search

23‏/02‏/2012

الشرعية الديمقراطية.. أكذوبة الحداثة الأوروبية

الشرعية الديمقراطية.. أكذوبة الحداثة الأوروبية

الحداثة الأوروبية ترى بعدم جدوى الأديان كحل لتسيير شؤون البشر وتنزع عنها صفة المرجعية العليا للقيم والمفاهيم الإنسانية، ثم تأخذ على عاتقها وضع قواعد بناء من قبيل المساواة والعدالة والدولة المدنية والديمقراطية والحقيقة العلمية لتسيير شؤون البشر. هذه المفاهيم التي تعتبرها الفكرة الأوروبية قواعد يقوم عليها منطقها وبنائه لا تقف على قاعدة سوى قبول الاكثرية العددية كشرعية لوجودها واختبار الزمن القصير نسبيا بالنسبة لعمر الحضارات والثقافات كدليل على صحتها. من يعرف كيف يتشكّل رأي الأغلبية يدرك أن هذه القواعد في الأساس من نواتج عقول لا تمثل حسب قاعدة القبول الشعبي سوى رأي أقلية يتقلص عددها إلى عدد أصابع اليدين أو اليد الواحدة. هي قواعد من نتاج عقول ذكية ديكتاتورية متخفية تلبس لبوس الأكثرية. من دون شرعية الأديان تذهب قدسية المفاهيم التي يتبناها هذا الفكر فلا وجود لعدالة بحد ذاتها ولا خير ولا شر ولا حقيقة علمية بحد ذاتها.  هذه اليقينية المزيفة ليس لها حق وضع نفسها كرب جديد للبشر وليس لها حق إسباغ القدسية العلمية على مفاهيمها. لمن لم يدرك حتى الآن ما يحدث سيكتشف بعد مرور بعض الوقت أن العلم نفسه  يقف اليوم عاجزا عن فك طلسم أسمه اليقين. ولكن من الواضح أن أنبياء الحداثة الأوروبية يستعيضون بدلا من ذلك بقدسية مبنية على مفاهيم معلقة في الهواء يسبغون عليها قدسية  أكذوبة أسمها الأكثرية الديمقراطية. في هذا الحداثة الأوروبية تبني قواعدها على منطق لا منطق له سوى هوى العقول الفلسفية الديكتاتورية وإن صدقت نوايا منتجات عقولهم خلف سذاجة تفكيرهم الجديد أو زيف تخطيطهم الأجوف - أكذوبة تكذب على نفسها.


زكي مبارك

19‏/02‏/2012

ضحكات الموج

ضحكات الموج

أيا رجل اليوم واللحظة... أرجو الانتباه للحظة!

ربيعنا العربي أصبح ربيع حرب باردة بين مجرمي شرق الارض وغربها

هوائك حيّا مُقاتلًا تستنشقه أو ميّتا كئيبًا... قلبك من يرسم سّماء طّيفه

الأمل... سّيف يقطُر فرحا

اليأس... موجة لا أعرف ترددها

دم قلبي... أحرسه بسيف في يدي
 

المساواة والحرية أمران لا يتفقان

الموضة... أن تخضع لرأي الأغلبية المسيرة ‎

الحب... أنانية مقنعة

عندما تصدق مع نفسك.. لن تخجل منها

في فضاء الحب... ترتبك دفاعات المرأة.. ويتقدم الشوق خطاها

حياة التويتر جميلة وبسيطة.. شخص يعجبك تدخله مجلس دارك وآخر يضايقك من النافذة المفتوحة تودعه قلب تعشقه تدنو منه لتسمع نبضه بصراحة نحب الهذرة

في وسط زحمة الحياة تعلمنا أن نكتم مشاعرنا.. أن نأكل أنفسنا... ثم نسألها ببراءة عن سر تغير أحوالها

عندما تسكن في منزلك لن تحتاج من يصفه لك وكذلك فكرك

الأكثر عاطفة، أكثر صدقا في لحظة تعبيره.. المجرم عاطفي بالضرورة!

اليهودي لن يكون علمانيًا دمًا وقلبًا - دمه وقلبه يحرصان على بقائه!

