search

07‏/08‏/2012

الخطر الكامن في الداخل

الخطر الكامن في الداخل

التوق الخفي إلى عدم الوضوح المتمثّل غموض جذور النفس البشرية، وبالتالي ترجيح كفة عدم فهم "الخارج" لنا عبر ضمانة عدم فهم أنفسنا لأنفسنا، كخط صد دفين، فيه محاولة لإخفاء مكان المفتاح حتى عن أنفسنا. هذا التوجه "الخفي"، قد يكون مرتبط بمسعى حفظ النوع المرتبطة تصرفاته بالغريزة، وذلك عبر حفظ الأسرار التي لا يمكن الوصول إليها في الحالات الحياتية العادية، أو في فترة الأمان واللهو، أو من دون السعي الواعي لهدف البحث في جذوره ومحاولات الكشف عن ما خلف الستار من شفار - هل يمكن الوصول لتخوم هذا الأمر من خلال بوابة التأمل الداخلي العميق او التوحّد العميق مع الذات مثلا؟ الخوف من خطر الإنكشاف، الشعور به، يجعل الذات تنزع إلى محاولة إخفاء أبعاد وجودها بدافع زيادة احتمال البقاء عبر تقليل فرص اكتشاف جوانبها من قبل الخطر المتربص بها من "الخارج" وقد تفعل ذلك حتى تقلّل ايضًا من فرص اكتشاف عمقها من قبل الخطر الكامن في "داخلها".
أن تعرف نفسك كل المعرفة.. يكشف لك اوراق لعبتها.. لعبة الحياة .. وقد يعرّض مسعاها لخطر الانكشاف أمام مسعى بحثك!.. في هذا هي تلعب لعبة تغليف وتمويه وتورية مع من فيه وضعت أملها، ومحاولة حماية الكيان نفسه من نفسه بعد ان وعى لوجود نفسه، والذي أدرك جزء من وجود نفسه، ولكن ليس له كخيار طوعي، من وجهة نظرها، أن يدرك كل جوانب دارها وأعماقها. 

زكي مبارك