دار الزمن
الزمن، في أحد جوانب إدراكه، في الذاكرة تحيا تفاصيله. الأحداث العاصفة تحفر لها أخدودا في ذاكرة الزمن الجمعي، وتفعل الشيء مثله في ذاكرة الفرد في حالة الحوادث (العاطفية مثلًا) الشخصية والخاصة جدًا. الزمن شيء نسبي - أي يحيا في دائرة الوعي.. في دار النظام - وهو يعتمد على ذاكرة الجماعة أو الشخص ككيان نفسي. الحدث الهام قد يبدو وكأنه حدث في الأمس القريب ولو بعد حين من ساعة حدوثه. الصدمة النفسية العنيفة في قساوتها لها مفعول مشابه في ذاكرة الطفل الذي قد يظل يعيش اللحظة تلك بكل تفاصيلها المؤلمة حتى بعد بلوغه سن الرشد مثلًا، وإن اختفت ملامحها الواضحة بين ثنايا اللاوعي. الألم صديق مقّرب للزمن من حيث كونه أداة نحت وحفر في جوانب الذاكرة.
زكي مبارك