معك إلى الشوط الأخير
معك إلى الشوط الأخير، معك حتى آخر خطوة مسير قبل أن يحّل ليل الصمت، أيا الصاحب البعيد. تتكلم عن الشمس التي ستخرج من جوف الظلام، والتي تبشّر بها؛ أن تنسف الأرض من تحت قدميك في انتظار قدومها؛ أود أن أقول لك: المؤشرات العلمية تقول أننا لا ندرك ماهيّة القوة، نرى جانب منها هنا، وجانب هناك؛ نطلق على الأول لون قوة، وعلى الثاني لون آخر لها، ولكننا في الواقع لا نراها ساعة نومها وصحوها، ندرك فقط أثرها، كفعل مضى، من هنا رأينا وجها من وجوهها هكذا نتكلم، ومن هناك سمعنا رَجْع جوابها. القوة اليوم وفق المنطق العلمي، فرضية، "حقيقة"، ماذا لو جارينا العلم في منطقه الذي يدّعي في نهجه عدم إيمانه بالخرافات، ماذا لو سحبنا خيط القوة من المعادلة، أن نسحب هذه الخرافة من المنصّة التي يقف عليها علم اليوم، ماذا يتبقى؟ حيث وجد النظام لزم وجود الخوف كمنظّم؛ البعض يسميه الجاذبية في تلك الدار الأوسع مثلًا؛ لون آخر من ألوان القوة؟! ماذا لو سحبنا خيط القوة من دار العلم، ماذا يتبقى؟! حتى الحياة، كلون من ألوانها، ستخرج عارية، ستعلن يأسها من منطقها، ستمسح تلك الابتسامة من على وجهها، ستقف على جانب الطريق الجديد الذي شق لنفسه طريقًا جديدًا، لتعلن جنونها! الفرضية التي يقف عليها علم اليوم.. الخرافة التي نسميها القوة، ما هي بالضبط؟
زكي مبارك