ألوان مَي
- يقول نزار قباني أشهدُ أن لا امرأة ً أتقنت اللعبة إلا أنت واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملت واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
- أشهدُ أن لا امرأة ً تشبهني كصورة زيتية في الفكر والسلوك إلا أنت والعقل والجنون إلا أنت والملل السريع والتعلق السريع إلا أنت
- أشهدُ أن لا امرأة ً قد أخذت من اهتمامي نصف ما أخذتِ واستعمرتني مثلما فعلت وحررتني مثلما فعلت
-- أتوقع أن القصيدة كتبها لزوجته الأولى
- لا كتبها لبلقيس. ما هي مقاييس الأنوثة بالنسبة لك؟
-- القدرة على تحطيم عشق الذات ربما.. سؤالك صعب أعترف. ماذا تفعلين داخل قلاع الرجال؟! لنظراتهم سهام ونار لتلك القادمة من تلك الديار.
- لا أخشي الرجال فعالمي ملكي ولا يستطيع أحد اختراقه من دون موافقتي. عُجن الرجل من نسيان .. وأكثر ما يخشاه رجل أن تتمكن امرأة من اقتحام قلاعه وبعثرة أوراق عمره. في الاستسلام لها خضوع.
-- "في الاستسلام لها خضوع .." ربما لهذا في دارنا أربع وما ملكت اليمين من المباح.. حتى لا يُعرف لأي منهنّ خضع ولا يَعرفنّ.
- قد يتمكن من إخفاء خضوعه عنها ولكن هل يستطيع تقبّله بينه وبين نفسه!
-- بالنسبة لنزار.. ماذا لو كانت زوجته الأولى الشعر أو اللغة العربية وبلاغتها.. وماذا لو استبدلنا بلقيس بهذه الزوجة الأولى في قصيدة بلقيس؟
- في رثائه لبلقيس كان رثائه للعرب.. القصيدة تحمل كما هائلا من الغضب والحزن وكان موت بلقيس كالفاجعة.. ومن أقواله بأن الحب نوع من الإبداع فالحب في نهجه هو الدافع لكتابة الشعر.
-- الرجل بطبيعته والمرأة بطبيعتها.. هكذا تسير الحياة. من يحاول فهم طبيعة هذه الطبيعة بطبيعة الحال سيكون من طبقة أعلى. الطفل عندما يدرك أنه طفل.. يبدأ مغادرة دار الطفولة إلى دار أخرى.. ينتقل إلى طبقة أخرى ولكنه سيظل يحن للقصة الأولى.. وللعبة الأولى.. وسيبحث عنها في الطبقة الأخرى. وهناك من يجيد وضع ما يجب البحث عنه. السر ربما يكمن في القدرة على إخفاء هذا السر والقدرة على العيش فيه حتى يصدّقه القادم الجديد.. لتستمر العجلة في المسير.. وللأنثى القدرة على الاختباء عن سر نفسها.. عبر النظر إلى المرآة الراسمة لألوانها.. الرجل. المرأة التي لم ينفذ إلى قلبها دم الحب العاشق.. كمن تنظر إلى المرآة ولا تجد أحدًا.
- تفقد ملامح أنوثتها.
-- وعندما انكسرت مرآة جبران تبعثرت ألوان مَي.
---
-- وعندما انكسرت مرآة جبران تبعثرت ألوان مَي.
---