search

06‏/09‏/2013

في السببية

في السببية

هل لك أن تقرأ.. خارج وَهْن نفسك

*
هل لك أن تخرج إلى خارج إطار اللغة.. حاجز النص.. قفصه..؟

*
أن يستطيع الشاعر العربي الأول أن يرسم بريشته أدق تفاصيل ما حوله ويغفل عن معالم وجه مَن يعشق أو وجهه هو أو من هم حوله.. صدفة..؟ الوجه.. تجسيد.. تقييد....؟ أين وجه النخلة...؟

*
« الحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر » ابن عربي.
ابن عربي تكلم بالمنطق الكوانتمي قبل سبعة قرون؛ وإلى هذا اليوم الكثير من العرب لا يفهمون قوله.
ومَن يريد قراءة ابن عربي في ظاهر نصه.. عليه التريّث كثيرًا.

*
المنطقيون.. رومانسيون.
من الواقع يهربون...
في الوهم يعيشون..
أحلامهم يعبدون...
عندما حذف الغزالي السببية من النافذة.. كان أكثر واقعية من أهل اليوم..
سوء التفسير، في بعض جوانب دارنا، جعل البعض يرى في العلم المادي، كوسيلة وأداة في اليد، مضيعة للوقت!
اليوم ندفع الثمن..
نقف اليوم تحت الشمس الحارقة.. نستظل منها باليد الغربية.

*
السبب والنتيجة.. ألوان متداخلة

*
ما بعد الحداثة الأوروبية تتجه إلى النسبية.. نسبية المفاهيم.. من ظواهرها نسبية آينشتاين في بعدي الزمان والمكان..
ولكن هذه النسبية لا تنفذ إلى ما ورائها من عالم... غير نسبي
النسبي.. الخيالي

*
الشيء - وفق المنظور البشري - نظام.
والنظام.. علاقة

*
في السببية...
السببية - كما يفهما العلم المادي - تقوم على أسس مفترضة في العقل البشري (الذي يحاول تبسيط ما حوله) واللغة (كأداة لبناء المفاهيم البشرية).
الألم تفسير.. الشعور تفسير.. حالة متأخرة في الوعي وليس السبب الأول.
الألم.. حالة متراكبة.. ما يسمى بالألم يعتمد على معطيات كثيرة قبل تبلوره في دائرة الإحساس والوعي.. من بينها ثقافة المجتمع مثلًا.
عندما تتحرك جحافل الحزن البشرية أمام ناظريك مثلا.. ولا يُحرّك ذلك فيك ساكنا لعلمك أن الأمر إنما لعبة بيد مجرم ما.. الألم يصبح نسبيًا.
وهناك من يجد في الحزن لذة.. التصرفات فاضحة والأدلة موثقة..
السببية نجدها في الوعي ولكن جذورها في مكان آخر.. السببية الظاهرة، سطح وغشاء..
عندما يؤثر السبب في النتيجة كما تؤثر النتيجة في السبب.. تصبح العلاقة بين الإثنين متساوية.. مَن يسبق مَن
السببية.. مفهوم.. تبسيط.. تشويه.. محاولة لفهم الواقع
في دائرة الوعي البشري.. هناك "شعور" بالسببية.
ولكن السبب مرآة للنتيجة والنتيجة مرآة للسبب.. هذا ما تقوله التجربة العلمية اليوم. 

زكي مبارك