search

02‏/02‏/2013

فكرهم الآني

فكرهم الآني


لسبب ما الناس يشدّها الخبر السيئ - ربما لأنه يتوافق والشعور الداخلي الملازم لهم. الأخبار السيئة تتصدر دومًا النشرات الإخبارية وهذه ليست صدفة.

*

بالنسبة للعوام جُلّ الأمور الكبيرة طبيعية ولا تدعوا للاستغراب الذي يثير الشك في صحة هذه الحالات الطبيعية وتفسيراتها المتعارف عليها. من هم العوام.. أترك الجواب لك عزيزي!

*

أهل اليابان كانوا يعتقدون أن الإمبراطور خليط من البشر والآلهة - سليل آلهة الشمس؛ بعد هزيمة اليابان في الحرب أصبح موظفًا أمريكيًا. قصة اليابان تقول أن التقدم الحضاري ليس مرتبطًا بالضرورة بالتقدم الفكري. التقدم الفكري في دار العرب سبق تقدمهم الحضاري بفترة طويلة وكانت إحدى تجلّياته في تطور اللغة العربية القديمة قبل قدوم الإسلام؛ الأفكار الكبيرة ستحتاج للغة متقدمة فكريًا تستطيع استيعاب الأفق الواسعة لتلك الأفكار، ولن تستطيع بالرغم من ذلك الإحاطة بكل جوانبها. نحن متقدمون فكريًا على العديد من الأمم الحيّة.. عدونا الأخطر في دارنا ومن لحمنا ودمنا! العدو الخارجي يدرك هذا وسيركّز حربه في البعد الحضاري بهدف ضرب الأساس الفكري على يد أهل الدار أنفسهم. أطفالنا ماهرون اليوم في المهارات الميكانيكية. نقول عنهم أنهم أذكياء! سوق العمل وسوق النجاح اليوم يتطلّب المهارات الميكانيكية في الأساس؛ وهذه ليست صدفة أيضًا! الفكر الغربي يتجه إلى أن يكون فكرًا ميكانيكيًا ومعه حضارتهم؛ الخاصة في تلك الديار يعتقدون أنهم بحاجة إلى ما يقارب من الثلاث مائة سنة من العمل الفكري المتواصل والمتراكم لتهيئة الأرض لفكر جديد؛ في هذه الأثناء سيعملون على حثّ البشرية على السير خلفهم عبر نشر فكرهم الآني بكل الطرق وعلى أوسع نطاق ممكن في كل بقاع الأرض. معركتنا مع الغرب دارها الفكر؛ ولكل معركة أدواتها الضرورية. أين الفكر اليهودي من كل ذلك؟ ليس ببعيد أو نائم عما يحدث خلف الستائر؛ خارطة التحالفات القادمة قد لا تسير في خط متوازِ مع التحركات السياسية! التحالفات الفكرية.. أقصد!

زكي مبارك