search

09‏/02‏/2012

بهذا الكلام تَكَلّمَ معي

بهذا الكلام تَكلّمَ معي

من يجهد في الارتواء من  جذور قيم حضارة تبني قصر عدميتها، وربط عرق مستقبله بدم قلب متهالك مصير حاضره، قلب ستلفظه في شمس الغد وتهدم وهمه روح وحش أشقر بُحتُ لها سر شر في نفوس أجدادها، لدهر ثقيل
تمكّن وتوطّن،،، من إلى ذلك يسعى لن يعي قيمة جذور دم حر شوقه، ولا مخفي سطور كلام تحلّق ناره، ولن يرى في دامس ظلام قلبه خزي مدلول جهده، فلكل نفس أبية بهواء شرفها تتنفس، وبعلم نار همتها تزهو، وبسمو قدر وجودها تعلن، معزوفة لحن لا تفهمه آذان للضعة خاضعة، ولا تستسيغها قلوب خانع رجاء أملها. في بحر السيادة هذه، الجوهري أمرها والوجودي طيفها، من إلى ذلك الفعل الدنيئ يجهد جهده، يسعى بوعي أو في الغالب عكسه إلى تحويل دم شرفه إلى ماء آسن على قارعة الدهر يُسفك، لن تقبل به نفس أبيّة العنان تعيش نقاء هواء حريتها.  ما نحن بصدده اليوم وأمسه وغده، حرب صريحة طقوس كهنها، مديدة ساحة سهمها، وعميقة بئر سطوتها، تمتد إلى جذور وعي النفس لنفسها، تهدف إلى دك أسسها، وجعلها دار من دون أرض راسخة، على الرمل تسنتد أعمدة سقفها، وحياة من دون جذور تسقي أوراق وجودها.. خواء تعيش فيه روحها تشرب منه كاس لعنتها.
فإن كان ردك... ما البديل؟ إلى أين السبيل؟ فالجواب واضح لا لبس فيه.. إن لم يكن في سابق جذر دمك مسعف لقادم أمله... فلتحفر لوجودك قبرا يليق بماضي شرفك الذي اندثر، وتنحى عن مسار التاريخ القادم مساره والذي  لمأساة وجودك لا يبالي وعاهة وعيك وروحك المزري حالها - كيف لك يا هذا أن تنام ليلك في أضلع جثة هامدة روحها تغني لحن عار وهنها وله تطرب!

زكي مبارك