التجمّد كهدف
انظر إلى الحشرة عندما تتصنع الموت أمام الخطر؛ الوقوف في حالة جمود إلى درجة التجمّد، إلى درجة تكاد تلامس الموت عينه..! ومن جنس هذا العمل ذاك الذي أدار ظهره للحياة كفعل أعلى، كغاية.. التجمّد كهدف! (أليس في هذا بعض ما فعله البعض في دار فكرنا عندما رأوا في فعل السبات الفكري ابتعادا عن احتمال الهفوة والخطأ - ماذا كانت النتيجة؟!)
***
خيار الضعيف - وكأن الضعف خيارا وليس حالة لا خيار لها إلا أن تكون ضعيفة حتى تعدّل من ميزان العدالة في دارها أو الاستمرار في الرضوخ لمنطق عدالة واضح قوله. خدعة الضعيف تقبع في فكرة النفس الحرة في إمكانية أن تختار درجة قوتها أو ضعفها، أن تضبط من سرعة حركتها من دون دفع الثمن. الاعتقاد الخاطئ بيد هؤلاء أن القوي له خيار أن يكون ضعيفا من دون أن يكون مريضا في قلبه كثمن يجب عليه دفعه من دمه ودم قادم دمه؛ أن القوة لها أن تكون ضعيفة، أن تفقد قوتها طواعية، أن يتحول السيد إلى مسود كخيار من خياراته المتاحة - أن يتم تداول القوة، بالتّناوب، بالدّور! أليس هذا منى كل ضعيف؟!
زكي مبارك