search

26‏/04‏/2013

ذواتنا

ذواتنا
 
حب التملّك فينا لا حل له؟ قد نستطيع أن نملأ حافلة بالأغراض التي لسنا بحاجة ماسة لها، ولكنها تظل مع ذلك عصيّة على الحذف بسهولة وتتخندق بقوة في زاوية مكانها. حتى من يقول سعيه أنه لا يريد تملّك من الشيء شيئًا فأنه تلقائيا يطلب تملّك نقيضه. حتى في الأفكار نحن لا نستطيع العيش بوعي من دون تملّك فكرة ما عن شيء ما في كل لحظة وعي تعيشها لحظتنا. ما معنى أن نعيش بوعي من دون وجود فكره تفرض علينا أن نتملّكها لتتملّكنا؟! عندما نهرب منها نتجه لنقيضها لا أكثر. التملّك دلالة على وجود فقر.. لكن لا مهرب من فعل التملّك نفسه. التوق للتملّك دلالة على وجود فقر بالأحرى. ما معنى هذا؟ الإنسانية توق في جوهرها؟! الإنسانية في جوهرها توق للكمال؟ بمعنى أن الكمال هنا اقرب لعدم الشعور بالتوق وعدم التأثر بأمره؟ ماذا يتبقى من لون الحياة من دون توق؟ ماذا يتبقى من العالم من حولنا وداخلنا من دون توق يحرّك بناءه الداخلي؟ ولكن بهذا المعنى التوق يصبح بمعنى القوة أيضا؛ القوة تحرّك البناء الداخلي للعالم. هل تعريف القوة هنا يصبح مماثلا لمعنى التوق؟ هل كنا نستخدم مصطلح القوة للتغطية على أمر آخر؟ أمر آخر من غير المحبب كشف لونه جهارًا؟ الحب.. القوة.. الحياة.. العلاقات.. كل التفاسير.. تصبح مجرد توق لا أكثر.  توق للكمال.. الذي هو بنفسه مجرد وجه آخر للتوق! الفكرة دارها النص.. والشعور من أهل النص. مجاز النص.. مجاز الفكر. عند هذه الحدود يصبح بالإمكان تحطيم كل التعاريف وكل الأنظمة الظاهرة. ولكن سيظل هناك شيء عصي على التحطيم.. "حقيقة" وجود ما لا يمكن تعريفه؛ ذات تقع خارج كل دوائر التعاريف، فالتعاريف قيود وسجون. بالأحرى ذات لا يمكن الاقتراب من كينونتها، لغة أو شعورًا أو بأي ريشة رسم بشرية تقع ألوانها في دائرة الوعي أو بالقرب من سطحها الظاهر؛ مجرد محاولة الاقتراب منها عبر هذه الطريق يعني هدم الطريق نفسها المؤدية إليها وطمس معالمها. لماذا أكتب كل هذا وكل ما أردت الحديث عنه كان موضوع التمّلك ببساطة؟ التعريف بالشيء مرآة له في أفضل ظاهر الأحوال.. نحن مرآة نفسنا وهي مرآة لنا.. سجنها من سجننا.

زكي مبارك


24‏/04‏/2013

خفيف متين


خفيف متين

الفعل الجامع فعل متأخر، إن نجح في طمس معالم جذوره دخل باب القدسية إلى حين. جُلّ الأسماء المحلّقة، لا ترى العين العاشقة مخفي حبل جذورها. لماذا اقول كل هذا؟ ترقبًا للطوفان القادم لا أكثر. هذا العصر الإنفتاحي لا يتطلب فقط معرفتك لجذور ثقافتك ولكن أيضا رؤية ألوانها في صفحات الثقافات الاخرى وبالتالي فهم العالم المحيط بك من خلالها. التحالفات الفكرية في دارنا ستحتاج لطيف واسع من وجهات النظر التي قد تبدو متصارعة في ظاهرها ولكنها متحدة في جذر فهمها للحياة. التحالفات الفكرية لا تحكمها قيود التحالفات السياسية الضيقة الأفق - وهذا أمر جوهري. والطوفان القادم، طوفان فكري وسيكلوجي في الاساس وله القدرة على كتم أنفاسك فسيولوجيا وإن بعد حين؛ واستعدادا له ستحتاج لقارب من النوع الخفيف المتين؛ وحبل مرن يربطك بأرضك وجذرها الأصيل.

