في الحدين وفي البحرين
البشرية ستميل بفعل حركة "التاريخ" إلى استنفاذ كل ترجيحاتها ضمن إطار
موجودها. ليس من الحكمة أن تكون أنت بخيارية علمية موضع التجربة في كتابها.
*
الصفر كماهيّة ما هو؟ عند أهل حساب اليوم هو في مركزية. في هذا دلالة على
بناء منطقي في دارهم لا يستند على أرض ملموسة. النتيجة: منطقية سرابية؟
*
في العقل الهندي القديم كلمة حاكمة، "مايا"،
أميل إلى ربطها بقول لون الماء. سألت الزميل الهندي عن معنى كلمة "مايا"،
أخذ يحرك يديه بعفوية بعد تردد أمام عينيه وكأن شيئا ما يحجب بصره؛ ولكنه لم يضعها في كلمة واحدة مفهومة. الغرب اليوم يتكلم في قول الظاهرية (المايا) وكأنها اكتشاف فلسفة ألمانية حديثة عميقة في وجوديتها. الفلسفة ككلمة تفضح نفسها في بنائها عن طفولية.
*
الأرض الأقرب لجذر غرب اليوم غمرتها المياه ودُرست معالم طريقها.
*
من الصعب فهم حياة الصيني من خلال حياته النهارية فقط. لهم مرجعية للنهارية وأخرى للبيتية.
*
نون ونون فيها سحر العيون.
اللسان ممارسة وبالتالي فيه تجربة.
هل كتبت العرب بالعامية؟
التطور ليس بالضرورة ارتقاء. فيه تحول من طور إلى طور. يمكن فهم دلالة هذا المعنى.
حضارة متطورة؛ المعنى هنا له من الحدين. وفي مفهوم التقدم كذلك يمكن القول بسؤال: نحو أي حد هو يتقدم وبالتالي منه يقترب؟
العالم المتقدم فيه في المعنى من الحدين.
في الحدين وفي البحرين. هنا المعنى له في الرسمين.
*
محاولة علنية لفهم طبيعة نوع من الكتاب العلماء - ما الذي يدفع "البعض" إلى التواري وهم أهل جدارة؟ ما هي الطبيعة الكامنة في طبيعة التواري؟ ولماذا فعل التواري من أساسه؟ هذه الحياة تتوارى؛ تتوارى خلف الورق وخلف لون الزهر؛ لماذا؟ هل من رسالة؟ أي بلاهة أن تأتي إلى هنا وترحل ببلاهة! من هؤلاء الكتاب من كان يعترض أشد الاعتراض على فكرة نشر صورة توثيقية له. لماذا؟
هو اليوم اسمه يتردد في الدروب الخاصة. في تاريخنا لا صورة توثيقية للعرب ممن اليوم قولهم نسمع أمره.
رسالة تتوارى؟! ماذا يفهم العرب في العرب؟
سؤال مفتوح. الصورة تأتي في عصر الزمان. لنا ربما أن نفهم في معنى هذا الكلام. في علم الاجتماع محاولة الفهم تتحرك من الظاهر. وفي علم آخر من الباطن. بين الأول والآخر بحر فاصل. يمكن القول أن علم ما يسمى اليوم بعلوم الطبيعة تأتي تحت قوس العلم في الظاهر. هي في ماهيتها من نوع علم الاجتماع. علم المنطق من علم الظاهر هو من علم الاجتماع. الفلسفة (لمن يفهم القصور في بناء هذه الكلمة) تتحرك في الظاهر. الفلسفة تقول أنها تتحرك في الغَيْبِيّ ؛ في المِيتَافِيزِيقِيّ ؛ في الماوَرَائِيّ.
حقا؟ الفلسفة تقول أنها تتكلم في الأخلاق؛ الكلمة الأدق هي السياسة.
والفلسفة تقول أنها تتكلم في الجمال؛ والكلمة الأدق هي السببية.
من علم الظاهر هي. الفلسفة لا تريد الجواب لأن حبها هو السؤال. لك أن ترى في أسم من يقول اليوم أنه خليفة الفلسفة:
الباحث العلمي!
*
أن تذم عدوك في مصداقية فعله، هزيمة لمنطقك. العدو الصادق فتنة. العدو الكاذب ليس له شرف العداوة أصلا! ما الذي يجعل عدوك يخرج من تحت حطامه بجناح أكبر. هذا بحق أمر لك أن تفهم في أمره!
زكي مبارك