الشهوات واللذات
من موقع مفكرة الإسلام... "قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن الله خلق فينا الشهوات واللذات
لنستعين بها على كمال مصالحنا، فخلق فينا شهوة الأكل واللذة به فإن ذلك في نفسه نعمة وبه يحصل بقاء جسومنا في الدنيا، وكذلك شهوة النكاح واللذة به هو في نفسه وبه يحصل بقاء النسل....)".
البعد الروحي لهذا الموضوع مفقود حتى في بعض جوانب دارنا! الداروينية ترى أن الشهوات واللذات في الإنسان امتداد وتطور للغريزة
الحيوانية (التي ترى فيها أصل الإنسان). البعد المادي البحت يهدف لحفظ
النوع! البعد الروحي مستبعد مع سبق الإصرار من النظرة الداروينية. موضوع الحب والجنس موضوع ملتبس في دارنا... إن كانت غاية الشهوات واللذات في الإنسان اللذة وحفظ النسل فقط فالتفسير الدارويني قد يتفوق في الجانب المنطقي المادي. الأبحاث العلمية اليوم المتعلقة بالدماغ، والخلط الفج بين مفهومي العقل والدماغ تدفع نحو التفسير الدارويني المادي. والتفسير القاصر في بعض جوانب دارنا يساهم بذلك وإن كان بصورة سلبية (الصمت). الغاية الأسمى من الحب والنكاح ترتبط بالجانب الأعمق من الإنسان. وهذا الجانب الأسمى من الإنسان لم يفهمه العلم المادي ولا يستطيع الاقتراب منه. المرأة في دارنا (بعضهن على الأقل) فقدت حاستها السادسة وبدأت تصديق المفهوم الحيواني عند الحديث عن الرجل وشهوته! الديمقراطية.. فهم الأكثرية.. هنا يمتد ليشمل تفسير الإنسان لنفسه. الحضارة الغربية اليوم تعبد الجنس وتعبد المرأة.. ولكنها تتحرك في البعد المادي الضيق لهذين الموضوعين، ونحن نقع ضمن مجال التأثر المباشر بالحضارة الغربية! ولكننا في بعض جوانب دارنا وتفسيرنا الديني (البعض منا) وإلى يومنا هذا نرى
أن الشهوة الإنسانية والجنس لهما أغراض مادية تنحصر في الجانب الدنيوي. الأولون في دارنا كانوا أكثر منا فهما وعلما...
زكي مبارك