من يقول أنه يطلب حريته.. بدم بارد عليه تحمل مسؤولية عبثه

نحب سمائنا الزرقاء ونعشقها.. من قال أننا نكره كذبها!

في الموت لحظة استسلام.. وفي الخلود معزوفة انتقام؟!

لكل شيئ ثمن.. أليس كذلك؟!

من جاء إلى البحرين بحثا عن زهرة خلوده؟

في بيت التساؤل ستجد الجواب بلهفة ينتظر

قلب واحد نابض بالشوق هو كل ما تحتاجه من أمل

العاصفة التي لا تقتلعك من جذورك ستعلمك الوقوف بثبات

بئر الماء لا يبحث عن شاربه

العلمانية.. فصل الحقيقة عن الحياة!

العلمانية.. أن ترى في العبد سيدا

رجل دين جاهل.. ماء آسن

عقلك.. بابك.. إن أهملت أمره.. دخلت الثعالب دارك

الحياة لا تأبه لهمك.. استجمع نفسك!

الحقيقة جميلة.. من قال ذلك؟ هل رآها؟!

نبحث عن الحقيقة.. هكذا يقولون.. وكأنها تنتظرهم على خشبة مسرح!

الحضارة الغربية.. علم وثقافة - الأول من حقك وحقهم، والثانية دمهم.. لن تقبل بفاسد قيمه نفس حرة عزيزة أبية يجري في عروقها نهر
نقي ماؤه

ذلك العدو أحترمه كدم ينشد سيادته بين وحوش ضارية وإن مشى على رؤوس رجال أذلاء قبلوا بمحض إرادتهم أن يكونوا عبيده وخدمه

أحترم في عدوي شجاعته وقوة بطشه وأحتقر في صديقي دعته وتفاهة برائته


In the darkest alleys where your eyes would not dare see.. be still.. for your heart shall need all its ears 
زكي مبارك

 

ذلك العالم العجيب

الكوانتم.. ذلك العالم العجيب

عالم اللاوعي المادي


في بلد علم اليوم تدور رحى نقاشات عميقة آثارها تتناول بأفكارها ما وضع على طاولة المكشوف من مجهول بدايات الكون والمنطق الخاص بلحظة تصور النشوء والتكون وبدء خلق الكون أو هذا ما يعتقدون! نقاشات تتعلق بماهية الدعائم التي يقف عليها التفسير الفكري والمنطقي والعقلاني لما تكشفه وتصرح به عين التجربة والقياس المادي في بحر آلية عمل الكون الداخلية، في محاولة قديمة جديدة لردم الهوة التي تفصل بين ما هو في دائرة الوعي المادي الملموس وذلك المتمثل في العالم المجهري المثبت بالتجربة ظواهره والمجهول خلف الأفق والمستور.


بحسب منطق الكوانتم، أنت ترى أثر ذلك الجزيء المادي كنتيجة لفعل النظر نفسه، وبالتالي لا يمكنك الجزم بوجوده في مكان محدد قبل بدء فعل النظر ذاته. هذا منطق يتعارض والتفسير الذي يقول أنك الآن تقرأ هذه السطور لوجودها قبل أن تراها، بمعنى أنك تواجدت في مكان تصادف نظرك إليه فرأيته. عدم رؤيتك لهذه السطور المكتوبة لا يعني أنها غير موجودة من دون لحظة وجودك، أو هكذا نفهم المحسوس والمدرك من قول العلم (المعقول).هذا الأمر لا ينطبق على عالم الجزيئات داخل مكونات أنوية الذرة وفي سمائها والتي يتكون منها الجزء المحسوس من الكون والأشياء. 

هذا مثال على الخط الفاصل ما بين منطق الكوانتم وتصور عالمنا المحسوس حيث يقع التناقض في التفسير وفي الفهم وفي منطقية المنطق نفسه، وفي هذه الدائرة المبهمة يحتدم النقاش اليوم بحثا عن تفسير لهذه الظاهرة التي ثبت وجودها بالعلم التجريبي والبحث المختبري على مر سنين ليست بالقليلة.

