search

22‏/05‏/2015

في الرمزية الراسخة

في الرمزية الراسخة 

الماء لا يحترق. بلغة اليوم.. اهل العلم "الحديث" سيفتحون دفترهم المعملي قبل الإجابة. ولكن ما قول من يرى في الماء الرمز أيضا؟
وبعد الرمز يأتي الدرس.
من الصعب التواصل وأهل العلم "الحديث" بلغة الرموز. يصبح الأمر ملهاة وربما مأساة.
لغة الرموز.. البوابة الثانية للعلم القديم.
والطريق طويل
في دائرة العلم القديم يجب إبعاد من يقترب كثيرا من اهل العلم "الحديث" صوب أهله بأي طريقة ودية "مناسبة". لا هرج هنا.
كمثال على الملهاة والمأساة على اقتراب أهل العلم "الحديث" انظر إلى النازية الألمانية عندما بدأت تفكيك الرموز بعيونها القاصرة: كان جوابها في الحل النهائي! كالماء انسل من بين يديها ليغرقها.
وبعد أن ترى وتسمع من جديد تكلم بثقة لا تلين.
فبعد أن ترى وتسمع من جديد أنت إنسان قَشِيب.
خَلْع حدود الحجاب الثاني وليس الأول فقط هو ضرورة من أجل تجَلي وُجُوه الصَحْو اللُجِّيّة.
لنا هنا أن نرى أن في حدود الحجاب الثاني تتمثّل الشاعِرِيّة والغنائية والإبْداعِيّة الحالمة وتتخلّق.
من يرى الموت، لن يعود كما كان؛ هنا قفزة.
يجب إعادة اكتشاف معنى الإشارة.. إعادة تقييم معنى الهدف منها.
الفصول الأربع في السنة الشمسية 
الأسابيع الأربع في الشهر القمري 
الأعمار الأربع في حياة الإنسان 
الجهات الأربع 
لهذا الرقم رمزيته.
قَبل كظرف زمان 
قَبل كظرف مكان 
استقبل 
مُسْتقبِل 
مُستَقبَل 
هل من علاقة؟
منتصف الليل يصبح له معنى أوضح لو بدأنا بحساب ساعة الليل من ساعة المغيب إلى ساعة الفجر.
الرموز.. كخطوات نحو الجذور.
الكتابة تثبيت للصوت.. تصوير للصوت.. حفظ لإمكانية إعادة إنتاج الصوت.. والكتابة في أصلها تصوير رمزي؛ واللغة جسد من الرموز؛ هنا نجد قدسيّة.
هناك يمكن الحديث عن التقاء مكان وزمان؛ هنا يمكن الحديث عن وجود؛ الدخول إلى عالم.
الرمز والرمزية كضرورة - في حدود اللغة، في حدود بنائها، تسقط ألوان الإدراك في شبكة قصورها الذاتي، في إعيائها عن التحرّك خارج حدود دارها، فالخيال نفسه يقع ضمن دارها، وملحقاته؛ منتهى ما يمكنها فعله، فعل إشارة.
الرمز والرمزية كضرورة - فهم الموجود الذي فيه يقع الموجود مكانه خارج حدود دائرة بسيط الإدراك، خارج دائرة بسيط اللغة، خارج دائرة بسيط الرسم، خارج دائرة بسيط اللون، خارج دائرة بسيط الفهم، خارج دائرة بسيط إدراك الإنسان، لا يمكن تمثّله بكلمة حاكمة له حاكرة؛ هو خارج دائرة قفصها يقع.
اللغة العربية كلغة قديمة تحتفظ بدمها القديم المتصل بالموجود القديم فيها القدرة القادرة على الحركة في دار الرمز والرمزية الحية؛ والعبرية كذلك
الرمزية الراسخة لا تقفز إلى العدم ولا تتحرك فيه.. ولكنها تربط الموجود بالموجود؛ بمعنى أن الرمزية هنا لها مبادئها وثوابتها.
والكلمة كرمز.. فيها التجلّي وفيها الحجاب.

زكي مبارك

13‏/05‏/2015

في ساعة المرض

في ساعة المرض

في مهارة الاِحتِواء - «فلتكن أنت للشدة والعنف، ولأكن أنا للرحمة والعطف»؛  قالها معاوية.
*
خيط رفيع يجمع مكوناتنا في شيء أكبر؛
قد تبدو هي بعثرة ولكنها في اطار تتجمع؛
نعيد رسم الرؤية في أطيافها التي تقترب من ملامسة الذي مالا حد له ولا تدرك حده.
في التبسيط نحن نتحرك في التحديد ولكنه من بحر جامع عتيد؛
ينسى ذلك نفسه معنا فلا يرى فينا إلا سطحه البسيط؛
عبثا معه التذكير فهو اعتاد النسيان في المسير.
له منا الشفقة في أبعد تقدير.
اما أنت أيا البعيد القريب.. فلنا معا الحوار الطويل.
*
من قال أن العلم جد وصرامة فقط؛
كيف ترى الحياة ستجعلك تعيشها؛
لكل منا طريقه.. هكذا يقول أحدهم.
في ساعة المرض سيرى القريب منا مدى قربنا منه.
المرض كدعوة للتريث والتفكير؛ كخطوة للتجديد.
المرض كجسر يعيد جمع القريب بالقريب.
المرض كخطوة على الطريق.

زكي مبارك