زكي مبارك



23‏/04‏/2013

الغاية ووسيلتها

الغاية ووسيلتها

السياسة على أرض الواقع تقول أن الغاية تبرر الوسيلة بعد ثبوت "فائدة" الغاية التي تحققت على تلك الأرض؛ من دون هذا الأمر يصعب تفسير الفعل السياسي بصورة متماسكة من دون الوقوع أيضًا في مطبات التناقضات الأخلاقية الرومانسية. لا قدسية في في الفعل السياسي سوى المصلحة التي وضعت تعاريف "الصح" و"الخطأ" المتوافقة مع رؤيتها لما هو مفيد وعاضد لها وبالتالي هي مصلحة خاصة. بالنسبة لمن ينظر إلى العالم من خلال منظوره الأخلاقي "الرومانسي" بمعزل عن "منطق" الحياة، يستحيل العالم إلى عبثية لا منطقية. الفرق بين فعل سياسي وآخر يتمثّل في سعة الأفق في الأساس؛ هناك من يسرق الرغيف، وهناك من يسرق التاريخ. المصلحة في الأول والثاني أسم مشترك! أن تجد في الفعل السياسي شخصًا كان أو فكرة، رسم قدسية متمثّلة بذاتها، فأنت عبدًا له ولها. حتى الخلية الجذعية تفهم هذا! ولكن للذاكرة حكمها وأمرها.

زكي مبارك

20‏/04‏/2013

أنتِ

أنتِ

أنتِ من العالم الحرة نفسه
بنظرة عين وهمسة نفس أقرأ شوقكِ
لا مهرب لكِ إلا أن تكوني سماء نفسكِ
ولهذا أحبكِ
الشفقة والانكسار ليسا من أهل لونكِ
فلتكن قادم الدروب عونًا لكِ
ها أنذا قد بحت لكِ بسر من أمركِ
بين الصخر والطير دربكِ
وفي هذه الدار أخاطبكِ وأخاطبكِ
ولهذا اليوم أنتِ قلبه وحبه

زكي مبارك

19‏/04‏/2013

لا منطقيته

لا منطقيته

في دارنا السلطة الدينية أقوى من السلطة السياسية؛ الثانية العوام تحكم والأولى "العلماء" وما بينهما وسيلة وأداة؛ ولكن في الدين سياسة وفي السياسة دين. والسلطة، دكتاتورية، أمر بتنفيذ الأمر؛ وعندما يدخل الأمر الظاهر في دائرة اللاوعي يصبح أمره أقوى؛ والحب والقوة وجهان لعملة متعددة الوجوه. الإنسان يحتاج للجماعة حتى يجد منطقًا للا منطقيته؛
ولكن للحياة منطقها وسلطتها؛ والقدرة على حشد المتناقضات والوقوف على أمرها ورسم قادم مسيرها، تلك متعة وسلطة قد تكون للبعض مهلكة أو باب قوة! 
زكي مبارك


قريب بعيد

قريب بعيد

طعم التفاحة .. لك أن تستمع لألف وجهة نظر ولك أن تقضم منها قطعة واحدة. اللغة تكاد تقف عاجزة أمام قول الشعور؛ والأخير من دارٍ أعمق جذر لونه. اللغة فعل يؤشر، والشعور كذلك! وعمق العمق عودة من فوق. الحياة كالماء، في سكونه أسونه؛ ظاهر الحياة وباطن؛ والقريب منك دني.

زكي مبارك

13‏/04‏/2013

مرآة النفس

مرآة النفس

لو نظرت إلى المرآة ستجد ظل نفسك، ولكن إن بحثت عميقًا في المرآة فلن تجد فيها ما رأيته على سطحها، وكأنك أصبحت تبحث في المكان الخطأ والزمان الخطأ! النفس تتحرك أمواجها بالشعور،
ولكن الأخير من الداخل ينبع ومن الخارج ينهمر، ذاك الذي يدفعك للتحرك أو السكون، ذاك الذي تسميه إرادتك!  ما أكتبه لك وتكتبه لي مثلًا يؤثر بدرجة في شعورك وشعوري ولو أتى من بعيد الزمان أو المكان. النفس هنا وكأنها امتداد بين خط الداخل وخط الخارج وليست مركزًا، وليست نقطة بحد ذاتها في حد ذاتها. من يجعلنا نفكّر فيه تمتد سلطة نفسه لتحرّك مشاعرها مشاعر أنفسنا، أن نشعر به، وبالتالي من أثّر في نفسه أيضا يؤثر من خلال خط الوسيط في أنفسنا. ليس غريبًا والأمر كذلك مثلًا أن تحرّك مشاعر أنفسنا نفس غادرت هذه الدار منذ أمد بعيد وإن لم نسمع بها أو نشاهدها. إن فهمت مغزى ما أقول، فلا مفر من القول أن الشعور قديم جدًا! الشعور أقدم من النفس. عندما أفكر بك أنا أشعر بك وعندما تفكّر بي أنت تشعر بي، بمعنى أن التفكير يؤثر في النفس شعورًا، بمعنى أن التفكير يرسم معالم النفس عبر لون الشعور الذي ندركه تفكيرًا أي وعيًا متذكّرًا مرتبطًا بجذور قد لا تكون واضحة المعالم والمصدر. أذن هناك علاقة وجودية بين التفكير والشعور، أي أن التفكير قديم قدم الشعور؛ التفكير أقدم من النفس. أذن من يبحث عن نفسه كمن يبحث عن الشعور، كمن يبحث عن التفكير. لا غرابة إذن أنه إن تعمّق بحثًا عن جذور التفكير سيصل إلى أرض لا ملمسًا ماديًا لها ولا مركزًا ثابتًا؛ أن يبتعد نحو الحدود الخارجية جدًا؛ أن يقترب من السطح الخارجي جدًا لشيء آخر!

