هدم وبناء
الإنسان بحاجة ماسة اليوم لإدراك أبعاد الإنسان فيه..
الإنسان أعمق من الإنسان..
في اللغة يحدث الالتباس في الفهم عندما تتدثر المعاني المختلفة بنفس الرداء الناطق..
الحياة تأخذ من الأرض ما تريد وليس كما يراد لنا اليوم أن نفهم أن الأرض تعطي الحياة ما تريد..
الإرادة في عرف الحياة.. مرتبطة بالرغبة في النمو..
الرغبة في النمو دلالة على عوز.. جوع.. ميل.. للبناء. ولكنه بناء يجد مواده فيمن حوله من محيط..
هنا يصبح التنازع.. القاعدة.
البناء هنا يحمل أيضا مفهوم الهدم.. لا بد من هدم نظام لبناء نظام..
ولكنني أتكلم عن الحياة في دوائرها الأضيق.
الحياة تتحرك من الداخل إلى الخارج.. ولكن اللغة هنا تخدعنا.. فالداخل أوسع من الخارج.
لكنه.. الداخل أقصد.. القليل من يدرك أبعاده..
الحياة تجد نفسها مرتبطة بما نحب أن نطلق عليه مفهوم نظام المتناقضات..
مَن لم يخرج داخله ليرى هذا النظام قد يلتبس عليه الأمر.. ليجد في نظام
المتناقضات هذا قاعدة التنازع.. ولكنه تنازع في ظاهره. والظاهر هنا أضيق!
زكي مبارك