صمت الحكماء
أن تصدق كل الصدق فأنت تمشي متجردا من أقنعتك
في الطرُقات.. جريمة
تجد نفسها حتى في مخيلة وعي طفل صغير اقترب يومًا من لون عارها فتاهت عنه براءة
لحظته. الصمت الذي فلت عقال صخبه كان طريق "الحكيم" الذي جزع من عين الخوف
المحدًقة في عيني نومه. أما ذاك المجرم الذي خاف من كل خوفه لم يلزم صمته.. نطق فتجمّد نبض
قلب من دخل داره وتاه في متاهاتها. الصدق أشرس من الكذب المباح المستتر بدثار الفضيلة والحقيقة والصمت
والحكمة.. وخداع النفس أجمل وأجمل! لذلك الخضاب سوق لا تبور وبضاعة لم تذق يوما
طعم الثبور. في نزع الأقنعة عُري.. قساوة صراحة لا داع لها أو هكذا تحكم تلك
التي ابتسمت.. منها يتعلّم المتجملون الشرب من بئر مقياسها، ومن ذلك كل "تاجر"
يدرك ما يدله على بعث الرجاء في قلب حيلته.
زكي مبارك