الطبيعة البشرية
الطبيعة البشرية أوسع من الطبيعة الحيوانية. الثانية تجد نفسها في الطبيعة كما يُراد لنا أن نفهما اليوم وفق المنظور المادي السببي (البعد الظاهر). الطبيعة البشرية تجد نفسها في الأصل الإنساني. العلم الغربي المادي يسرق منا المفاهيم الإنسانية، ويحدّ من أفقها للتناسب وضيّق مقاساته؛ مفهوم الطبيعة وما هو طبيعي مثلا؛ مفهوم الرجل والمرأة كذلك. نحن اليوم نحاول النظر إلى الرجل والمرأة وفق النظرة العلمية السائدة اليوم؛ نحن أقصد الجيل الذي يعيش عقله هنا وهناك. بالنسبة لمن يرون في أنفسهم أنهم متدينون، قد لا يرون في هذا أمرا مهما، تنفيذ الأمر القادم من الماضي يكفي؛ كلا ليس كذلك. الأجيال الجديدة تبحث عن تفسير عصري يتوافق والرؤية الدينية؛ تنفيذ الأمر بصورة عمياء ليس بخيار يقبل به العقل "الجديد". تنفيذ الأمر بصورة عمياء أدخلنا في غيبوبة استمرت لمئات السنين. الثقة مهزوزة في ما لا سند علمي له في يومنا هذا. ولكن ما هو علمي استحوذ عليه العقل الغربي المادي الذي يحمل في جوفه أيديولوجيا واضحة لمن يرى جذور العلم كما نعرفه اليوم. أولادنا نبعث بهم إلى الغرب أو نعلمّهم في دارنا ولا مهرب من أخذ العلم من الغرب إن كنا نريد أن نضمن مستقبلهم المهني؛ لغتنا العربية أصبحت تقف في طريق من يريد التقدم مهنيا والنجاح في عمله وتخصصه العلمي أو الهندسي أو الطبي؛ وضغوط الحياة الاقتصادية تدفع بالرجل والمرأة إلى تناسي طبيعتيهما الأصل في سبيل ضمان التوازن الاقتصادي والمعيشي واستبداليها بسطحين مزيفين وقناعين خادعين - مع مرور الوقت قد ينسيان خدعتهما. التغيير يأتي من الخارج.. والتغيير يحصل فينا في كل لحظة.
زكي مبارك