بالنسبة لعلماء الفيزياء والطبيعة الكوانتمية لا تناقض هنا بين ما سبق إن كان وعينا يتحدد رسمه بريشة معادلة رياضية تصف الأمر سواء على مستوى المنطق الجزيئ الصغير أو المنطق العياني المحسوس، وأن الثاني بالنسبة لإدراكه ناتج في الأساس من الأول.

تفسيرهم - أن أدوات القياس المستخدمة في العالم المحسوس تفشل في كشف بعض الخواص الكوانتمية وبالتالي لا يمكن ملاحظتها بدء من تلاشي خاصية إمكانية الوجود في أكثر من مكان واحد في وقت واحد أو ما يسمونه عدم المحلية في حالة جزيئات تتصرف في أوقات كجزيء وفي أوقات أخرى كنقيض له يعلن عن نفسه موجة لا جزيء - هنا العالم المدرك يخضع لمنطق المحلية والواقعية التي يستطيع العقل تفسيرها بعكس مكونه الدون جزيئي الذي يتصرف وفق منطق مناقض لتصرف الإطار الأكبر الذي يحتويه. 


واحدة من مدلولات هذا الكلام أنه لا يمكن الحصول على ملاحظة شاملة يقينية وكاملة لوصف كل مكونات نظام فيزيائي حيث لا يمكن كشف بحيادية كل العلاقات مع الجزيئات الكوانتمية الصغيرة المشاركة في تكوين النظام الأكبر - هذا لغز يحير عقول أصحاب المنطق والحساب ويدخل بالنسبة للبعض في إطار دائرة الجنون العلمي - المنطق يفقد عقله!
 

منطق الكوانتم كوصف لحالة اللاوعي المادي قبل تخلقه إلى وعي مادي مدرك يصرح أنه لا يمكن فهم الوعي المادي من خلال مكوناته التي تقبع في دائرة اللاوعي التي اتحدت لتكوين حالة وعي محددة يدركها العلم بمجساته.. ويصرح أيضا متحديا أنه لا يمكنك وصف حالة لا وعي تدثرت برداء سريتها حيث أن الوصف نفسه يضعها في حالة وعي مشوه يفقدها خواصها الأولى ويؤثر في قراءة حالها وتعطيك من القراءة جواب سؤالك وليس الجواب الحقيقي ذاته - الوصف نفسه يغير من حالة الموصوف بالنسبة للواصف.

يبدو هنا وكأن العلم يعلن بهمس لا يُسمع بصريح العبارة عن حدود استطاعته المادية في مجال الاستفادة من واحدة من أهم دعائمه القائمة على خاصية الوصف والمشاهدة كأداة للفهم والتفسير والبناء العقلي الذي يعتد به عصر اليوم كطريق للدرب القويم - ما المعين للعلم إذا؟!

زكي مبارك


حمائم السلام

حمائم السلام

عدائك مع عدوك ينتهي أجله وتحلّق حمامة السلام في سماء يومك، عندما تمتلك أنامل صنعك المقدرة على تقويض ساعة نومه وتشتيت رسم أحلامه وطرد العبث من جامح توقه.. ذلك الذي في الطرف الآخر الذي رام يوما الظّفر بروحك والحؤول دون مستقبل بنيك وطرد نوم جفنيك، لن يجد في رسم لوحته الجديدة سوى غراب كالح شؤمه يحدق في مستقبل أمله. عاش السلام.. فلترفر في بهجة أجنحة الحمائم! - ستكون حينها معزوفة صباحك المشرق نوره.. أترك له كرما لذة تصوير شؤم يومه كسماء زرقاء صافي لونها لقادم نسله ومن سار في دربه..!

زكي مبارك



شوق أم كلثوم

شوق أم كلثوم

أم كلثوم.. من كان لتسأل أذنه عن صوتها لو أنها جزعت من لهفة البوح به..
هناك سر أو بالأحرى طعم خاص لما نكشفه من مكنون الشعور وما تتجرأ قلوبنا على البوح به في حضرة الأسماع والابصار، يختلف عن ذلك الذي نكتبه على الورق ومن ثم ندفنه في عميق الأدراج والدهاليز. ذلك التائه في داره يشاركننا خاص حياتنا، ننساه وينسانا، أما الآخر نفلت ايدينا عن جناحيه فلا يعود مرة ثانية إلى ظلمة القلوب، لكنه يظل من بعيد يحدق في العيون!
كم من أم كلثوم خوفا كتمت صوت شوقها حتى حانت ساعة المغيب.. سألت نفسي وأنا أكتب هذه السطور.

