شِفَار الحياة
كل الأفكار على تباعدها وتناقضها لا بد وأن
يربطها رابط.. أصل أصل واحد. إن كان مفهوم القوة هو أصل الأصل الذي أبدى لونه
للعقل البشري فجّل الافكار لا بد وأن تتفق في جذر الجذر وإن كانت الحروب قائمة بين
الأفكار نفسها تناقضا وقتلًا ودمًا! الأفكار الوجودية الأقرب إلى الجذر الخفي
ستتفق في هرمية التفسير وفي جذور الجذور وإن اختلفت المسميات والتبريرات والنتائج
والأسباب. وهذه الأفكار الوجودية الكبيرة القوية في تماسكها وقربها من مسعى الحياة
ستنتصر على تلك الكبيرة الخاطئة في مسعى فهمها للحياة والخاطئة في صحة
التراتيب الهيكلية، في صحة تراتيب القيم الداعمة لمسعى الحياة نفسها، في صحة
تراتيب الجذور– هذا إن كان لهذه الحياة أن تخطو خطوتها العملاقة القادمة. في نهاية
محصلة هذه الحروب الأولية ستتلاقى الأفكار الوجودية القوية الصحيحة وستتواجه في
حروب واسعة، شاسعة العمق.. حروبا لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.. المسعى الأول لم يتغير ولن يتغير - الحياة ستشق طريقها إلى النهاية.
زكي مبارك