطلب حقه.. مفتاح سردابه.. ماذا نقول له؟!.

زكي مبارك

14‏/01‏/2012

نافذة

نافذة

قبل الإقدام على أول خطوة... أنت بحاجة إلى الكثير من معدن ثمين أسمه الثقة... الثقة أنك بعد أول عثرة ستنهض

في هذا العالم من المجرمين نوعان... الأول يتسيده والثاني في سجون الأول يقبع

من أولى خطوات عدم التسرع تعلّم فن التأني الحاكم

أغنية الحب... أقدمها عمرًا في وعينا، وأحدثها سنًا على طرف لساننا

فتنة النون حتى تستمرون عن أرضها تبحثون

نافذة منزلك ملك للجيران

لست معنيًا بإنوثة لا تعرف كيف أن تكون إمرأة

نمت لخمسمائة سنة... هل فاتني شيئ


صوتها... عالي التردد هكذا يقول العلم... الأمل هكذا تقول الحياة

الإنسان... وعي فاض عن كأسه

نقطة كذب ... تعكّر دلو صدق

الرجل بحكم تركيبة عقله... ديكتاتور... وما غير ذلك مسخ رجل

أخطر الكلام وأصدقه محمي بكلمة سر

الربيع العربي... مللنا من دور سي العبد... نريد لعب دور سي السيد

منطق القوة... أن تزداد جوعاً كلما أكلت أكثر... إسألوا خلايا النمو

نبع الماء لا يسأل عن دم شاربه

زكي مبارك

لحظة ابداع

لحظة ابداع - لن أضيع فرصة ثوان حاكمة متسلطة، نافذة مبدعة، مقابل ساعات حياة  تعيش لحظات رد فعل فانية،  ووعي زائف لا يملك سلطة وجوده. هي ساعات الصفاء مع النفس والعقل والتوحد مع الفكر والابداع، حيث تجد قلمك يجرك على سطور الصفحات لرسم ذاته وتصوير لونه في لحظة حكم مع النفس، عزيزة ساعتها، قوية آثارها، مستمرة سلطتها، مخلدة لحظتها - شعور داخلي بالرضا والإنجاز. ساعة رسم لون الحكم والسلطة، ساعة فرح متجدد وشوق متزايد وعشق أحمر جميل.

زكي مبارك





منطق العلم

منطق العلم - عند عتبات علم اليوم يقف منطقه على رأسه مقيما ومحاولا الفهم. بمقلوب منطقه يبحث عن منطقه.. كيف يكون ذلك؟! كيف له أن يفسر لغة المشاعر ولون الحياة وموسيقى الحب بحسابه ومنطقه وقيوده وعدميته. كيف له أن يفسر ويصف حالة موسيقية متمثلة بلحن الوعي بعد أن يفكك أنسجة رباطها بمشرط علم أصم جامد بارد خاو من حرارة المشاعر... خال من الحياة... بلا نار ولا ماء..! العلم كطريق لعدمية باردة جوفاء يحتاج إلى من يدثره بلون الحياة!

زكي مبارك

مرآة الغير

مرآة الغير - في غالب الاوقات ننظر إلى أنفسنا ونقيم خطواتها من خلال مرآة عين غيرنا ومن خلال ألوانه وفكرته. في هذا نعيش قصة نجاحه وفشله وليس بدم روحنا ننظر إلى أنفسنا. في هذا يستوي عدد غير قليل من أهل البشر، هم بذلك فرحون لفرح محيطهم وغاضبون لغضبه، تشرق شمس حياتهم ساعة إشراق حياة أخرى. في هذا هم لا يعيشون لحظة يومهم، وساعة فرحهم وشقائهم. أدوات عاكسة في الغالب جوفاء، مهدمة، ضعيفة، مهترئ بنيانها، وبارد جوفها رغم حرارة سطحها! شقاء معلب بالفرح البراق لغيره والخواء الأخرس في داخله. لا ريب في كونه يكره ساعة نصره، ففيها ترح غيره، ساعة عدم تسليم روحه لذلك السوط، لذلك الحاكم بأمره، لذلك المتسلط في فعله.

زكي مبارك



الانتقام

الانتقام - كحالة ضعف تكشف حدود قدرتنا أمام طرف أقوى خضعنا له ونود الفكاك من قبضته، يبدو لذيذ طعمه كرد فعل وسط مرارة أمره الآمر ومشيئته التي حكمت أمرنا، فيه نبحث عن مخرج، عن رد فعل لفعل أكبر من حدود استطاعتنا، فيه نبحث عن وسيلة للاستمرار والبقاء وعدم الفناء. هو هنا يعبر عن حالة ضعف نمر بها وهو هنا يتسيد أمر وعينا ونرضخ له إلى حين، إن كان هناك من حين آخر يتيحه لنا صاحب الفعل الأقوى. وهو أيضا في حالة أخرى تعبير عن قوة نسبية عند طرف قوي أمام ضعيف آخر حاول تقويض أسس ترتيب الأول  ونظامه المتوائم وسلطته، يمده المنتقم للأول ليعطل مسار مسعاه في مهده قبل تطوره وطغيانه. هو أيضا رد فعل، ولكنه رد فعل فاعل يبطل الفعل الأول الأضعف منه. في الحالة الأولى هو محاولة بقاء وفي الثانية هو فعل رد اعتبار تعيد وضع نفس الاساس والتراتيب الأولى إلى وضعها الأول أو ما يمكن إعادته إلى هيئته الأولى.

زكي مبارك