ذاك الذي اندثر
الثقة.. حالة نفسية مرتبطة بالقدرة على الاستعداد وكذلك تقبّل حكم قادم الأمور بعد استيعاب ان ما سنمّر به ليس بالجديد.. وإنما تكرار لحدث سبق حدوثه لمن سبقنا المسير ولكنه قد يحمل عنوان اسمنا. وبعد أن تدخل الذئاب إلى قلب دارك بسبب جريمة السبات اللذيذ.. يغدو من الحماقة الفاضحة المسك على أطراف الصمت كدلالة على رجاحة العقل! المنتصر يعيش على حطام المهزوم والثاني يعود على أكتاف من هزمه ليأخذ الصدارة في مسرح الأحداث والحياة. وقلب الهزيمة إلى انتصار جديد؟ عبر ربط الطرف الذي انتصر بالطرف الذي انهزم بحيث يكون رمز المنتصر تذكيرا على وجود الذي اندثر! والعقاب يعيش في السماء محلقًا كاسرًا وليس بين الشقوق والظلام مختبئًا خائفًا - الأولى حياة والثانية حياة! وفي التوق للاستبداد غريزة في الإنسان؛ لون من ألوان قوته.. من يحميه من قوة نفسه..؟ منطلقها في أحد تجلياتها حبه لذاته؛ من يحميه من حبه..؟! والغريزة تحفّز فعلها من ردود فعل صاحبها، من داخل محيط ذاته وخارجها؛ عشوائيتها تعيد لها مركزيتها! عشوائية منطقها يضعها في مركز حكم أمره.
زكي مبارك