في العقل الباطن
علم البيولوجيا العصبيّة يقول أن العقل الباطن يتحكّم في جذور معظم أفكارنا
ومشاعرنا. ألوان قوتك الابداعية الكامنة فيك ستجدها في عقلك الباطن. من
خلال هذا الفهم يمكن القول: أن العقل الباطن وكنتيجةٍ لتحكّمهِ بجذور معظم
أفكارنا ومشاعرنا؛ أنه يتحكّم أيضًا بجُلّ فعل الإرادة الخاصة بنا؛ ولكن وبسبب
النظرة المقلوبة للعلم الحديث اليوم، سيكون من الصعب الإتيان بتفسير غربي
منطقي لمفهوم العقل الباطن يتوافق والرؤية الأعم والأعمق لعالمنا. من
الإشكاليات المرتبطة بالمفهوم الغربي للعقل الباطن، التسمية نفسها:
unconscious بمعنى اللاّشعور أو اللاّوعي؛ و subconscious بمعنى مادون الوعى.
الإشكالية تتمثّل اليوم مثلا في قول العلم الحديث نفسه (الذي يقوم على
التجربة) أن العقل اللاّواعي أو عقل مادون الوعى يشعر ويفكر وله إرادة. هذه
الإشكالية ربما يمكن التخفيف من أمرها إذا أمكن القول أن العقل "الواعي" (
كما يسميه العلم اليوم) هو "من" لا يشعر بشعور العقل اللاّواعي. وفي
متابعة لخيط التفكير هذا.. لنا أن يرى كيف يمكن لهذا الفهم المقلوب أن يشمل
انقلاب فكرة أخرى في علم الغرب اليوم ألا وهي فكرة: أن التطور بمعنى التحرّك
إلى الأمام.