أمراء الأمهات
الكائن الحي يستدعي الرعاية؛ ومن الرعاية يتولد الاهتمام، ومنه يتفرع الحب؛ وكان أن اكتشف بعد حين أن دمه في قلب المقلب؛ فجن جنونه مدمرا كل شيء في طريقه؛ والحرب خدعة. قلب المقلب؟! لسان هذه كلماته احذر خادع مرآته. وإن كان ما تكتبه صلاحية عمره أقل من بسيط عشر سنوات، فإلى المزبلة سطوره. ومركز الشمعة نارها؛ سمعه يقول؛ ومركز الشمعة نارها، هنا سقط إبليس غبيا. وماذا يريد النبات؟ جسد فيه ثبات بخليط ماء وميل للنور. وفي دار النبات ندرك بعد حين أن الماء (رمز الحياة) يقتل في النبات أو ينعش الحياة. وماذا تقول لنا صاحبتنا الأرض؛ تقول ماء بمقدار واطار (نسميه الغلاف) ومني لكم هدية فيها حياة. وكثير من ماء (مقدار حياة) في جسد النبات وتهلك فيه الجذور راسمة الموت في أوراقها، خلاف القصد وحسن النية. وعندما نفهم أن في رمز الماء أيضا الزئبق (سم)، ندرك أننا في دائرة حياة تعشق اللعب.
*
العلم القديم يتكلم بقلب، وأن تدخل داره ولا تعلم في أمره فأنت في مأزق. ووفق رؤية أشمل هناك من يقول أن المغرب ولادة يوم جديد. اليوم فيه اكتمال ليل ونهار. والقمر في الليل رمز وفي النهار الشمس؛ وفي النصف نصفه؛ المكان المطلق والزمان المطلق أمر يشير إلى الموجود المطلق؛ وهذا الموجود لن تحكمه بالتأكيد معادلة نيوتنية وإن قالت أنها في المطلق تتكلم. والبقاء للأكمل مقارنة، وليس لأختها النسبية. في حرب الفكر والشعور مع عدوك الخنزير؛ دع عنك ألوان زاهي أوراقه؛ دع المطرقة تتخاطب وأعمدة الجذور في داره. من يقبل فيكم يا سادة أن يكون سقفه حاكم خنزير! وفي "السوق" من المهم فعلا أن نفهم رغبات النفس في ضحكات ودموع "الأطفال"؛ وفي التراتبية الأطفال أمراء الأمهات؛ والعاشقات الرجال؛ في دارنا نحن العرب؛ تكريمك الحق يأتي بعد موتك؛ صرخة شرسة في الحق ولكنها حقيقة؛ والسر كله في مقدار المتعة في اللحظة. وأن تكتب فلتكتب بعاصفة. تتساقط أوراق الشجرة ولكن من المهم حقا الشجرة.
*
ولد قباني شعر بحرف المرأة شعرا ولكن هل شعر بجذرها أمرا؟ هل ندخله دارنا؟ وكان ذاك دوما يعود لربه آخر عمره؛ ولكننا نتكلم عن من عرف ربه أول عمره وكتب في الحياة في أمره. ونعود لنقول ليس من الحكمة أن "تحكم" نفسك وملك حكمة في ضيق دار حاكمة. النتيجة معروفة: تحت حكمه تقع نفسك. هل نتعلم أصول الفلسفة من الغرب؟ هذا هراء. الغرب لا يفهم أصلا في ترجمة الفلسفة لسانا ومعنى. ودم عربي لم يدخل دار الحكمة وفيها فهم نتيجة إلى المزبلة لونه إن كان أمره في دارك نية الحكم. أن تصد عشقك كل ساعة، أن تسبح ضد جارف تياره كل ساعة.
زكي مبارك
