search

06‏/04‏/2012

ضجيج نقاط متشابكة

ضجيج نقاط متشابكة

في قلب كل قلب عشق للتحليق.. ما معنى هذا؟ من أين يأتي هذا الأمر؟! هل من الداخل ينبعث أمره أم الخارج يأتي به ليطرق أبواب دارنا. في الهدم الأمر أسهل من البناء، وفي العثور على آثار الهدم أسهل من العثور على  بناء استجمع نفسه من مكوناته الأصغر. كيف لا يكون الأصل أعمق من الفرع.. لو نظر الإنسان في جوانب داره لوجد أنه بكيانه الذي أدرك نفسه يمثل مجموع بناء، ولأصبح الحيوان آثار هدم وليس العكس..! هل نحن بصدد كيان تهدم وأصبح أمرا أصغر.. أصل الحيوان كيان تهدم؟ حطام لون إنسان؟ ما معنى أن نقول أن الإنسان الأصل والآخر آثار هدم؟! هل بتنا نعيش في العلم خدعة مقلوبة – التطور حالة هدم! منطق مقلوب وكلمة كاذبة! الأصل أصبح اليوم فرعًا؟ لو نظرنا إلى الإنسان لرأينا في قلبه كل خدع الحيوان.. ألوان كل كيان استحوذت عليه يد الحياة. يظل الإنسان أكبر من حاصل جمع كل الحيوان.. كيف لمجموع مكونات أصغر أن يكون أقل من المجموع الواحد الأكبر. هل الإنسان أعلى درجات الحياة؟ إن كان هو كذلك فهو أقرب إلى أصل الحياة وليس ناتج فرع تفرع.
ذلك الذي يدور حول نفسه - الحاسوب - لن يجد نفسه.. في أفضل الأحوال لن يكون أعلى درجة من حطام لون إنسان.. الإنسان لن يبدع لونا يجاري لونه حتى يفهم طيف نفسه.. الطريق في أوله لمن سار خلف منطق خدعته.. 
في قلب الإنسان كل المتضادات! ولكنها تعيش سكون سلامها وواحد لونها في كيان الحيوان والنبات.. في سلامها أعلى سقفها. ذلك الشقي الساحر يعيشها كلها..  في قلب الإنسان حرب مستعرة ونار وسكون! منطق وجنون. قلبه ينطق بكل اللغات، ولكن في المتناقضات لغات أجنبية وله قلب واحد يجمعها.. هل الإنسان في داره نتيجة حرب والوعي مرآتها.. في سطوع ألوانها بهجة إدراكنا؟! لن أفهم رسم الإنسان - ذلك الذي بجناحيه يحلق - إن رأيته كمحصلة وحطام تجمّع وليس أصل .. وليس نقطة بدء! 

زكي مبارك