زكي مبارك 




غواية

غواية

للحظة أشعر أني في العمر جزت عشر عشرات السنين .. وكأني أعرف ما معنى هذا المدلول والشعور؟! فتشيح بعينيها بعيدا بحثا عن وليدها، ويتسرب من بين أصابع يديي لمح غوايتها، لأعود مذعورا ألعب لعبي. هذه التي تسمي نفسها الحياة لها طرقها في بعث أملها حين يلهو بعيدا عن دار أمه.

زكي مبارك 


11‏/02‏/2012

حديث مع ذي العلم الجميل

حديث مع ذي العلم الجميل

حدود الكون تقطع ما يقارب الأربعة عشر مليار سنة ضوئية... صوت علم اليوم بعد مسيرة طويلة يقول...فيرد عليه التساؤل الذي مازال يقف على تلك الثغور... ماذا بعد هذا اللّجّ الكبير؟ هل من بحر جديد؟ يقاطعهما الإحتمال الملّوح بلونه مبتسما ويجاوب من جديد هناك شيء لا نعرفه خلف تلك الحدود، هل رأيتم ما أراه رؤية العين، هناك تتهاوى إرادة اليقين المادي وتنسلّ عن الأعين إلى حين، عند هذا الثغر يحتار نبض قلبه من جديد، فقليل من الهدوء من فضلكم، تصوّر مارد المنطق متعبا هنا ينام...

- كل عين مشرق سهمها تنظر إلى تلك المرآة البهية تسأل لماذا أحدّق أنا في تلك العينين.. يجيبها قلبها عن بداية البداية ونهاية النهاية، نشأة الوجود، نشأة الكون، عن بلد المنطق والحساب قلوبنا تبحث وتسأل... لا بد لهذه المسيرة من محطة في جعبتها الكثير  لذلك المارد المتعب الحزين تشغله عن النوم من جديد، والآن وقد تساءلت فسمعت حديث شوق قلبك فلترسم لنا أنامل قدرتك ألوان حلم يسرّ العين، فليس لك بعد اليوم أن تجزع من هكذا مصير...

- ولكن ماذا إن سمع منطق القوة همس قلبك وشاء أن يلعب معك لعبتك ويشاركك رسم حلمك أيا الرسّام العاشق العنيد؟ يهمس في أذنه صوت جديد..
- هلا وقفت بعيدا ليس لدي وقت لطرح مثل طرحك.. بين يديي مهمة لا تقبل التأخير.

- ماذا لو كان كل ما نطلق عليه اليوم الكون والذي يمتد عبر بحر السنين الشاسع ليس سوى مكون صغير داخل مكون أكبر داخل مكون يلفهم؟... ماذا لو عرفنا حقيقة كوننا هذا... ماذا عن ما بعد تلك الثغور؟... لم يزل يأتيه الصوت الخافت من بعيد ملحًا من جديد، سندور في حلقة جديدة من المعرفة تخلق الحاجة لمعرفة أخرى، لحقيقة أخرى... أليس كذلك هو الأمر أم أنا في حيرة من الأمر،  أم أنا في دوامة تساؤل أوسع من تساؤلك أيا صاحب منطق الكوانتم الجميل... أم أنك مازلت تبحث في بحر الإحتمال عن سمكة اليقين؟

- هلا وقفت بعيدا ليس لدي وقت لطرح مثل طرحك.. بين يديي مهمة لا تقبل التأخير! سمعته طيور ذلك البحر يزجر من جديد...


