ذاكرة الألم
التكرار يبرمج عقل الإنسان؛ بعض طرق التفكير، أن تحطّم ما تبرمج في عقلك لترى إن كان سيعيد بناء
نفسه، أن ترى إن كانت الموجة التي كسرتها ستتبعها موجة مشابهة لها؛ إن كان الأمر كذلك.. فهذا قد يشير إلى أن الفكرة تسكن عقلك الباطن رغما عنك. الفكرة.. كنظام برمجة.. الثقافة المحيطة بك (رؤيتك للعالم من حولك وداخلك) تسكن عقلك الباطن. هنا يمكن القول أن ما يشغل همّك ليس بالضرورة ما تفكّر فيه بل ما يتأمل فيه عقلك الباطن؛ في لحظة ما وبعد فترة من الأخذ والرد في عالم العقل الباطن.. تخرج إلى
العلن في دارك فكرة.. شعور.. رغبة.. توق للتحرك. الأمر أتي من عقلك الباطن. في لحظة الشعور بالألم مثلا.. نحن نأخذ الأمر من العقل الباطن. الألم في دارنا على سبيل المثال قد يرتبط بتجربة سابقة، تجعل من الشعور به أكثر شدة. هنا الذاكرة تعبث في درجة الشعور بالألم في دائرة وعينا؛ لهذا قد نجد أن القول المسيء قد يسبب من الألم أكثر من الألم الجسدي
المباشر. الذاكرة تربط هذا القول بعدة معطيات تجعل من الألم حالة متداخلة. الإنسان قديما.. ليس بالضرورة كان يشعر بالألم كما نشعر به الآن تجاه حالة تبدو للوهلة الأولى أنها حالة تبعث للألم في كل الأحوال؛ لهذا ليس من السهل الحكم أخلاقيا على ما سبق من أحداث في التاريخ البشري
إلا اذا أمكننا معرفة جذور النظام الأخلاقي الحاكم خلال تلك الفترة.
زكي مبارك