فهم الأكبر من خلال الأصغر
الأيديولوجيا العلمية السائدة اليوم.. المعيارية والتنميط.. الميكانيكية
القابلة للحساب والخاضعة له.. والتي نراها على أنها موضوعية علمية محايدة، وكذلك العلم (المادي) الذي يحاول اليوم فهم الإنسان من مرآة الحيوان!
محاولة فهم الأكبر من خلال الأصغر! تقليص الإنسان إلى مركب هرموني. هذه الأيديولوجيا العلمية السائدة اليوم والتي تتدثّر برداء الموضوعية الباردة تدفع إلى تقدّم قيمة المساواة.. المساواة بين الرجل والمرأة.. وفي المستقبل بين الإنسان والحيوان. المساواة
تصبح والمثلية الشيء والشيء نفسه. الشذوذ ينفذ إلى دار الطيبات كقيمة. من الواضح أننا لا نرى في موضوع ما يسمى بالربيع العربي وما يخفيه تحت أقنعته من أدوات.. لا نرى فيه مقدمة للشذوذ..! السبات الذي كنا فيه سندفع ثمنه. بالنسبة للسياسي في ربيع اليوم همه المكسب السياسي وهذا سقف رؤيته.. ماذا
عساه أن يفعل أو يهتم بما سيحدث للأجيال القادمة في هذه الدار وثقافتها! له أن يدفن رأسه في التراب هذا القصير في نظره ويفرح لشعبية حكمه الآني وأن يرى فيه دليلا على صحة منهجه. لنا أن نضع السياسي في المقام الذي يستحقه حقًا.
زكي مبارك