search

03‏/05‏/2016

في العلم القديم وذاك الذي يتسمى بالحديث

في العلم القديم وذاك الذي يتسمى بالحديث

العقل الغربي السوقي اليوم يرى أن نقطة بدء حضارته تتقاطع ومكان وزمان الموجود الإغريقي. في هذا نستطيع القول أنه أضاع مفاتيح أصله. عمى يتسيد.
لسانك حبلك.
في العادات والتقاليد شفار رسالة ليس بالضرورة لحاملها أن يرى في أمرها وقول لونها. التراتبية تحكم أن ليس له هذا.
*
نتيجة: لكل حضارة حية إطار موجودها.
*
"اعقلها وتوكّل"؛
"عَقَلَ الوَلَدُ : أَدْرَكَ حَقَائِقَ الأَشْيَاءِ"؛ 
"عَقَلَ الشَّيْءَ : فَهِمَهُ ، أَدْرَكَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ".
العقل لا يرتبط فقط بالرأس.
ما هو العقل؟
هل رأى أحدكم العقل؟
متى يكتمل العقل؟
من يقول منكم أن عقله قد اكتمل فليرفع يده!
لتعرف أن عقلك قد اكتمل فعليك أولاً معرفة ما هو العقل. هذا كلام منطقي أعتقد!
*
أكرر.. ما هو العقل؟
*
الملك والحكمة تضرب في أعماق الرغبة البشرية.
في المرآة تلعب المعرفة لعبتها.
أمام أمرها رمى بسيفه ووقف مذهولا..
هل انتشل دانتي وردته من المعري؟ في الجواب .. لا يمكن الجزم هنا.
في مسألة الفكر.. ربما تتجاوز بك المراحل محطات التفسير المجانية الحاكمة الوضيعة؛ بعدها أنت لوحدك. هذا في ثمنها .. كرحلة.
في التفاصيل معمعة.
الشيطان يسكن فيك. لك أن تبلع هذا. وهل لك هذا؟!
في مسألة الانتحار أتكلم..
في الحرب البشر هم ينتحرون..
في الحرب هم يتساقطون..
في الحرب قدسية بطبيعة الحال..
ما الذي يسحب البشر نحو القدسية؟
ومن يحصر الأمر في الظاهرية فقط في تفسيره نقول له الغربية دارها!
بين ذلك الظاهر وباطنه في الخيط قصة.
ليس لك في السر أن تقطعه في ساعة الولادة حقا!
العامية كانحدار ستجدها اليوم في أغلبية.
العامية عصرنا وهي فيه تجد سوقها.
وعصرنا عمره من الآلاف عزيزي..
لك أن تلبس الصبر رفيقا..
بخصوص ما اكتبه هنا.. هنا هو من رسم الحوار مع أحدهم. فقط للتوضيح ربما!
في حوار مع من جمع في جوانب الأرض من النقطة الواثقة..
*
في العلم فتنة مثله مثل الجمال. ماذا يفهم الغراب في أمر هذا الكلام!
*
كيف يمكن رؤية العلم "الحديث" من خلال رؤية العلم القديم؟ وهل من سبيل إلى التوفيق في يومنا بين "الطريقين"؟ مشروع كبير.
العلم القديم بطبعه يتجدد في قدومه - هذا أكيد. العلم "الحديث" يتحرك وكأنه الموجود البديل - هو اليوم لا يرى ولا يسمع في الأول. لا يمكن الاستهانة بالقدرة الاستكشافية للطريقة العلمية الحديثة. ولكن قدرتها التفسيرية فيها خلل كبير. في العلم القديم الظاهرية ترتبط بالباطنية. هنا منهجية وهي أساس في بنائه. العلم "الحديث" موجوده في بحر الظاهرية الكبير. في العمق هو لا يرى ولا يسمع.  في العلم القديم اللسان أساس. في العلم "الحديث" اللغة أساس. في العلم القديم هناك حق وهناك حقيقة. العلم "الحديث" مجاله وبحثه في الثانية. أن ينسف العلم "الحديث" الحقيقة كما فعل نيتشه وعصره لا يعني أنه تمكن من جذرها. لا يمكن فهم فلسفة نيتشه ودوافعها التي تتسرب اليوم في مفاصل العلم "الحديث" من دون رؤية السياسي الكبير فيه؛ ولا يمكن فهم منهجيته المدمرة في جوانب "المسيحية". في كتبه هو يتحرك بقوة تدميرية لتدك أسس العلم "الحديث" وأسس "المسيحية" معا. السؤال الذي يطرح نفسه بداهة: لماذا؟ كان يعي في عمله ما يفعل وكان يوقع رسائله الخاصة الأخيرة باسم "المصلوب" قبل أن يلفه الصمت لعشر سنوات في بحر الجنون. 
*
لكل مجتمع في يومنا زمانه.
*
من قال أن الفوز والهزيمة رياضة. له أن يصمت بشريط من ذهب.
الفوز والخسارة قصة أبدية.
في الفوز والخسارة طرفان. هنا جل الكلام.
في الفوز والخسارة الأبيض والأسود ولك أن ترى!
الألم يدفع ثمنه المهزوم.
*
وتطلب في الحرب نهاية!
*
الدول "المتقدمة" لن تبيعك أحدث وأخطر أسلحتها. هل يمكن تعميم هذا القول ليشمل أيضا في دائرته العلم والفكر والفهم؟ في كل مرة.. اعتمد على نفسك! هل يمكن لأوروبا "الموحدة" أن تتشكل وتستمر من دون المظلة الأمريكية؟ إن كان الجواب بالنفي فلماذا نجد في الدار من يرى في "أوروبا الموحدة" غاية؟ 
أرى في الفكر من دون سياسة سذاجة.
العلم "الحديث" يقول لك أنه مع الرأي والرأي الآخر في أمره ورؤيته إن كنت أنت تعترف به دارا لعقلك. بحسب منطق أهله هنا نجد فيه موضوعية ومصداقية!
*
لكل حضارة "حية" علمها "الحديث".

زكي مبارك