من يحكم الفرس
في عالم الرجل التصادم مع الإنسان الخارجي، أسهل من مواجهة ذاك
الداخلي؛ النتيجة: اللعبة السياسية، واللعبة الحربية، واللعبة
الاقتصادية. فيما سبق من الزمن، قبل انتشار الكتابة، كانت القوانين تُكتب على صفحات العُرْف والتقاليد - قانون القبيلة مثلا. لهذا كان الرجل "الطموح" يجد نفسه مضطرًا لبهدلة نفسه في ألعاب أقل ما يمكن أن يقال عنها اليوم أنها عبثية، ولكنها وبحكم الظروف الحاكمة حينها كانت ألعاب ضرورية وحاسمة. الخليج العربي مثلا تحكمه القبلية وقوانينها، ولكن ليس من السهل أن تجد تفاصيل قانون الحكم هذا مكتوبًا وموثقًا. الديمقراطية هنا تصبح ملهاة لما يُسمى بالطبقة الوسطى. الإخوان المسلمين مثلا يبحثون عن القبيلة من خلال الحزب؛ لهذا تجد الجماعة في الخليج "متنرفزين" بعض الشيء. الاقتراب من قانون القبيلة هو اقتراب من قانون الحكم الفعلي في المنطقة. إيران وجماعتها تعمل وفق قانون القبيلة؛ نعم واليهود كذلك. "إيران" بعد أن وجدت نفسها خارج اللعبة التاريخية، وجدت لها منفذا آخرا من خلال علاقة التزاوج مع الطبقة المنتصرة في أول الإسلام. إذا كان خامنئي يقول أنه من أصل عربي فإن من يحكم إيران اليوم هم العرب رغم أنف الفرس. القبيلة العربية تحكم الفرس إذن؛ ولكن هل يقبل الفرس أن يحكمهم العرب؟!
زكي مبارك