search

23‏/11‏/2012

مرآة كاذب بريقها

مرآة كاذب بريقها 


عندما ينحدر عدوك الظاهر إلى مستوى لا قاع له في الخسة والكذب الفاضح، فأعلم أن تتعامل مع عدو وضيع. معركتك الحقيقية مع سيده، وما أكثر عبيده.

***

لا قانون في هذه الدار يرتفع إلى السماء من دون أرض؛ يحتاج إلى قاعدة نافذ عمقها ليقف عليها، مرجعية، مشروعية، جذور؛ عمق يعود به أصله إلى أول أمره. لا إلى إطار من مادية العقل البشري ليعيش فيه نصف حقيقة تطمس معالم حقيقتها؛ خيال، سراب، خداع، كذب، قانونكم، قيمكم؛ مرآة فهمكم تقف على أرض صلبة من الكذب البرّاق. نصف حقيقتكم يتم الفتك بها في داركم. أيا الأبله في دارنا، تمد من عمرها عبر وضع سمّها في بئر مائنا؟!

***


نصنع الثوب فنلبسه، نصنع الصنم فنعبده، نصنع المعنى فنقدّسه، نحسّ بالألم فنخاف منه وبالفرح فنخضع له وكأنه لذاته يُدرك - وكأننا نخاف مما نحسّ به، وكأننا نخاف من شوق أنفسنا؟

***


من أجل أن تفضح أمر كذبة صغيرة في دار الجهل قد يتعيّن عليك رفع شأن كذبة أكبر في دارها.

***


السماء جميلة اليوم، السماء صافية اليوم، السماء زرقاء اليوم. هذا ما تراه عيوننا، هذا ما تُمليه علينا حواسنا. ولكن السماء لا لون لها. عيوننا ترى في زرقة السماء أمل يوم جديد. عيوننا تكذب علينا لنستمر يومًا آخرًا في دار سببيته. الحجاب يرتدي ثوبًا زاهيا في هذه الدار!

***


عندما حطم الإسلام رمزية الأصنام، معها تحطم معنى تجسيد الأفكار الكبرى في قوالب صدئة وإن طُليت بالذهب!! فتح باب للتفكّر الأعم الأعمق الغير مقيد بحدود خيال وضيق أفق صاحب القوالب الذي تجسّدت أطرها في محصور أفق رؤيته.

***


مخيّر في الوعي مسيّر في اللاوعي (؟) مخيّر في ما يكشفه من اللاوعي..  دعوة للسعي إلى المعرفة؟

***


هي إلى الداخل تدعو وأنت إلى الخارج تريد.

***


أصول المنطق الكوانتمي، فكر وجودي في الأساس. والعلم قلب وعقل.

***


القوي العادل مسؤولية عظمى؛ يعرف الكثير، ويستطيع الكثير، ولكنه يهذّب نفسه بالقيد - ليس من نتاج القوم القطيع، ولا سببية جوفاء.

***


كل دين عظيم، فكرة كبيرة، ثقافة عميقة، بناء كبير، في وارد التحول إلى خدعة سياسة، عملية، حاكمة، على يد من لم يفهم ذاك الأفق الكبير.

***


أطول الخلافات عمرًا تلك الثقافية أفقها وليست السياسية!

***


عدوك الحقيقي، عدوك ثقافيًا، عدوك في منهج فهم الحياة - والثقافة جذور وأصول.

***


العلم الأعور في جوهره بذور تعب عن الطمأنينة يبحث بحثها، في وصفه للقواعد الثابتة ماديتها هروب من الخوف، هروب من المجهول! إلى أين؟ إلى المجهول؟!

***


نحن مرآة ما نصنع، ما نفهم، ما نفسر. نحن مرآة فهمنا لأنفسنا!

 
زكي مبارك