في الحضارة والحضور
هناك تباين بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية وغيرها من
الحضارات، في نقطة البدء وبالتالي في التفاصيل المتعلقة بخطوات المستقبل وتفاصيل تاريخها. التباين في نقطة البدء لا يعني أن الحضارات المختلفة تتبع بعضها البعض وفق
مفهوم التتالي؛ وعليه فأنه لا يمكن رؤية تحول حضارة ما وفق خطوات حضارة أخرى. بسيط المكان وبسيط الزمان حالة متحولة وبالتالي لا يمكن القول أن هدف حضارة
ما يكمن في العودة والرجوع إلى حالة مكانية وزمانية مضى بسيط موجودها.
على سبيل المثال، الغرب لا يستطيع أن يجعل جماعة من المهاجرين المسلمين أن تعيش في داره وفق
بسيط مكانه وزمانه ولكنه يريد أن يبشر بقية الحضارات بعالمية حضارته هذا يشير إلى ضيق في رؤيته وفهمه في أفضل الأحوال. لكل حضارة حية مسارها؛ عدم الاعتراف بهذا يؤدي ضرورة إلى تصادم الحضارة والأخرى. تلاقي الحضارة والحضور لغة ومعنى له دلالات كبيرة. وفق التراتبية الحاكمة الإسلام أكبر من الحضارة العربية الإسلامية؛ للحضور
أن يرى ويسمع في تداخل التراتبية في عوالم المكان والزمان المتصلة!
زكي مبارك