search

01‏/05‏/2012

القفص - مرة أخرى

القفص - مرة أخرى
إن كانت القساوة.. الوحشية.. رؤية الألم.. إيقاع الألم تأتي بلذة عميقة خفيّة في وجدان البشر وإن تسترت خلف الأقنعة والألوان والوجوه والكذب الصريح منه أو المستتر – إنظر إلى التاريخ القديم.. والحديث، الفكري منه والمحسوس! – كخاصية متجذرة حاكمة في جذور الوعي البشري وفي بحر اللاوعي تأخذ من الأقنعة والألوان ما تأخذ – هل يمكن إعتبار القفص الذي تم وضعه للإنسان عبر مر العصور محاولة لحصر هذا الأذى.. لتنظيم عملية إطلاق نوازعه.. هل مسألة القيم والأطر الحاصرة للجذور الحاكمة تعتبر آلية منظمة لجرعات القساوة البشرية بحيث  يمكن التحكم بمخرجات الغريزة وحكم الباعث المثير فيما ينفع العقل السيادي الحاكم في الأساس والمقام الأول من دون إعدام كل أمل في قلب الطرف الذي تم إخضاعه – مثال الحروب الإستحواذية على مر العصور.. السبي والعبودية والجنس!. هو كان بحاجة إلى قناع من لون متميز بذاته، عميق في فهمه حتى يمكنه الخروج إلى الشمس والصدح بهكذا نوايا من دون أن يتم إكتشاف أمر حيلة حيلته.. وتطويق أجلها.. من دون أن تعدم مسعى أملها في تنفيذ رغبات السلطة الحاكمة في قلب دارها.. نوازعه.. ستبوح له.. أنت بحاجة إلى قفص أسمة لا يدل على أصله.. بل أن تلبس ثوبا يخفي سر صاحبه.. أن تجعل من ضحيته تقع في حبه! أما إن كان القفص من نتاج عقل ضعف أمام سلطتي الغريزة الحاكمة وحكم الباعث المثير –   وضعتاه  في الجانب الخاضع من المعادلة، فقد يكون الخيار لهكذا لون وهن أمره وأرهقه ما رأت حواسه، البحث عن الخلاص عبر إيقاع جل الألم والقساوة على النفس ذاتها بهدف وصول الفعل نفسه يوما إلى من وجده قام بفعل التنكيل ضد لونه.. بمن تسبب بشقائه - على دار الغريزة التي جارت عليه دهرا بحكمها البارد في قساوته وعلى الباعث المثير.. في نوع من الإنتقام من مسبب الألم نفسه وعلى من وقع عليه الألم في المقام الأول.. والإنتقام ألوان وفنون! - هذا كلام ليس بجديد طرحه وتدور تفاصيل مناقشاته في أوساط فكرية حاكمة اليوم!   

زكي مبارك