زكي مبارك

نظام عملي

نظام عملي

ما هي الأسس الموضوعية التي تقف عليها موضوعية العلم المادي (العلم كما يُعرف اليوم)؟ موضوعية العلم المادي ادعاء أجوف وخيال إنساني يسبح في الخيال. لولا التفاوت النسبي في قدرات البشر على الفهم لتعذر قيام نظام عملي يدفع نفسه للاستمرار والتحرك. مفهوم المساواة يقف ضد مسعى الحياة وعجلتها. مفهوم المساواة.. معركتك خاسرة! اليهود وهم في دائرة العبودية فهموا الآلية الداخلية التي من خلالها يتحرك سادتهم ويتصرفون.. فعكسوها بهدوء بارد. النتيجة في أفق التاريخ مرسومة!

زكي مبارك

ضرورة بشرية

ضرورة بشرية

الموسيقي قد لا يفهم رسم موسيقاه.. شعورًا مبهمًا يسميها وغموض إيحاء! ولتلك الأعقب حادق عين وحادّ مخلب؛ الثورة حمراء أبدًا، وكذلك تلك التي ابتسمت؛ دهر يكاد يلامس الأبد شوقه.

*

قوة الفكرة في قدرتها على الصدح بإجابة غادرت أفقها.. على سطوة بعثها لألف جواب وجواب لسؤال وألف مثله انبثق منها وسؤال؛ في حياة البشر، السؤال كان ولا زال السؤال؛ السؤال والجواب، ضرورة لغوية.! لا علاقة وجودية لها بتلك التي ابتسمت، والفعل وفاعله! و"اللغة"، ضرورة بشرية.!

زكي مبارك

 

بن عربي يا بن عربي

بن عربي يا بن عربي!

بن عربي إسلامي ما بعد الحداثة؟ أم أنه خدعة؟! بينه وبين هذه الدار سبعة قرون وله في تلك الدار اليوم "قارئون". ولكنه الحب كان يؤمن؛ حب يقف أمامه منطوق الخير وشره.. عن أي حب تتكلم! سرقت الحب من قلبه أم أنك الأمر لم تفهم! ولك في المعنى كان قناع والكلمة.

زكي مبارك

خارطة طريق

خارطة طريق

يتوجّب التحديق في عيني كل فكر انتشر عبر الدولة، واليوم، ينتشر عبر السوق! الروح، فالقلب، فالعقل، فالجسد؛ والأخير خارطة طريق. الذات، أمر آخر؛ ولك أن تبحث عن النفس في تلك الطرق؛ ولكل رجل رسم عالمه؛ وللعبد رسم سيده؛ وذاك النص لا يطلب الكثير منك، روحك فقط!

زكي مبارك

جماعة ونظام

 جماعة ونظام

رجال الفراعنة كانوا يتزوجون أخواتهم. السبب: حاكميتهن في مسألة الميراث! اليهودي يحمل يهوديته من أمه؛ السبب قديم قدم الفراعنة! والعرب واليهود يعتمدان نظام القبيلة. الجسد، قبيلة بساداتها وعبيدها، وبفاتن نسائها - جماعة ونظام! والحق والباطل، والخير والشر، سبيلان!. النفس قبيلة وشيخها؛ والروح؟

زكي مبارك

قصة

قصة

في الحب.. المرأة تفهم في السياسة إلى حين! والخير وقرينه يرسمهما منظور موقفك من الإعراب؛ الخلية السرطانية تغرد خارج السرب من دون غاية أسمى. أن يحكمك كاره للحياة.. تلك ملهاة وقصة!

