محددات
الوعي البشري.. جنون تتعارف البشرية على احتمالية صحة رسم عقله..! لا معنى لتفسير الجنون بجنون جديد من دون تحديد محددات قادم المسير وإثبات عقم المسعى القديم؛ فقط يمكن الحديث عن الحالة نفسها، وفهم منطلقاتها في دائرة هذا النظام؛ منطق المنطق ينحصر فيما بين جذور التفسير وأفق غاياته. طريق البشرية، هدفه الاستمرار المرتبط بالرقي والريادة كغريزة تنزع لرسم أرض راقي حكمها؛ فقط إن ثبت عكس ذلك المسعى يمكن الشك في صحة قلب المسعى؛ العلم كعين حراسة له أن يحذّر من خطر داهم قادم وكمجسّ متقدم؛ إن كان التفسير يسير مع خط رقي الدم الحاكم لنفسه فدعه لشأنه، وإن كان عكس ذلك فعليك كشف أمر مرضه وتعرية خبايا قادم فعله. لك في صراع الحضارات دائرة عمل ونطاق انتزاع صلاحيات على المستوى العام الظاهر في رسم الأفق، وفي باطن النفس المحرّكة له؛ وساحة صراع اليوم مجالها العلم في الأساس، نزال النهج العلمية تحديدا؛ والارتباط بجذور عقل وقلب الحضارة الأم لا خيار في أمره لمن رام السيادة لداره.
زكي مبارك