الروح ومملكتها - الأولى حالة قوة مقيدة تمثلت وتجسدت في صورة وعي يعي حالة وجوده،
وفي هذا يتفوق وعي البشر في رصده لذاته وادراكه لأمر وعيه ومرآته، وهي متمثلة في
إحساس مُدْرَك ولغة مُعَبِّرة تصوّر ظاهر الأشياء وتتخيلها وتقيمها. الثانية -
علاقة فسيولوجية معقدة تعتمد على العقل ككيان لتفسير وتلبية إشارات مجساته
المتجسدة في البدن والتصرف على أثر مطالبه. في هذا تمثل الروح اطار القوة الحاكمة
لنظام النفس، قوة تمثل نظام نطلق عليه مفهموم النفس البشرية الواعية لحال وجودها.
هي هنا قوة متسيدة، والنفس عقل وبدن، محكومة بحاكمية ملتها. النفس وحسب مفردات
لغتنا تموت كنظام ومملكة وليس الروح، حيث أن القوة المقيدة الواعية لحال وجودها لا
تفنى إلى عدم وفراغ ولكنها تدخل حيز لاوعي، فيه تستحيل الى ظاهر شيء آخر يمثلها
بلون جديد أو لأصلها الأول ترجع. الروح لها سلطة حاكمة على النفس، ولكن الثانية
قاعدة للأولى تقف عليها، بمثابة العبد الذي لا غنى للسيد عنه، من دونه يفقد السيد
معنى سيادته، وجذر حاكميته، ووعي وجوده - يصبح وجوده غير مدرك تعريفا.
زكي مبارك