القوس الحاكم

القوس الحاكم

من الطبيعة الفطرية في المتحكم أن لا يكشف خيوط أسرار لعبته...
مثلا من يحكم بنظام القبيلة سيبّشر من يخضع له بنظام مغاير لما هو به يحكم..
سيقول لك مثلًا.. لنتخذ من النظام المدني وسيلة للتفاهم والتواصل...
سيخرج في العلن بعكس ما يؤمن به خلف الستار...
سيدعوك لتبني قيم معاكسة لقيمه الحاكمة في عمق داره...
ولكن عفويته ستفضحه.. في ساعة غضبه.
سيدعوك للالتزام بالقانون مثلا فيما هو يرى نفسه غير ملزما بما هو عليه يقف. الفطن من نسله سيمثل دور الذي يفعل ما يبشر به.. إلى حين.
النظام السياسي.. بطبيعته يقوم على فن الخداع.. ويسقط عندما تصبح الخدعة رخيصة وعديمة الفائدة.. خدعة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي مثلا.
الخدعة القادمة.. والتي لا يمكن التقليل من فتنتها.. أسمها الديمقراطية والمساواة.
عدم وجود البديل المناسب لها في دارنا - بسبب جريمة السبات - سيجعل من هذه الخدعة (الديمقراطية والمساواة) أمل الأجيال الشابة القادمة.. إلى حين
بالطبع معارضة هذه الخدعة.. ليس بسبب كونها آتية من الخارج.. ولكن بسبب ما سيترتب على تبني قيمها في دارنا من نتائج مدمرة على المدى البعيد.
التاريخ البشري يمكن اختزاله في نظامين (قوسين).. فوق وتحت.. وعكسه. واحد من هذين النظامين سيؤدي إلى هلاك من آمن به.. والهلاك هنا بمعناه الفكري

زكي مبارك