زكي مبارك




09‏/02‏/2012

بهذا الكلام تَكَلّمَ معي

بهذا الكلام تَكلّمَ معي

من يجهد في الارتواء من  جذور قيم حضارة تبني قصر عدميتها، وربط عرق مستقبله بدم قلب متهالك مصير حاضره، قلب ستلفظه في شمس الغد وتهدم وهمه روح وحش أشقر بُحتُ لها سر شر في نفوس أجدادها، لدهر ثقيل
تمكّن وتوطّن،،، من إلى ذلك يسعى لن يعي قيمة جذور دم حر شوقه، ولا مخفي سطور كلام تحلّق ناره، ولن يرى في دامس ظلام قلبه خزي مدلول جهده، فلكل نفس أبية بهواء شرفها تتنفس، وبعلم نار همتها تزهو، وبسمو قدر وجودها تعلن، معزوفة لحن لا تفهمه آذان للضعة خاضعة، ولا تستسيغها قلوب خانع رجاء أملها. في بحر السيادة هذه، الجوهري أمرها والوجودي طيفها، من إلى ذلك الفعل الدنيئ يجهد جهده، يسعى بوعي أو في الغالب عكسه إلى تحويل دم شرفه إلى ماء آسن على قارعة الدهر يُسفك، لن تقبل به نفس أبيّة العنان تعيش نقاء هواء حريتها.  ما نحن بصدده اليوم وأمسه وغده، حرب صريحة طقوس كهنها، مديدة ساحة سهمها، وعميقة بئر سطوتها، تمتد إلى جذور وعي النفس لنفسها، تهدف إلى دك أسسها، وجعلها دار من دون أرض راسخة، على الرمل تسنتد أعمدة سقفها، وحياة من دون جذور تسقي أوراق وجودها.. خواء تعيش فيه روحها تشرب منه كاس لعنتها.
فإن كان ردك... ما البديل؟ إلى أين السبيل؟ فالجواب واضح لا لبس فيه.. إن لم يكن في سابق جذر دمك مسعف لقادم أمله... فلتحفر لوجودك قبرا يليق بماضي شرفك الذي اندثر، وتنحى عن مسار التاريخ القادم مساره والذي  لمأساة وجودك لا يبالي وعاهة وعيك وروحك المزري حالها - كيف لك يا هذا أن تنام ليلك في أضلع جثة هامدة روحها تغني لحن عار وهنها وله تطرب!

زكي مبارك



06‏/02‏/2012

خلف الستار وأمامه - الجسد البشري

خلف الستار وأمامه - الجسد البشري
الجسد الحي الواعي لظاهرة وجوده كنفس تدرك أمرها في اطار الحياة، يمثل من وجهة التكوين الفسيولوجي أداة متقدمة في سلّم القوة، تلبس ثوب السيد والمسود، وعلى أساس منطقه تتكلم، كل جزء منه يخضع لكله في لحظات حياته كنظام يعيش حالة سيادة نسبية وخضوع نسبي متكاملة ومتبادلة الأدوار، من أجل بلوغ هدفه - قوة تتسلط من أجل دفع مقام قوتها ورفعه.
الحياة كتعبير عن حالة تَصوّر، وظاهرة تُفسّر الوجود من منظورها، تعود إلى أصلها لحظة طي صفحتها، لحظة تحررها من لغز غموض تفسيرها وحدود تصوره.
نحن في الأساس إحدى تجليات قوة، تمثّلت في رسم الحياة، كتعبير عن قوة وعت ظاهرة وجودها، وموت الجسد الحي يمثل فناء ممثل لدرجة من لونها، وغياب أثره وانمحاق أثره بين صفحات الموت، يدركها ويتصورها وعينا الشاهد على حدوثه، ولكنه في جوهر الأمر ليس كيان منفصل ومنقطع عن مصدر الحياة نفسها ولا يمثل بالضرورة ذهاب نوعه أو فناء مصدره الأساس. الحياة تنشد استمرار طيف لونها كقوة تعلن عن نفسها وليس بالضرورة لإثبات تميزها عن الموت المغيب وجوده في قوة ندرك تفسير لها ولاندركها يقينا. الأمل متمثلا في استمرارية شعلة الحياة هو هدف سعيها... أما بريق وهجها فتحترق لحظته بين ساعة مهده ومحطة رجوعه إلى أصله، وهو وسيلة لغاية الاستمرارية، وحجر بناء في صف بنائها، تتلاشى الحاجة له بعد تعزيز احتمال وجود وريث له وبدء مسيرةغيابه .
الحياة كإحدى تجليات القوة والموت شيئ واحد... ظاهرتان في مرآة وعينا لتفسير مراحل وجود يعيها
، تفسّران له لحظة وجوده وادراكه لحتمية مغادرته - هي لغة وترميزفي الأساس في إطار الوجود وكينونته المُغيَّب غالب تفاصيله خلف ستار. في هذا يتساوى لوني الحياة والموت في باطن ظاهرة اختلافهما.

