الغاية ووسيلتها
السياسة على أرض الواقع تقول أن الغاية تبرر الوسيلة بعد ثبوت "فائدة" الغاية التي تحققت على تلك الأرض؛ من دون هذا الأمر يصعب تفسير الفعل السياسي بصورة متماسكة من دون الوقوع أيضًا في مطبات التناقضات الأخلاقية الرومانسية. لا قدسية في في الفعل السياسي سوى المصلحة التي وضعت تعاريف "الصح"
و"الخطأ" المتوافقة مع رؤيتها لما هو مفيد وعاضد لها وبالتالي هي مصلحة
خاصة. بالنسبة لمن ينظر إلى العالم من خلال منظوره الأخلاقي "الرومانسي" بمعزل عن "منطق" الحياة، يستحيل العالم إلى عبثية لا منطقية. الفرق بين فعل سياسي وآخر يتمثّل في سعة الأفق في الأساس؛ هناك من يسرق الرغيف، وهناك من يسرق التاريخ. المصلحة في الأول والثاني أسم مشترك! أن تجد في الفعل السياسي شخصًا كان أو فكرة، رسم قدسية متمثّلة بذاتها، فأنت عبدًا له ولها. حتى الخلية الجذعية تفهم هذا! ولكن للذاكرة حكمها وأمرها.
زكي مبارك