زكي مبارك

05‏/04‏/2013

الجواب الراسخ

الجواب الراسخ

في تلك الدار، وربما في قادم هذه الديار إن سارت في نفس المسار من دون تمعّن في أمر هذا القرار، قصر النظر أدى إلى رؤية عالمًا واحدًا، عالم الشهادة، وتم إسقاط منطق عالم الغيب على أفق الأول وداره مما أدى إلى خلق تناقضات وتصارعات لا وجود لها حقًا - "بحر الفوضى" الفعلي، والذي يتوجّب عدم السقوط فيه! الثقافة الغربية كانت تسير على مدى أكثر من ألفين سنة نحو إخصاء العقل الغربي، نحو جعله عبدًا ذكيًا، نحو العقم الفعلي الذي لا يهب الحياة، نحو العدمية التي ستحيط بألوان الحياة، إن تمكّنت من دار الحياة! ما كان واضحا دليله في حياة الإغريق من سوء الفهم والتفسير في مراحلها الأخيرة، تمثلّ في خاطئ قراءة رموز داينوسيس مثلا، والتباس أمر صورته وبالتالي السقوط في فخ قناعه الخادع وهو القوي الحاكم في قديم تلك الديار، وبالتالي تم رفع شأن عالم الوضوح "الكاذب" بريقه، والفاصل بين حد الصفر والواحد، أي كما فهموه، ليكون في منزلة الحاكم الفعلي وهو ليس كذلك، ومن نتائجه فصل الخيط الأبيض عن الخيط الأسود فصلا قسريًا، وطمس معالم الأفق الأعمّ والأشمل والأعمق، ونراه اليوم في صورة البحث عن "الجواب" عبر مسار أفق ضيق وفهم أضيق لمعنى العلم..! الفهم السيئ لألوان الشرق وأسرارها دفع بعلم دار اليونان، الذي تمثلت معالمه في رؤية معلّمها وراسم ألوان أفقه، والذي شرب السم شرابًا وفهمًا، إلى السير في الطريق الضيقة الأفق والقصيرة النظر تلك، وربما جلّ العالم في يوم قادم ظلامه، إن سار بثقة بلهاء خلف هذا التيه الراسخ!  

زكي مبارك


لا أكثر

لا أكثر


ولفعل الجماعة فعل السحر،ولكنه سحر لا أكثر! والحب، همسة ألم لذيذ؛ والانتقام، قد يكون رد فعل لا أكثر! الألوان مملكتها الوعي؛ ولتلك الوردة سحرها.

 *

مساواة؟.. مع من؟ مع الكلب، أم السيد، أم راعي غنمه، أم أهل داره، أم لا أحد؟! عبثية طفولية!

 *

اليهودية ورثت علم الشرق؛ ولسان العرب من كل معارف الشرق أقدم؛ وأهل اليونان أضاعوا عنوان الرجولة! داينوسيس احتاروا في رسم لونه!

 *
 
لأهل العلوم.. يتوجّب فهم "النظام" الكوانتمي كخطوة ممهدة للولوج إلى العالم الذي يستتر خلفه.

  *

العقل الغربي يدرس بجديّة العقل البوذي؛ ولكن عقلنا مرتبط بالغرب من خلال حبل العلم الغربي؛ العلم الغربي يبحث عن منفذ عبر بوابة الشرق تلك.

 *

التفكّر، محاولة تذكّر الفكرة التي توارت خلف خجلها؛ خجلها لون جمالها، سلاح أمرها! ولكل صياد شبكته؛ وسهمه، وهدفه! بنات أفكارك، من أمهن؟ أو بالأحرى، أمهاتهن.

 *

التاريخ، رسم الأرض وملكها؛ التاريخ، كاتب مطيع لا أكثر! وذاك عمود آخر يتهاوى؛ والحياة أقدم من تلك الأقنعة.

 *

العبد سيلزم نفسه بمنطق لا يطال سيده؛ المنطق حبل وقيد، لا أكثر؛ من دون منطق ولا تاريخ، ماذا يتبقى من زيف ألوان أمرك وأنت معلم هذا اليوم وقادمه؟!

 *

الكتابة العربية الأولى تقول أنها مخصوصة؛ وتلك الأجنحة المحلّقة لن ترى ألوانها من على أرضك يا هذا! والتأمل، جلسة استحضار الشعور؛ حتى بوذا لم يسلم من أمر السياسة! حذف من الصورة ما حذف!


زكي مبارك