زكي مبارك

03‏/02‏/2012

أجْنُح العُلا

أجْنُح العُلا

عندما تستنطقني عن صدقي لا تسأل
هل تطرح الأسئلة التي تبحث جوابها... أم تُطرح عليك
أن تترك مفتاح العلم في حيازة عقل عدوك ليس بخيار عاقل يعي نفسه
الريادة... الا تتوقف عندما يختفي كل من حولك!
حروب السادة يدفع ثمنها عبيدهم
حربك... حرب دمك
دمك... شرفك
شرفك... أن تكون سيد نفسك
في الغرف المغلقة تزورك الأفكار المعلبة
الحياة.. القوة في جوهر كيانها والعاطفة ألوانها
سؤالك يخط مسارك
بعض الإطراء.. طلب للمزيد
إن لم تعلم ما يعشقه دم قلبك.. ستعيش قصة حب غيرك
ثورة غبية لمجرم هي أفضل هدية
توقعات الغير منك.. أوامر خفية
عند لحظة ما ستضطر للنطق ببعض أو جل ما تراه
عندما يتحقق الأمر تتجسد حقيقته.. فكرة تعزف زهو انتصارها
خلف كل قناع مُلوّن يقبع مخلب مُسنّن
الكذب خط دفاع أول
بعض الهدوء هروب
الديمقراطية... الأنوثة تستعيد عرشها المفقود
ومن التواضع ما له ما لا تبصره أعين مسحورة من أجْنُح العُلا
شتّانَ من عاش لحظة وجوده ومن وجد لحظته
رجل ينتظر شفقة إمرأة لتعينه على مواصلة درب أمره... رجل تشفق عليه اللعنات
رجل لا يعرف كيف يقف على قدميه... في مهب الريح يمكث
في السوق ستجد المهرج يضحك للجميع
قلب المرأة لن يستريح حتى يبني لك فيه قصرًا تعيش
المرأة في لغة السلطان لا تحتاج برهان
في لحظة ضعفها تبلغ أوج حكمها تلك المرأة الرامية
افتح صفحات كل كتاب خُط بيد شديد رام حريته ... ستجد المرأة كتاب في صفحته
ذلك الذي في صفحته يحقّر أمرها... على نفسه يخشى حكمها
في داخل قلب كل رجل روح تعشق الخلود
الأنانية تسري في دم الرجل سريان الأنهار في الوديان
في سبيل خلوده لن يتواني رجل قوي عن طرق كل دروبه
في الصدق مع النفس لن تطلب إمرأة مع الرجل المساوة
أرى اليوم كل كذاب على حقيقته
رجل يدّعي نبل هدفه... رجل يبجّل نفسه
الرجل المتواضع لن تسمع أسمه... تحت القبر ينام فعله


زكي مبارك



السم المنقوع في العسل

السم المنقوع في العسل - الديمقراطية كنظام لحكم عامة الناس وسعي من خلف القناع لوضع معالم دربهم، أخطر على وعي الفرد المتعلم واتجاهات بوصلته من نظام دكتاتوري سافر في منهجه. الأول يتغلغل سمه في شريان التصرف وجوانب رد الفعل ورسم الادراك على مسافة زمنية طويلة وعلى جرعات قليلة لا تستنفر دفاعات الحواس اليومية كتلك التي يثيرها الكاشف عن وجهه والصريح في غايته. وله كسم منقوع في العسل من التأثير الثابت والمستمر على وعي غنيمته ما يجعل في الغالب من المتعذر إقناع صاحبها الضحية أنه يعيش أسطورة يحمل سمها وأنه  وقع في شبك خيطها وأن لحمه معروض لنهش مخلبها. في هذا تتفوق الديمقراطية - كنظام اخضاع وتزييف للوعي والادراك في سحر لون قناعها وفي عَذْبة وصفة شرابها.

زكي مبارك