search

10‏/01‏/2013

قارورة ضيقة

قارورة ضيقة

يوم جديد، نَفَس جديد آخر يسير، الحياة تبتسم من جديد، الدورة تعاود البدء من جديد. لا راحة في الحياة إلا راحة الحركة، السعي الهادف، شق طريق البناء، بناء أمل الحياة على يد أملها - قلب نبض بالحياة!  من يسعى للهدم كهدف ونهاية طرف مهزوم قلبه، طرف تمكّن الوهن من داره.

***

في واسع البحر صدى من لون الحياة.  وفي هدوءه سكون غضبها.  في الريح يهتز سكونه، يشهق نبض قلبه، وللريح قوة تحلّق والروح. للفكرة منطق حياة خاص بها، الذاكرة سطور كتابها، والخيال أفق في سماء الذاكرة. ابحث عن أملك الذي تعشقه روحك ويعشقها!

***

النبل الحسن في دار اليوم فعل مجرم، ضمير مخنوق، إحساس محبوس، خطر في قارورة ضيقة بيته، اسمها الحضارة وهي ليست سوى عكسها من حيث كونها تدمّر أمل صاحبها على يد وهنه.

***

عبودية البشر للبشر، تنطق بها تصرفات البشر في كل يوم. الرجل العبد يحتاج لمنطق يفهمه الرجل العبد. منطق يعطيه إياه سيده، القابع خارج رأسه أو داخله. والحداثة العلمانية، العبودية للمنطق! الحداثة تعبد المنطق، وكذلك صغيرتها العلمانية، ! العلماني، عبد لمنطقه!  لا حرية في دار المنطق إن رأيت هذا المنطق بعين منطقهالحداثة العلمانية، وظواهرها المتمثلة في الديمقراطية والاشتراكية الشيوعية، إلخ.. دوافعها الكامنة، الكراهية والامتعاض تجاه الروح الأقوى. السيد القوي، السيد الأقوى في دار اليوم دفع بالضحية  إلى قلب عقل السيد الذي انتكست جنحه، إلى قلب قيمه - انتقام صامت؛ انتقام من ديار تلك الحياة في الجانب الآخر وألوانها. والصمت، فن الإنصات للضجيج وسط الضجيج، إرجاع المؤثر إلى اصله الكامن في سكونه، في صمته الصاخب. 

***

من كرهه ينبذ "المرأة" يكره الحياة.


زكي مبارك