الغيبوبة البلهاء
بعد أن تهاوت القلعة السوفيتية وطُويت أعمدتها في لُجٍّ عميق، عَكَفَت العقول الاستراتيجية الصينية على دراسة ما حدث لمحاولة فهم ما حدث. وبعد دراسة وتَمَعّن، وجدت تلك العقول الصينية أن السبب الرئيسي للموت الذي ابتلع الوجود السوفيتي كان جلطة قيادية؛ الفشل كان على المستوى القيادي في الأساس. البعض في دارنا أرجع الأسباب، لشيوعية الدولة السوفيتية؛ وجد ما يستريح له هوى قلبه من جواب، ودخل داره لينام. ولكن هذا التفسير لا يفسِّر لماذا استمر المد الصيني وارتفع شأنه وهو مد شيوعي وإن كان من لون آخر، وغطاء لهدف أبعد. ما يهمني في الأمر.. هل كانت الغيبوبة البلهاء التي اليوم ثمنها في دارنا ندفع، سببها جلطة قيادية دينية وفكرية وسياسية في الأساس؟ بمعنى أننا كنا أعداء أنفسنا لمئات السنين، واليوم نريد مواصلة المسير، وكأن الأمر كان غفلة تاريخية وغفوة وانتهى أمره؟ صحوة نسميها.. ولكن الأمر كان غيبوبة خطيرة! لا بد من فهم حقيقة ما حصل في دارنا، حتى لا نعزّز من احتمال تكرار الأمر نفسه من جديد.
زكي مبارك