search

11‏/02‏/2012

حديث مع ذي العلم الجميل

حديث مع ذي العلم الجميل

حدود الكون تقطع ما يقارب الأربعة عشر مليار سنة ضوئية... صوت علم اليوم بعد مسيرة طويلة يقول...فيرد عليه التساؤل الذي مازال يقف على تلك الثغور... ماذا بعد هذا اللّجّ الكبير؟ هل من بحر جديد؟ يقاطعهما الإحتمال الملّوح بلونه مبتسما ويجاوب من جديد هناك شيء لا نعرفه خلف تلك الحدود، هل رأيتم ما أراه رؤية العين، هناك تتهاوى إرادة اليقين المادي وتنسلّ عن الأعين إلى حين، عند هذا الثغر يحتار نبض قلبه من جديد، فقليل من الهدوء من فضلكم، تصوّر مارد المنطق متعبا هنا ينام...

- كل عين مشرق سهمها تنظر إلى تلك المرآة البهية تسأل لماذا أحدّق أنا في تلك العينين.. يجيبها قلبها عن بداية البداية ونهاية النهاية، نشأة الوجود، نشأة الكون، عن بلد المنطق والحساب قلوبنا تبحث وتسأل... لا بد لهذه المسيرة من محطة في جعبتها الكثير  لذلك المارد المتعب الحزين تشغله عن النوم من جديد، والآن وقد تساءلت فسمعت حديث شوق قلبك فلترسم لنا أنامل قدرتك ألوان حلم يسرّ العين، فليس لك بعد اليوم أن تجزع من هكذا مصير...

- ولكن ماذا إن سمع منطق القوة همس قلبك وشاء أن يلعب معك لعبتك ويشاركك رسم حلمك أيا الرسّام العاشق العنيد؟ يهمس في أذنه صوت جديد..
- هلا وقفت بعيدا ليس لدي وقت لطرح مثل طرحك.. بين يديي مهمة لا تقبل التأخير.

- ماذا لو كان كل ما نطلق عليه اليوم الكون والذي يمتد عبر بحر السنين الشاسع ليس سوى مكون صغير داخل مكون أكبر داخل مكون يلفهم؟... ماذا لو عرفنا حقيقة كوننا هذا... ماذا عن ما بعد تلك الثغور؟... لم يزل يأتيه الصوت الخافت من بعيد ملحًا من جديد، سندور في حلقة جديدة من المعرفة تخلق الحاجة لمعرفة أخرى، لحقيقة أخرى... أليس كذلك هو الأمر أم أنا في حيرة من الأمر،  أم أنا في دوامة تساؤل أوسع من تساؤلك أيا صاحب منطق الكوانتم الجميل... أم أنك مازلت تبحث في بحر الإحتمال عن سمكة اليقين؟

- هلا وقفت بعيدا ليس لدي وقت لطرح مثل طرحك.. بين يديي مهمة لا تقبل التأخير! سمعته طيور ذلك البحر يزجر من جديد...


زكي مبارك