في الحيوان - ومُداخَلة
في قلب كل قلب عشق للتحليق.. ما معنى هذا؟ من أين يأتي هذا الأمر؟! هل من الداخل ينبعث أمره أم الخارج يأتي به ليطرق أبواب دارنا.
في الهدم الأمر أسهل من البناء، وفي العثور على آثار الهدم أسهل من
العثور على بناء استجمع نفسه من مكوناته الأصغر
كيف لا يكون الأصل أعمق من الفرع.. ؟!
لو نظر الإنسان في جوانب داره لوجد أنه بكيانه الذي أدرك نفسه يمثل
مجموع بناء، ولأصبح الحيوان آثار هدم بالنسبة وليس العكس..!
هل نحن بصدد كيان تهدم وأصبح أمرا أصغر.. أصل الحيوان كيان تهدم؟ حطام
لون إنسان؟ ما معنى أن نقول أن الإنسان الأصل هنا والآخر آثار هدم؟!
هل بتنا نعيش في العلم اليوم خدعة مقلوبة – "التطور" ككلمة
يتم سرقتها من أصلها تصبح حالة هدم! منطق مقلوب وكلمة كاذبة! الأصل أصبح اليوم
فرعًا؟
لو نظرنا إلى الإنسان
لرأينا في قلبه كل خدع الحيوان.. ألوان كل كيان استحوذت عليه يد ذه الحياة.
يظل الإنسان أكبر من حاصل جمع كل الحيوان.. كيف لمجموع مكونات أصغر أن
يكون أقل من المجموع الواحد الذي جمعها.
هل الإنسان أعلى درجات ذه الحياة؟ إن كان هو كذلك فهو أقرب إلى أصل
الحياة وليس ناتج فرع تفرع من أصغر.
ذلك الذي يدور حول نفسه - الحاسوب - لن يجد نفسه.. في أفضل الأحوال لن
يكون أعلى درجة من حطام لون إنسان..
لن أفهم رسم الإنسان - ذلك الذي بجناحيه يحلق - إن رأيته كمحصلة وحطام
تجمّع، وليس أصل لزمان ومكان، وليس نقطة بدء جديدة في سلسلة أكبر!
***
كتبت ما سبق قبل ثلاث سنوات؛ اليوم في جوانب الأرض الأربع أجد من يقول في الأمر من لونه على مر الأزمنة والأمكنة البشرية.
كتبت ما سبق قبل ثلاث سنوات؛ اليوم في جوانب الأرض الأربع أجد من يقول في الأمر من لونه على مر الأزمنة والأمكنة البشرية.
زكي مبارك
***
مُداخَلة
- ما غردت به للتو بودي أن تشرحه بشكل مبسط وموجز وبشكل عام لكي استوعب
الفكرة.. كلام عميق يستقر في الروح حقيقة لكني ما زلت أجهل جله.
-- في يومنا هذا نحن نحاول أن نفهم الأكبر من خلال الأصغر، نحاول أن نجد الأعمق من خلال سطحه. نحن هنا يبدو أننا أضعنا الطريق. علم اليوم يسير هكذا.
علم اليوم تحليلي.. تقطيعي.. يحاول فهم "الكل" من قطعهِ
الصغيرة. يتجاوز قدرته ومقامه فيبدأ الحديث فيما لا يفهمه بلسانٍ ظاهره المنطق
والبيان.
يجب أن نفهم الأكبر قبل الحديث في الأصغر. هذا منطق كان يفهمه القدماء. لتفهم
نفسك عليك أولا سبر غور ذاتك. وليس العكس.
- مثال إذا امكن !
-- من يسلك طريق العلم اليوم سيجد أن الضياع والتيه والعدمية تنتظره في
قادم منعطفات مسيره.
مثال.. كيف لمن كتب قبل آلاف السنين أن نجد اليوم ما يدل على صحة
كلامة وفهمه أكثر من كلام علماء اليوم الذين يتحدثون في غريب فيزياء الكم مثلا وكأنه يشرح منطق الكم بعمق وفهم أكبر. كيف يمكن أن يحدث هذا إلا إن
كان يفهم الأكبر فتحدث في الأصغر. والفيزياء اليوم أعرّفها من ضمن الأصغر
- يا الله ... عميق وعظيم ما قرأت .. شكرا باتساع السماء لكرمك ورحابة صدرك.
-- يسعدني
تواصلك، دمت بخير.